أصالة عقيدة الامام المهدي (عج) عند أهل السنة... مجاهد منعثر منشد

 

 

 

 

 

 

قال تعالى (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَْرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ)

                        صدق الله العلي العظيم

ما هو المقصود من هذه الآية؟

وما المقصود من أن الأرض يرثها عبادي الصالحون؟ هل قسم من الأرض أم كل الكرة الأرضية؟!

 إذا كان المقصود بعضاً من الأرض فهذا في كل زمان قد تحقق، فإن قسماً من الأرض كان يحكمها عباد صالحون، إذن مقصود الآية لابد أن يكون كل الأرض لا قسم من الأرض مضافاً إلى أن الألف واللام  تكفي دلالة، وأهل العربية يعرفون ماذا أقول.

إذن المقصود كل الأرض، متى تحقق هذا؟

كل الأرض متى ورثها عباد الله الصالحون؟ هل تحقق؟ وحاشا لله من الكذب، ولا يمكن أن الله يبين قضية ولا تتحقق (ولقد كتبنا..).

فلابد أن تأتي فترة ويأتي زمن يتحقق فيه أن جميع الكرة الأرضية بنص الآية الكريمة وصريحها تكون للعباد الصالحين، ومتى يتحقق؟

 ليس إلا على يد سيدنا ومولانا، اللهم عجل فرجه وسهل مخرجه.

أن مسألة الإمام صلوات الله وسلامه عليه ليست مسألة ترتبط بالفكر الشيعي فقط، كما قد يتصوره البعض، بل إنما هي مسألة آمنت بها جميع الأديان، فالاخوة من أهل السنة آمنوا بهذه الفكرة وكتبوا كتباً متعددة في هذا المجال تحوي الأخبار التي ترتبط بالإمام عجل الله فرجه .

يا غائباً لم تغب عنا رعايته  ...ولا يزال بعين اللطف يرعانا

 

هذه ليست أفكاراً خيالية كما يقول البعض ويتهمنا بالخيال , فقد ارسل لي أحد الناس تعليقا على مقال كيف تكشف الضالين المضلين كاتبا لي ( مهديكم المزعوم ) ولانلومه لانه لم يقرأ رأي علمائه في ذلك   .. فيجب على   الإنسان  أن يتوخى الحذر فإذا وجد حديثاً أو أثراً، خصوصاً من رسول الله صلى الله عليه وآله الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، فلا ينكره للعصبية أو للجهل أو للعناد، وإنما يذعن له ويعترف بأن الذي جاء به رسول الله حق وسيتحقق حتماً، فهو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.

وما كتبه اخواننا علماء السنة في الإمام المنتظر عجل الله فرجه من كتب كثيرا جدا ونسرد عناوينها لكم :ـ

1 _ أبو نعيم الاصفهاني، من كبار العلماء، عنده ثلاثة كتب: مناقب المهدي، نعت المهدي، كتاب الأربعين حديثاً في المهدي.

2 _ جلال الدين السيوطي، صاحب الكتب والتفسير المعروف، عنده كتابان: العرف الوردي في أخبار المهدي، وعلامات المهدي.

 

 

3 _ حماد بن يعقوب الرواجني، عنده كتاب: أخبار المهدي.

4 _ ابن حجر العسقلاني، عنده كتاب: القول المختصر في علامات المهدي المنتظر.

5 _ محمد بن يوسف الكنجي الشافعي، عنده كتاب: البيان في أخبار صاحب الزمان.

6 _ ملا علي المتقي الهندي، صاحب كتاب كنز العمال، وهو أحد الكتب المهمة عند أبناء العامّة، عنده: البرهان في علامات مهدي آخر الزمان.

7 _ علي بن سلطان الهروي الحنفي، عنده: المشرب الوردي في أخبار المهدي.

