يراويك حنطة ويبيعك شعير

 

مثل عراقي يقال للدلالة على ارتكاب الغش والمخادعة بحرفنة الغشاشين الذين يجيدون المراوغة والفهلوة بارتكاب تلك العادة السيئة , ونتيجة لتأثيرات ذلك الفعل السيء في الحياة الاجتماعية لبني البشر فقد ادرك الاسلام على لسان رسول الخلق الانساني خطورة الغش لينادي (ص) صراحةً امام العالم وحفاظاً على القيم الاسلامية الحقة أن " من غشنا فليس منا " ليعلن البراءة التامة من مرتكبي تلك الافعال وهو القائل " انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق " . والغش ظاهر تتفشى في المجتمعات التي تعاني من اعتلال الضمير وغلبة المرًدة والشياطين وتدني القيِّم الانسانية والايمانية لدى افراده , وهو افة خطيرة سريعة الانتشار تتخذ اشكالاً عديدة منها الغش في البيع والشراء والغش في الامتحانات والذي يتنافس الطلبة اليوم من اجل التفنن بارتكابه دون التعرض للكشف والحرمان من اداء الامتحان , وهنالك الغش الاخطر والاكبر وهو موضوع حديث الشارع العراقي اليوم ويعد من اهم اسباب احتقانه وهو ( غش الراع للرعية ) . وللغوص في تداعيات هذا النوع من الغش لنبدأ بالقدوة الحسنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " ما من عبد يسترعيه الله عز وجل رعية يموت يوم ، وهو غاش رعيته إلا حرم الله تعالى عليه الجنة " وفي رواية " فلم يحطها بنصحه لم يرح رائحة الجنة " وقال (ص) "من ولاه الله شيئا من أمور المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره " . اينك يا رسول الله ؟ ننشدك اليوم فينا لترى حال امتك وكيف يعيث الرعاة فساداً باسمك واسم الدين القيّم , وهم يرون الناس الحنطة ويبيعونهم الشعير ، فقد رضينا بالدستور حكماً وبالديمقراطية انتخاباً وسعينا ندحر الارهاب ونخرس كل ناعق من غربان الشر بكل ما اوتينا من قوة ومن رباط الخيل , ونحن ننتظر الغد المشرق بقطاف وصاياك !! لنشهد الغش من الرعاة ! ننتخب اشخاصاً لكفاءتهم ونرسم فيهم مستقبل وطننا المشرق الوضاح ليكون نصيبنا ولاة امرٍ من دونهم !! في عملية غش يدفن القائم بها رأسه في الأرض كالنعامة ليتجنب ردود الافعال المترتبة عليها . وانصاره ينظرون بعين ويغمضون الاخر بمكر فاق الثعالب في افعالها , ولبس الحق بالباطل في جريمة فاقت كل جرائم معاوية ابن ابي سفيان لعنه الله بمكره وحيله , لا اخفيكم حاولت ان اعيد ذاكرة معلوماتي او استنجد ببعض مصادري للوقوف على عقوبة الغشاش فاستوقفي رسم كاريكاتيري رأيته على صفحتي قبل ايام وفيه " ام تحاول توبيخ ولدها الغشاش الكاذب وهي تمسك بإحدى اذنيه وتقول له : ما عقوبة الكاذب الغشاش ؟ وهو يجيبها بتألم من مسكتها القوية : يدخلو بالبرلمان !!