صلاة موحدة وأزمات متجددة

 

في كل جمعة تقام صلوات موحدة بهدف لم الشمل وتوحيد الصفوف بين الشيعة والسنة, تسبقها دعايات وموجة أعلامية صاخبة على القنوات الفضائية, تؤكد على أهمية اقامة الصلاة ودورها في أيقاف موجة العنف وحقن الدماء, والتخفيف من حدة التوتر في الشارع العراقي, أو في الحقيقية بين الساسة في العراق, أن جدوى الدعوات لأقامة صلوات موحدة يجب أن تسبقها خطوات جدية من قبل من يدعو لأقامة الصلوات فالركود في العملية السياسية والتجاذبات بين صناع القرار طوال الاسبوع لا تكفي اقامة صلاة موحدة فقط لتمحو ما فعله الساسة دون القيام بخطوات فعلية من اجل تغيير الوضع الراهن, ثم أن الغرض من أقامة الصلاة هو لتوحيد الصف ولتهدئة الشارع العراقي , وهنا تطرح اسئلة عديدة, هل أن الشارع العراقي هو السبب بكل هذا الاحتقان ؟ وهل أن المواطن هو المسؤول عن أثارة النعرات الطائفية وتأجيج الخلافات؟ وهل أن المواطن هو من يطمح للحصول على المناصب والأمتيازات؟ وهل يقتصر ألامر على تهدئة الشارع العراقي ام يجب ان تسوى الخلافات بين الساسة؟ يجب أن تتم معالجة الأمور بين الساسة أولا" قبل ألانتقال الى الشارع العراقي, أذ أن المشكلة يجب أن تعالج من الجذور فأن من صنع ألازمة منذ البداية ليس المواطن البسيط الذي يقع ضحية الصراع على الكراسي, والخاسر الوحيد في حرب المناصب التي لاناقة له فيها ولاجمل, أن ألازمات لن تجد حلولا" من خلال الدعوة لأقامة الصلوات التي لا تعدو أكثر من مجرد دعاية أعلامية لا تجد لها صدى" في الشارع العراقي الذي نفذ صبره وهو يسمع عن الحلول التي ستحقق الأمن وتحقن الدم العراقي ,ولكن على مايبدوا أن الأزمات المتكررة في العراق لاتعرف طريقها الى الحل, وأن كل من يسعى الى أيجاد الحلول قد اعيته الحيل وتاهت عليه السبل, فقبل أن نسمع عن دعوات لصلوات موحدة في بلد عصفت به رياح الازمات , بألاضافة الى تدخل أطراف اقليمية تسعى دائما" لتأجيج الفتنة الطائفية وزرع بذور التفرقة بين ابناء البلد الواحد, يجب البحث عن حلول جدية للمشاكل التي تعصف بالبلد والتوصل لأتفاق بين اطراف العملية السياسية ,حتى تجد دعوات الصلوات الموحدة صدى" لدى الناس وتكون أكثر تأثيرا" وفاعلية ,فلا يعقل ان نسمع عن دعوات لأقامة صلاة موحدة دون البحث عن حلول لتلافي تفاقم الأزمات المتجددة.