8 _ وفي الرد على ابن خلدون الذي ينكر قضية الإمام المهدي كتب بعض علماء اخواننا السنة كتباً في هذا الباب في الرد عليه، فمثلاً أحمد بن محمد بن الصديق المغربي كتب كتاب «إبراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون» وأيضاً له اسم ثان «المرشد المبدي لفساد طعن ابن خلدون في أحاديث المهدي».

9 _ كما أنّ شهاب الدين الحلاوني الشافعي صنع له منظومة تشتمل على خمسة وخمسين بيتاً حول أوصاف الإمام المهدي المستفادة من الأحاديث النبوية الشريفة، سماه: القطر الشهدي في أوصاف المهدي.

في أول المنظومة يقول:

بسلام إلى الرسول تؤول             مالك الحمد هب صلاة تطول

مهدي ماذا منه أبنا الدليل             أي هذا السؤول عن نبأ الـ

ومما بسط الناس يطلب التفصيل      خذه رمزاً يغني الذي

هو أجلى أقنى أشم كحيل          هو ضرب من الرجال خفيف

أيمن خديه خال حسن جميل         أعين أفرق أزج على

براق الثنايا وربعة لا يطول            أفلج الثغر حين يبسم

كالكوكب الدري المضيء جليل     وجهه في اشتداد شمرته

... إلى آخر منظومته.

 

10 _ المحدث محمد البلبيس الشافعي، جاء إلى منظومة القطر الشهدي فشرحها، اسم الكتاب الذي شرح المنظومة: العطر الوردي بشرح القطر الشهدي.

11 _ ثم شمس الدين السفاريني النابلسي، يوجد عنده كتاب: لوائح الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأخرية، هذا شرح لأرجوزة في الإمام المهدي أسماه: الدرة المضية في عقيدة الفرقة المرضية لشمس الدين السفاريني، يذكر فيها ويقول:

 

 

 

 

فكله حق بلا شطاط               وما أتى في النص من أشراط

محمد المهدي والمسيح       منها الإمام الخاتم الفصيح

بباب لدٍّ خل عن جدال       وأنه يقتل للدجال

... إلى آخر ما قال.

 

12 _ الشيخ البهائي عنده قصيدة في الإمام المهدي معروفة بـ: وسيلة الفوز والأمان في مدح صاحب الزمان، فجاء أحمد بن علي الحنفي المنيني _ أحد علماء اخواننا السنة _ وشرح قصيدة الشيخ البهائي وسمّى الكتاب: فتح المنان في شرح قصيدة الشيخ البهائي المعروفة بوسيلة الفوز والأمان في مدح صاحب الزمان.

احاديث النبي الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم)  عند السنة في الامام بقية (عجل الله فرجه الشريف  )

قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) :ـ

لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً من أهل بيتي اسمه اسمي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً».(1) .

عندما نأتي ونفتح أي كتاب من كتب الحديث عند السنة أو الشيعة أو أي كتاب من كتب التفسير أو أي كتاب من كتب التأريخ الإسلامي نرى أحاديث كثيرة واردة في ظهور المهدي وفي اشارات الامام  بقية الله (عليه السلام ) وفي أوصافه، الدقة الموجودة بالنسبة إلى النبي وما تحدث به عن الإمام الحجة المنتظر(روحي لتراب مقدمه فداء ) فوق ما يتصور، فإن عشرات الأحاديث تعطي وضعه الجسمي، شكل العينين، شكل أنفه، شعره، طوله، حتى أسنانه.. إلى آخره(2)...

وماذا يكون من حوادث في العالم وكيف ينهى حكمه العادل وكيف أن الله سبحانه يبعثه وينصر الحق وأهل الحق به، ثم حكمه العادل.فمثلاً يتحدّث النبي صلى الله عليه وآله ويقول: يقسم المال صحاحاً، قالوا له: ما معنى صحاحاً؟ قال: أي بالسوية.(3)

هذا ليس خيالاً، بل هو واقع، وهذا ينطق به رسول الله الذي أخبرنا عن أخبار السماء، الذي أخبرنا عن أخبار الآخرة، الذي أخبرنا عن أخبار الأمم الماضية، فهو يخبرنا أيضاً عن المستقبل، مثلاً أخبرنا عن قضية الحسين(4) مثلما أخبرنا عن قضايا دقيقة مثل أن أمير المؤمنين كيف يغصب حقه(5) وكيف يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين(6) وكيف يقتل في محرابه،(7) كل هذه الأخبار بدقة وكلها طبقت كلها وقعت وتحققت، كذلك أخباره عندما يخبر عن الإمام الحجة عجل الله فرجه.

