ماقيل في الخمسينات من القرن الماضي عن المخططات الغربية الخاصة بتجزئة الوطن العربي , بدأت تطفو على سطح الاحداث خلال هذه الفترة والايام اللاحقة لها . وكما هو التقسيم المعد لمصر في ظل حكومة الاخوان والقائم عل اساس ان سيناء لأهالي غزة والنوبة للنوبين والقاهرة لبعض من ساكنيها ستكون لأهالي مصر . وسيكون ذات التقسيم للعراق نفسه الذي ستؤول الى دولة للشيعة واخرى للسنة والثالثة للأكراد . ولتركيا دور بارز ومؤثر في عملية التغيير هذا بمباركة من قطر والسعودية لقاء حصولها على مقعد لها ضمن مجموعة السوق الاوربية المشتركة . لتركيا علاقات وطيدة بأسرائيل وبالجانب المصري ولها علاقتها المميزة بالجانب القطري والسعودي اي انها لاعب يمكنه التوسط في تسهيل الامور لحل القضايا التي من الصعوبة ان يفهمها غيرها كما انها تمتلك صفة العداء لكل ماهو متعلق بالعراق ويمد اليه بصلة . وحسب رأي لجنة من دهاقنة السياسيون المصريون تقسم مصر الى ثلاثة اجزاء وليبيا الى اكثر من جزء والعراق ضمن ذلك المخطط الى ثلاثة وسوريا الى اكثر من جزء ايضا اما بقية الاوطان العربية فلها حصتها اليوم اذا لم تكن فستكون غداً. ان الطروحات الامريكية التي كنا نعرف ان جميعها كانت معدة ضدنا نحن العرب حيثما كنا في العراقاو ليبيا وغيرها من بقية البلدان العربية التي التهبت شوارعها او الاخرى التي ستكتوي بنيران هذا اللهيب . ان الامريكان يهمهم ان لايكون العرب متوحدين سياسيا وجغرافيا وثقافيا. وان لايكون لهم موقف محدد ازاء القضايا المصيرة وفي المقدمة منها فلسطيم وليس سراً اذا ماكانت كل تلك المواقف الامركية المتتابعة زمنيا القصد منها تحقيق الحلم الصهيوني منذ مؤتمر ( هرتزل ) وحتى الان وفي المقدمة من هذا الحلم الخبيث ان تمتد اذرع اسرائيل لتكون ( كبرى ) من النيل الى الفرات !. وهذا بالدعم الامريكي المطلق وعلى شتى المستويات طبعاً . وهذه الوقائع توضح لنا بطريقة البرهان والمطلوب اثباته ان اميركا تريد بلدان ضعيفة اي الدولة الواحدة تصبح اربع او خمس دول لكي يسهل ابتلاعها والسيطرة الكاملة على شعوبها ومقدراتهم الاقتصادية وفي المقدمة منها االنفط العربي . كانت البداية في العراق ثم تونس ومصر وسوريا وليبيا وتليها اليمن والبحرين . نحن لايهمنا الرؤساء بل تهمنا شعوبها ومصائرهم لأننا في زمن دعارة سياسية وأنظمة تنفذ مايملي عليها من وصايا اسرائيلية بغطاء امريكي . في هذا الزمن الذي اصبح فيه القطب الواحد هو المسيطر على العالم بعد تفكك الاتحاد السوفيتي , يفعل مايشاء ويغير مايشاء بقوة السلاح دونما أي اعتبارات لمصائر الشعوب ومستقبلها . يا اصدقاء اميركا في المنطقة العربية عموما : صار العربي يقاتل العربي في ظل قيادة اطلسية وسيصبح كل بلد يقاتل المواطن فيه ابناء جلدته في ظل رعاية مباركة وتخطيط من حكومات العم سام المتتالية سواء كان الرئيس ابيض او اسود فليست تلك المشكلة وانما المشكلة في كيفية ان يتصرف الشعب العربي بكل ذكاء وحزم لمواجهة المؤامرة الكيرى في اخطر مرحلة تر بها امتنا العربية اخر الحكاية : الله سيقاتل الى جانب امتنا وان نصره لمؤزر في اي معركة لأنه القادر على ان يكون العزم والايمان من اهم الاسلحة التي سيقاتل بها العرب اعدائهم في اي معركة نخوضها ضد المعتدين وان ينصركم الله فلا غالب لكم .
|