انتهت ازمة طوز خرماتو وبدأت مأسات اولاد الملحة

انتهت ازمة طوز خرماتو وبدأت مأسات اولاد "الملحة" هادي ندا المالكي في لقاء متلفز من على شاشة فضائية الحرة -عراق قال رئيس كتلة المواطن النيابية باقر الزبيدي بالحرف الواحد ان الطرف الوحيد الخاسر في الصراع الدائر بين المركز والاقليم في حال اشتعال فتيل الحرب هم "اولاد الملحة" واولاد الملحة هم ابناء الفقراء ومن الذين لا يحظون بالامتيازات ويؤدون الخدمة العسكرية في المناطق المشتعلة والوعرة وقليلة الخدمات وهم مع هذا لا يترددون عن الدخول في ساحات الوغى لما يتمتعون به من شجاعة وانفة وحمية،وما قاله الزبيدي لم يذهب ادراج الرياح لانه كلام الخبير الواثق فقد سقط ثلاثة من اولاد الملحة صرعى برصاص البيشمركة في طوز خرماتو بسبب تخبط سياسة بغداد وتاهب حكومة كردستان واستعدادها للمنازلة التي لن تحدث ابدا مع اصابة ضعف هؤلاء بجروح لا احد يعرف خطرها والمها الا اصحابها. وكان واضحا منذ البدأ ان ازمة طوز خرماتو وازمة تشكيل قوات دجلة ازمة مفتعلة القصد منها صرف أنظار الناس عن ازمة الغاء البطاقة التموينية وسوء ادارة الدولة وازمة الفساد التي فاحت رائحتها من صفقة الاسلحة التي عقدها المالكي بنفسه مع روسيا وجمهورية الجيك ومن قبلها ازمة اقالة رئيس البنك المركزي العراقي بسبب سوء الادارة وظهور ملفات فساد في مزاد الدولار وغسيل الاموال ارتبطت بكتل وشخصيات كبيرة ومشاركة في حكومة الشراكة الوطنية. ولان منهج الحكومة الحالية هو منهج خلق الازمات بدل منهج حل الازمات فلا عجب ان تسفك الدماء وتزهق الارواح على اتفه الاسباب طالما ان هذه الازمة تمنح الحكومة فرصة البقاء وفرصة المحافظة على الرصيد الجماهيري الذي يمثل الغاية والهدف... ومقتل عدد من الجنود امر وارد ولا يمثل خسارة كبيرة لان مبدأ العسكر الاساس هو التضحية بخمسة في المئة في التدريب والمناورات لهذا فان مقتل ثلاثة جنود في سبيل ايجاد قضية مهمة ومؤثرة لا يعدو عن كونه حادثة عرضية لا تستحق المراجعة والذكر. ان التفكير بمنطق القوة والغلبة والتقاتل بين ابناء البلد الواحد امر يدعو الى الشفقة والحزن والاسى خاصة من قبل اولئك الذين يدعون الرئاسة والامارة والحرص لان هذا المنطق يفترض ان يلغى نهائيا من قاموسهم ويستبدلوه بما هو خير وحق وكرامة لابناء هذا الشعب الواحد واذا كان المتصدين للقيادة يرون في الاحتراب طريقا لحل الازمات والمشاكل التي يفتعلونها فماذا ستكون حلولهم لمعالجة الازمات مع دول الجوار وهل هم بنفس الشجاعة في تحديهم للاطراف الخارجية العربية والاقليمية كما هو منطق التحدي السائد اليوم بين ابناء البلد . للاسف ان فكر العنف والقوة والغاء الطرف الاخر لازال هو صاحب الصوت الاعلى المسيطرعلى الساحة العراقية بينما غاب صوت العقل والمنطق والتحاور وحرمة سفك الدم العراقي خلف التصريحات النارية والتهديد باحراق العراق وسفك الدماء واعادة امجاد السلف الطالح. ان كل المشاكل التي تشهدها الساحة السياسية هي من صنع النخب السياسية ومن الظلم ان يدفع الابرياء والمستضعفين دمائهم وارواحهم ثمنا للسلوك الشاذ والمنحرف للنخبة الحاكمة. ان على اصحاب القرار ان يحكموا عقولهم ويفتحوا قلوبهم لبعضهم البعض وعليهم ان يعملوا باخلاص وان يمسحوا على رؤس الايتام الذين يتجاوز عددهم الخمسة ملايين طفل لم يقدم لهم اي شيء حتى اليوم ..وعندما تمنح حقوق لهؤلاء الايتام وتحفظ حرمة الارامل يمكن لهؤلاء بعد ذلك ان يفكروا باشعال النيران اذا كانوا لا يملكون العقول لمعالجة المشاكل التي يصطنعونها.