من كبار علماء السنة الذين  كتبوا عن الامام بقية الله ( روحي لتراب مقدمه فداء )   :ـ

 

 

أقدم مؤلف سني وصل  في عقيدة الامام  المهدي (عجل ) هو كتاب (الفتن والملاحم) للحفاظ نعيم بن حماد المروزي المتوفى سنة 227 هـ . وهو من شيوخ البخاري وغيره من مصنفي الصحاح . وتوجد منه نسخة في مكتبة دائرة المعارف العثمانية في حيدر آباد الهند رقم 3187 - 83 ، ونسخة في المكتبة الظاهرية بدمشق رقم 62 - أدب ، ونسخة في مكتبة المتحف البريطاني تقع في نحو مئتي صفحة مزدوجة ، وقدتم نسخها سنة 706 هـ . ويوجد على بعض صفحاتها عبارة (وقف حسين أفندي ) مما يشير إلى أنها أخذت من موقوفات تركيا . وقد سجلت في المكتبة البريطانية سنة 1924م.

ـ : قول الإمام ابي الحسن علي ابن اسماعيل الاشعري المتوفي سنة 324 هـ؛ او قيل 330هـ بحسب النسخة المحققة من محمد محي الدين عبد الحميد. في كتابه مقالات الإسلاميين (الطبعة الثالثة المطبوعة في دار النشر فرانز شتايز بفيز بادن 1980م تصحيح هلموت ريتر) قال هذا الأشعري السني المذهب ؛ والذي ليس له علاقة بالمذهب الشيعي الأمامي ألاثني عشري ولا تربطه به علاقة مصلحة؛ خصوصاً في تلك الفترة التي لا يمكن لنا ان نتصور ان هناك سني يستفيد من التزلف للشيعة ويتملق لهم ليحّصل مكاسب سلطوية أو مالية ؛لأنهم لم يكونوا مبسوطي اليد حتى يقدموا له ذلك, فهذا السني الذي يكون بعيداً أيما بعد عن التزلف لهذا المذهب كتب في كتابه الذي هو عبارة عن موسوعة صغيرة الحجم يتحدث فيها عن الفرق والملل ؛ وفي معرض حديثه عن الطائفة الشيعية يقول: (( وان علي ابن محمد ابن علي ابن موسى نص على امامة ابنه الحسن بن علي بن محمد ابن علي ابن موسى وهو الذي كان بسامرّا وان الحسن بن علي نص على امامة ابنه محمد بن الحسن بن علي وهو الغائب المنتظر عندهم الذي يدعون انه يظهر فيملأ الارض عدلا بعد ان ملئت ظلماً وجورا). وقال(( والصنف الرابع والعشرون من الرافضة : يزعمون ان النبي صلى الله عليه وسلم نص على (علي) وان عليا نص على (الحسن بن علي) ثم انتهت الامامة الى (محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر) 0000، والاولون قالوا : ان (محمد ابن الحسن) هو القائم الذي يظهر فيملأ الدنيا عدلا كما ملئت ظلما وجورا؛ كما في النسخة التي حققها محمد محي الدين عبد الحميد .

