رسالة مفتوحة الى الشيخ محمد باقر الناصري

 

سماحة الشيخ محمد باقر الناصري، لقد قرأنا منشورا بالامس ضج مديحا كبيرا وثناءا عظيما على ابنكم "يحيى" الذي تم تنصيبه محافظا على ذي قار واهلها رغم علمكم الاكيد انه الرجل الغير المناسب لمنصب حسّاس مثل منصب محافظ ذي قار. محافظة ذي قار وبكل اقضيتها ونواحيها كما تعلمون جيدا مهمّشة منذ عقود ولم ينته هذا التهميش في العراق الجديد بل على العكس فقد واظبت الحكومة المركزية الاتحادية على هذا التهميش يرافقه بناء واعمار وخدمات في اماكن اخرى ليعيد الى اذهاننا صورة الحكم السابق بكل تفاصيله. سماحة الشيخ وانتم العارفون بابنكم يحيى اكثر من اي شخص اخر ان تأريخه المهني وشهاداته الاكاديمية كما ذكرها المنشور تتمحور حول ارثكم في المعارضة وارث جدكم في ثورة العشرين. كما عرّج المنشور على مؤهلات يحيى العلمية وخلفياته الخدمية وذلك من خلال منصبه كمستشار في رئاسة الوزراء ومجلس المحافظة السابق!!! ويبقى السؤال الذي يبحث عن اجابة لو صحّت تلكم المعلومة: ماهي مؤهلات يحيى لكي يتسلّم منصب "مستشار" في رئاسة الوزراء وفي مجلس المحافظة السابق؟! ماذا قدّم يحيى من استشارات وماهي خدماته التي قدمها للحكومة الاتحادية وللحكومة المحلية طيلة الاربع سنوات الماضية والتي جعلت منه مؤهلا لمنصب محافظ ذي قار؟! نحن نعلم كما انتم سماحة الشيخ ان منصب "مستشار" في العراق الجديد هو منصب تشريفي يستلم صاحبه راتبا وقدره من خزينة الدولة العراقية من دون اي خدمات يقدمها وهو "منصب ترضية" لبعض الشخصيات السياسية ويبقى صاحبه في مكان لجوئه. المعروف عن ابنكم يحيى للمقربين منه الاخلاق الحميدة ولكن كما يعرف سماحتكم هذا ليس كافيا ليكون مؤهلا له ولا لغيره ليتسنّم منصبا حسّاسا كمنصب محافظ ذي قار. محافظة ذي قار ايها الشيخ الجليل كما تعلمون بحاجة الى رجل عامل ذو خبرة في مجال البناء والاعمار والخدمات، رجل صارم شديد يعرف كيف ينتزع الحق من خاصرة الباطل. محافظة ذي قار سماحة الشيخ بحاجة الى رجل يعيد لهذه المحافظة بريقها وألقها وتألقها، رجل قادر على السهر ليالي من دون تعب ولاكلل ولا ملل لكي يوفر لمواطني هذه المحافظة خدمات تليق بها وبتأريخها الحافل بالادب والثقافة والتميّز. أضف الى ذلك يجب ان يفهم عامة الناس من خلالكم لما لكم من مكانة خاصة في قلوب بعضهم ان منصب محافظ ذي قار ليس حكرا على حزب او عائلة كما انه ليس منة من الحكومة المركزية تتصرف فيه كيفما شاءت، بل هو منصب يخص ويهم كل اهالي ذي قار وهم اولى بتنصيب من يرونه اهلا لذلك ليكون لهم عونا على ماهم فيه من سوء خدمات وتهميش وتقصير وعلى ماخلفته الحكومة المحلية السابقة التي قصّرت بجميع ملفات الخدمات ايّما تقصير. سماحة الشيخ الناصري كما تعرفون جيدا ان ابنكم يحيى ليس مؤهلا لمنصب محافظ ذي قار بعد وان الدين والاخلاق يوجبون عليكم الضغط بأتجاه سحب ترشيحه فورا وان تكونوا كما عهدناكم في المنافي رجال حق ومتقين فاتقوا الله شيخنا الجليل في محافظة ذي قار وأهلها وانتم المعروف عنكم انكم احد رجالات الدين الحقيقون القلائل الذي صدحت حناجرهم ضد الظلم والتسلّط والطغيان فكونوا كما عهدناكم تابعون لمنهج علي ابن ابي طالب (ع) العابد في المحراب والزاهد في الدنيا وصاحب القول المأثور الشهير (ياحمراء ياصفراء غرّي غيري)، وحتى لانكون من اصحاب سوء العاقبة والمنقلب والا نكون مقتدين بعبد الملك بن مروان بن الحكم الذي ما ان جاؤوه مبشرين بالسلطة حتى رمى المصحف من يده وقال قولته المشهورة (هذا فراق بيني وبينك)! سماحة الشيخ الناصري أملنا فيكم الا تضيّعوا ارثكم في مقارعة الديكتاتورية لأجل منصب فان وانتم العارفون ان جرّ النار الى القرص ليس من اخلاق الصالحين كما انها سياسة بعيدة كل البعد عن دولة التدبير والأمل، كما وانكم تعلمون ان هذه الافعال ليست من اخلاق الاتباع الحقيقيين لال بيت النبوة والذين نقتدي بهم والذين توصي انت عامة الناس للاقتداء بهم وانتم اولى بتلك النصيحة قبل غيركم حتى لاينطبق عليكم المثل العربي الشهير والمتمثل في البيت الشعري القائل: لاتنه عن خلق وتأتي مثله .. عار عليك اذا فعلت عظيم.