والجميع يعلم علم اليقين أنّ مكونات هذا التحالف الرئيسية الثلاث يمقتون بعضهم البعض بسبب صراعهم على تمثيل الشارع الشيعي العراقي , في ظل انحسار دور القوى الديمقراطية والليبرالية في المجتمع العراقي برمته وليس فقط في الشارع الشيعي فهذا التحالف ولد غير منسجما ولم يعرف الانسجام قط , ولولا قرار المحكمة الاتحادية ببطلان الجلسة المفتوحة لمجلس النواب , لما استطاع أن يقدم مرشحا له لرئاسة الوزراء .
ولو أمعنا النظر جيدا في أسباب عدم الأنسجام بين مكوناته , لوجدنا أنّ هذه الأسباب لا تمت بصلة لاختلاف البرامج والرؤى السياسية , بقدر ما هي خلافات تعود لأسباب حزبية وشخصية وحتى أسرية على زعامة هذه الأسر للمرجعيات الدينية , فمشاركة هذه الكتل في الحكومة هو من أجل إفشالها وإسقاطها , وليس من أجل المساهمة بتنفيذ برامج الحكومة وتقديم أفضل الخدمات للناس , وقد حاول تيار الأحرار إسقاط هذه الحكومة بالتنسيق مع التحالف الكردستاني والقائمة العراقية, ولكنّه لم ينجح , فاّصبح يضع العصى في دواليب الحكومة حيثما سنحت الفرصة بذلك .
والإنجاز الذي حققته كتلتي الأحرار والمواطن في انتخابات المجالس المحلية الأخيرة وفقدان تحالف دولة القانون للأغلبية المطلقة في بغداد ومحافظات الفرات الأوسط والجنوب , قد أتاح لهاتين الكتلتين توجيه ضربات موجعة لهذا التحالف المريض , خصوصا عند تشكيل حكومتي بغداد وديالى المحليتين , والحقيقة إنّ موت هذه التحالفات الطائفية المريضة يصب في مصلحة الديمقراطية والنظام الديمقراطي في العراق , فهذه التحالفات الطائفية والقومية كانت ولا زالت هي السبب الاساس فيما وصل إليه البلد من خراب وفساد ودمار وفوضى .
فإذا كان تحالف دولة القانون جادا من أجل الخروج من شرنقة هذه التحالفات الطائفية المريضة , فعليه الانفتاح على القوى الليبرالية والديمقراطية في المجتمع العراقي واستغلال هذه الفرصة لتعبئة القوى الديمقراطية باتجاه تشكيل تحالف وطني حقيقي بعيدا عن الاستقطابات الطائفية والقومية , خصوصا ونحن على أعتاب انتخابات برلمانية جديدة في العام القادم .
وكما يقول المثل ربّ ضارة نافعة , وبغض النظر عن اهداف كتلتي الأحرار والمواطن في تشكيل حكومتي بغداد وديالى , فإنهم قد دقوّا المسمار الأخير في نعش هذا التحالف المريض , فهذا التحالف قد مات سريريا وسيشيّع إلى مثواه الأخير غير مأسوف عليه , فدولة المواطنة لا تبنيها أحزاب دينية طائفية متخلفة , وأي خلاف بين هذه الأحزاب على السلطة سيؤدي إلى نهاية هذه التحالفات , فشكرا لكل من دقّ مسمارا في نعش هذه التحالفات المريضة .