ـ قول النسابة الشهير أبي نصر سهل بن عبد الله بن داوود بن سلمان ابن ابان بن عبد الله البخاري من اعلام القرن الرابع الهجري والذي كان حيا سنة 341هـ في سر السلسلة العلوية (قدم له وعلق عليه العلامة الكبير السيد محمد صادق بحر العلوم صاحب المكتبة والمطبعة الحيدرية في النجف الاشرف طبع في المطبعة الحيدرية ومكتبتها في النجف الاشرف 1962م ـ1381هـ) قال: وانما تسمية الامامية (أي يقصد جعفراً بن الإمام علي الهادي ) بذلك لادعائه ميراث اخيه الحسن عليه السلام دون ابنه القائم الحجة عليه السلام ، لا طعن في نسبه .

 

ـ قول الامام الذهبي:

قال الإمام شمس الدين محمد بن احمد بن عثمان الذهبي في سير اعلام النبلاء وفي تاريخ الاسلام للذهبي وفي كتاب العبر في خبر من غبر الإمام الذهبي الجزء الأول..

يتناول المؤلف في هذا الكتاب سرد الأحداث والوقائع التاريخية وذكر وفيات الأعيان، ورتبه على حسب الطبقات التاريخية؛ فيذكر في كل سنة ما حدث فيها بداية من السيرة النبوية ونهاية بسنة اثنتين وسبعين وسبعمائة ستين ومائتين

‏وفيها توفي الإمام أبو علي الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني الفقيه الحافظ صاحب الشافعي ببغداد روى عن سفيان بن عيينة وطبقته وكان من أذكياء العلماء‏.‏وفيها الحسن بن علي الجواد بن محمد بن علي بن علي الرضابن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحسيني أحد الأئمة الاثني عشر الذين تعتقد الرافضة فيهم العصمة وهو والد المنتظر محمد صاحب السرداب‏.‏

 

.وقال الذهبي في تاريخ الاسلام

 

الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا بن موسى بن جعفر الصادق أبو محمد الهاشمي الحسيني أحد أئمة الشيعة الذين تدعي الشيعة عصمتهم. ويقال له الحسن العسكري لكونه سكن سامراء، فإنها يقال لها العسكر وهو والد منتظر الرافضة

توفي إلى رضوان الله بسامراء في ثامن ربيع الأول سنة ستين، وله تسع وعشرون سنة. ودفن إلى جانب والده. وأمه أمة.

وأما ابنه محمد بن الحسن الذي يدعوه الرافضة القائم الخلف الحجة، فولد سنة ثمان وخمسين، وقيل: سنة ست وخمسين عاش بعد أبيه سنتين ثم عدم، ولم يعلم كيف مات

وأمه أم ولد. وهم يدعون بقاءه في السرداب من أربعمائة وخمسين سنة، وأنه صاحب الزمان، وأنه حي يعلم علم الأولين والآخرين،ويعترفون أن أحد لم يره أبدا، فنسأل الله أن يثبت علينا عقولنا وإيماننا.( راجع  سير أعلام النبلاء ج 12 - ص 389 – 391) .

ـ شمس الدين بن خلكان حيث قال في كتاب تاريخ ابن خلكان و وفيات الأعيان : 3 / 316، طباعة مصر ، مكتبة النهضة المصرية . (أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد ، ثاني عشر الأئمة الاثني عشر ، على اعتماد الإمامية ، المعروف بالحجة و هو الذي تزعم الشيعة أنه المنتظر و القائم و المهديّ ... كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس و خمسين و مائتين ، و لما توفّي أبوه كان عمره خمس سنين ، و اسم أمه \" خمط \" و قيل \" نرجس)

ــ الشيخ عبد الله الشَّبراوي  الإتحاف بحب الأشراف : 175 طباعة مصر ، سنة : 1316هجرية : نقلاً عن كتاب : المهدي الموعود المنتظر لنجم الدين العسكري : 1 / 200 ـ 201 ، طباعة بيروت ، سنة : 1397 هجرية (.

الحادي عشر من الأئمة الحسن الخالص ، و يلقب بالعسكري ، ولد بالمدينة لثمان خلون من ربيع الأول سنة [8] (232) هـ ، و تُوفي ( عليه السَّلام ) يوم الجمعة لثمان خلون من ربيع الأول سنة (260) هـ ، و له من العمر ثمان و عشرون سنة . و يكفيه شرفاً أن الإمام المهدي المنتظر من أولاده .

