مصر في مفترق الطرق |
دخلت الازمة السياسية الملتهبة , في مرحلة الحسم في تقرير مصير البلاد , على ضوء المعطيات الداخلية والخارجية , وتطور الصراع السياسي الى مفترق الطرق . وساعة الحسم اقتربت اكثر من اي وقت مضى . ولكن السؤال الذي يشغل المتابعين للاحداث السياسية في مصر : هو من الذي يستطيع ان يحسم الموقف الى جانبه ؟ هل المعارضة بكل اصنافها ومسمياتها قادرة على الحسم لصالحها ؟ ام الرئيس مرسي ومن خلفه التيارات الاسلامية المؤيدة والداعمة له ؟ وخاصة وانها شعرت بان نار الازمة يدخل بيتها , ويدق ناقوس الخطر عليها . ان البلاد تشهد مواجهات حادة وعنيفة وبعض الاحيان تسيل الدماء من كلا الطرفين , ياتي هذا بعد مرور عام على حكم الاخوان في مصر , والبلاد تغوص في الاعماق ازمات حادة وعنيفة . لقد اقترف الرئيس مرسي جملة اخطاء فادحة وقاتلة , وتجاوز المسموح به , وبدأ كأنه ينفذ ارشادات المرشد العام , وكأنه زعيم فصيل سياسي , وليس قائد دولة ومصير البلاد في قبضته , وقد غابت عنه المرونة والتواضع السياسي بفتح قنوات الحوار مع المعارضة , وهي تملك زخم شعبي هائل يؤثر في واجهة الاحداث ,, ان الخوف والقلق من مخاطر تحول الصراع السياسي الى مواجهات دموية واعمال شغب وتخريب , قد تخرج عن السيطرة , مما يدفع ثمنها الباهض الوطن والمواطن , وبذلك تتفاقم الازمة السياسية , لتثقل بكاهلها على الازمة الاقتصادية الحادة , وهي تشهد سياط ساخنة ترهق غالبية افراد الشعب , وتتمثل في ارتفاع تكاليف المعيشية , وانهيار قيمة الجنيه المصري , , انكماش الاستثمار , تراجع نمو الاقتصاد , وانخفاض الحركة السياحية والتي تعتبر من الموارد الاساسية للاقتصاد المصري , انكماش النشاط التجاري , كل هذه الميادين الحيوية , تشهد ترهل وتضخم وتفسخ نحو الاسوأ . مما يزيد في احتقان الشارع المصري , ليعبر عن سخطه العارم في مظاهرات واحتجاجات جماهيرية واسعة النطاق , وتضرب مباشرة سمعة مكانة الرئيس مرسي والتيارات الاسلامية , فقد انكشف زيف الوعود بالاصلاح والنهوض بالبلاد احسن من السابق , وانهم في خدمة الشعب , والدفاع عن اهداف الثورة التي اسقطت حكم حسني مبارك , ولكنهم هبوا بهمة ونشاط مسعور , لابتلاع الدولة ومؤسساتها , مما اجج الغضب والاستنكار والرفض في مدياته الواسعة , وتعمقت الازمة لتأخذ شكل المواجهات الحادة والعنيفة بعض الاحيان , , مما يزيد الامور اكثر تعقيدا , هو استعرض القوة والعضلات , في الحشد مظاهرات ضخمة وواسعة من الاخوان والتيارات الاسلامية , لتعبير عن تأييدها ومساندتها الى الرئيس مرسي , في هذا الوقت العصيب من اقصى درجات الاحتقان السياسي , والبلاد بحاجة الى انقاذ واطفاء الحرائق السياسية , ان الغرور والتعالي والعنجهية السياسية , التي يبدها مرسي لاتخدم مصالح البلاد , ولا تكون حلا ومخرجا للازمة السياسية , ولا تصرفاته تنم على إنه رئيس دولة لكل المصرين , ورئيس يعرف بحنكته السياسية ان يقود البلاد الى شاطئ الامان , ان نهجه السياسي في اخونة الدولة ومؤسساتها , وابتلاعها لصالح المرشد العام , والعودة الى الحزب الواحد , لايمكن ان يتحقق , بل سيوسع قاعدة الرفض الشعبي , , ومن هذه الاسباب تدخل حركة ( تمرد ) باقتدار وقوة جماهيرية واسعة وتعلن بانها جمعت 15 مليون توقيع من مختلف قطاعات الشعب على مختلف توجهاتهم السياسية , مما هو جدير بالذكر ان مرسي حصل على 13 مليون صوت في الانتخابات الرئاسية الاخيرة , ان الرقم 15 مليون توقيع في حملة شعبية واسعة استغرقت حوالي شهرين , بهدف مطالبة بتنحية الرئيس مرسي واجراء انتخابات رئاسية مبكرة . ان حسم الموقف السياسي , يجب ان لا يقود الى الانقسام السياسي العنيف , قد يجر البلاد الى العنف الدموي . . لذا على الرئيس مرسي ان يتحلى بالعقل والحكمة ويجنب البلاد من المخاطر الحقيقية , وان يوم الحسم في 30 يونيو , يجب ان يصب لمصلحة البلاد , والقرار في يد الرئيس مرسي. |