رفاتٌ في صناديق القنابل ..

 

 

 

 

 

 

هذا المكتوب رثاء لرفات جنود الحرب العراقية الإيرانية التي يعثر عليها بين الحين والأخر خلال عمليات تطهير المناطق من الألغام والمخلفات الحربية  التي تجريها وحدات الهندسة العسكرية ووحدات المعالجة   في الدفاع المدني وبالذات في البصرة وميسان رحمهم الله أجمعين ....

 

 

تحدثنا عن الفتوى ..وفتوى الغزو فتوى أزلية ..لا تقبل الشك أو الطعن

 ...وعاشت امة البعث أبية !!

 والحكم للعفلقية !!!

تعجبنا لنظرتهم...مهزومين في أنفسهم ..وألحانهم منتصرين دوما نحن امة عربية...عذرا ( لحزب العفطية)

والقضية عربية فارسية!!!! وانتهى الأمر بتمييع القضية (قضية فلسطين)

قلت ياحنان يا منان   هل ترضيك فتوانا..

يا حنان يا منان أن فتوانا انتحارا....

نقتل الناس ونُقتل !! والقتل خراب ودمار!

وأنت من قلت أن الأرض يورثها الخيار!!

 ومفتينا  ينفث فتواه في سوح القمار !!يا مهانة.

وما ورثناه تلوث وانهيار....

 وبقايا من عظام سترتها ميادين الغمار    ...

 وهنالك  على بوابة الشرق العربي  حيث قوم  فارس

قرر البعث القتال ....صدرت فتوى عظيمة نصها ...

حفر خنادق ...ورفع بنادق......وتحشيد رجال ...

يا الهي أنها فتوى القتال ..

فتوة البعث قتال..امة البعث انتحار واندحار ...

ياحنان يا منان  قتلانا جماجم بين الشيب والطيب طعاما للسحالي   .....

 دواب الأرض  تنهشها وتسلخها وتلفظها    ...

أفاعينا تداعبها وتلعق مخ جمجمة الرجال ..

قُتل الرجال... قُبر الرجال في خنادقهم يوم النزال....

ولم تعد منهم بقايا جسد يجمع ,غير بعض جماجمهم  وبدلات متهرئة حوت عظام سلختها وجردتها الأرض من زينتها!

وهنا

سكت الكلام ..وتحدثت الرفات بسر حكاية جلبابها جنح الظلام ..

ها قد وجدتم رفاتي بعد خمس وعشرون سنة...

ذكرياتي .....

 

بفمي منها بقايا.....وتصوير حديث الأمكنة ....وجموع من رعيل الموت تجري نحونا متقدمة...

وقد فات زمان ٌكل شئ فيه ممكنا ...ألا عودته الأولى إلى حلول البندقية والأماني المتأزمة ..  .

قالت حرام !فتواكم حرام !!

وان تبقى بقاينا بهذا السفح ينهشها اللئام...قد حشرنا بعذاب المعركة...

قد شهدنا زيف دعواهم أبناء اللئام ...

وفي صولاتنا تبلدت المشاعر...................... والكلام له فطام..

نحن ارتضينا وقع خيبتنا وسايرنا الضياع في مشاعرنا !!

وصرخنا بوجه الآمر الناهي حرام !!!

أن القسر ظلم وانتهاك ... والخوف عار...

وقررنا لفظ دنيانا....

 واشتبكنا..

 وصال الجُند صولتهم ..وصُلنا ..وزحفنا واندحرنا ....

.....لانرى فجر خلاص ...فهوينا للسماء قاتِلنا وقاتلهم...نبحث عن بوابة  كبرى تخرجنا من فتوى الفناء .

القادمون من الضَياع إلى هذه الثغور وصلوا ليبتدئ الأنين ...وأنا صغير اعشق الليل وهبات النسيم ...قد كنت حلما وانقضى باسم الأوامر ...

قبل أن تشرق شمس الفاتحين..وأقول ماجدوى النياشين والأنواط واستعلاء المنابر ....

وما الجدوى من لبس السواد..في كل أرجاء البلاد....وصرت تاريخ يجمع من فتات العظم واللحم ...

..وان الكل يعلم أن قادتنا أنحنا  للكل هامتهم وقالوا .... تقدموا للأمام..

 وقطعان الشباب  أمامهم درعا لأبناء الحرام .....

من بغداد المنصورة

وليد فاضل ألعبيدي

2013-06-22