وُلِدَ الإمامُ محمد \" الحجة \" ابن الإمام الحسن الخالص ، بسّر من رأى ، ليلة النصف من شعبان ، سنة : 255 هـ قبل و فاة أبيه بخمس سنين ، و كان أبو قد أخفاه حين ولد و ستر أمره لصعوبة الوقت و خوفه من الخلفاء العباسيين فإنهم كانوا في ذلك الوقت يتطلّبون الهاشميين ، و يقصدونهم بالحبس و القتل ، و يرون إعدامهم ، و ذلك لقتلهم من يعدم سلطنة الظالمين ، و هو الإمام المهدي ( عليه السَّلام ) كما عرفوا ذلك من الأحاديث التي وصلت إليهم من الرسول الأكرم ( صلَّى الله عليه و آله .

 

 

ـ الشيخ عبد الوهاب الشعراني :ـ  في كتاب اليواقيت و الجواهر : 145 طباعة مصر ، سنة : 1307هجرية .(المهدي ( عليه السَّلام  ، و هو من أولاد الإمام الحسن العسكري ( عليه السَّلام ) و مولده) عليه السَّلام ) ليلة النصف من شعبان ، سنة خمس و خمسين و مائتين ، و هو باقٍ إلى أن يجتمع بعيسى ابن مريم ( عليه السَّلام).

ـ الشيخ سليمان القندوزي الحنفي :ـ في كتاب ينابيع المودة : 452 ، نقلاً عن كتاب : المهدي الموعود المنتظر لنجم الدين العسكري : 1 / 212 ـ 213. ) المُحقَّق عند الثقاة أن و لادة القائم ( عليه السَّلام ) كانت ليلة الخامس عشر من شعبان ، سنة خمس و خمسين و مائتين في بلدة سامراء ...

ـ وهن الشيخ سلمان الحنفي ايضا في  ينابيع المودة : 441 ، طباعة تركيا ، سنة : 1302 هجرية :ـ

عن ابن عباس ، قال : قَدُمَ يهودي يقال له نعثل ، فقال : يا محمد أسألك عن أشياء تُلَجْلج في صدري منذ حين ... إلى أن قال : فأخبرني عن و صيك من هو ؟ فما من نبي إلا و له و صي ، و إن نبينا موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون

فقال ـ أي النبي ( صلى الله عليه وآله ) ـ \" إن و صيي علي بن أبي طالب ، و بعده سبطاي الحسن و الحسين ، تتلوه تسعة أئمة من صلب الحسين .

 

 

قال : يا محمد فسمّهم لي ؟

قال : \" إذا مضى الحسين فابنه علي ، فإذا مضى علي فابنه محمد ، فإذا مضى محمد فابنه جعفر ، فإذا مضى جعفر فابنه موسى ، فإذا مضى موسى فابنه علي ، فإذا مضى علي فابنه محمد ، فإذا مضى محمد فابنه علي ، فإذا مضى علي فابنه الحسن ، فإذا مضى الحسن فابنه الحجة محمد المهدي ، فهؤلاء اثنا عشر ... ـ إلى آخر الحديث ـ

ـ علي بن الحسين المسعودي :في كتاب مروج الذهب : 4 / 199 ، طباعة مصر ، سنة : 1377 هجرية .

في سنة ستين و مائتين قبض أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، ( رضي الله عنهم ) ، في خلافة المعتمد ، و هو ابن تسع و عشرين سنة ، و هو أبو المهدي المنتظر (عجل ) .

ـ ابن القيم الجوزية قال في كتابه ( المنار المنيف في الصحيح والضعيف ج|1|ص 289  ) بعد أن ذكر عدداً من أحاديث المهدي المنتظر(عجل ) القول الثالث ، أنه رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله من ولد الحسن بن علي ، يخرج في آخر الزمان وقد امتلأت الأرض جوراً وظلماً فيملؤها قسطاً وعدلاً وأكثر الأحاديث على هذا تدل... الخ .

 

و قد ذكر العلامة المحقق الشيخ لطف الله الصافي أسماء 65 شخصاً من علماء السنة الذين صرحوا بولادة الإمام المهدي ( عليه السَّلام ) (9) .

- قال اليافعي في مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان: (خمسة وستين ومائتين فيها توفي الشيخ الكبير العارف بالله الشهير ابو حفص الحداد النيسابوري شيخ خراسان كان كبير الشأن صاحب احوال وكرامات وسمو في المقامات وكان عجيباً في الجود والسماحة ويقول ما استحق اسم السخاء من ذكر العطاء أو لمحه بقلبه وقد نفذ مرة بضعة عشر الف دينار يستفك بها اسارى وبات وليس له عشاء ومن كلامه حسن ادب الظاهر عنوان حسن ادب الباطن والفتوة اداء الانصاف وترك مطالبة الانتصاف وقال من لم يزن افعاله واحواله كل وقت بالكتاب والسنة ولم يتهم خواطره فلا تعده في ديوان الرجال وفيها توفي محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحسيني ابو القاسم الذي تلقبه الرافضة بالحجة وبالقائم وبالمهدي وبالمنتظر وبصاحب الزمان .

ـ قول ابي الفداء

قال عماد الدين اسماعيل بن علي بن محمود بن محمد بن عمر بن شاهنشاه بن ايوب ابي فداء في كتابه المختصر في اخبار البشر

 

ثم دخلت سنة أربع وخمسين ومائتين في هذه السنة قتل بغا الشرابي الصغير تحت الليل وكان بغا قد خرج من بين أصحابه وجنده ومعه خادمان له وقصد الركوب في زورق فأعلم المتوكلون بالجسر المعتز بخبره فأمرهم بقتله فقتلوه وحملوا رأسه إِلى المعتز‏.‏

وفـي هـذه السنـة فـي جمـادى الآخـرة توفـي علـي الهـادي وعلـي التقي وهو أحد الأئمة الإثني عشر عنـد الإِماميـة وهـو علي الزكي بن محمد الجواد المقدم ذكره في سنة عشرين ومائتين وكان علي المذكور قد سعى به إِلى المتوكل أن عنده كتباً وسلاحاً فأرسل المتوكل جماعة من الأتراك وهجموا عليه ليلاً على غفلة فوجدوه في بيت مغلق وعليه مدرعة من شعر وهو مستقبل القبلة يترنم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد ليس بينه وبين الأرض بساط إِلا الرمل والحصا فحمل على هيئته إِلى المتوكل والمتوكـل يستعمـل الشـراب وفـي يـده الكـأس فلمـا رآه المتوكـل أعظمه وأجلسه إلى جانبه وناوله الكأس فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين ما خامر لحمي ودمـي قـط فاعفني منه فأعفاه وقال‏:‏ أنشدني شعراً‏.‏فقال‏:‏ إِني لقليل الرواية للشعر‏.‏فقال المتوكل‏:‏ لا بد من ذلك‏.‏فأنشده‏:‏ باتوا على قلل الأجبال تحرسهم غلبَ الرّجالُ فما أغنتهُمُ القلَلُ واستُزلوا بعد عزٍ عَنْ معاقلِهِم فأَودَعوا حُفراً يا بئس ما نزلوا ناداهُمُ صارخٌ من بعدما قَبروا أيـن الأسرة والتيجانُ والحلل فأفصحَ القبرُ عنهمْ حين ساءلهم تلكَ الوجوهُ عليها الدود يقتتَلُ قد طال ماأكلوا دهراً وما شربوا فأصبحوا بعد طولِ الأكل قد أكلوا فبكى المتوكل ثم أمر برفع الشراب وقال‏:‏ يا أبا الحسن أعليك دين قال‏:‏ نعـم أربعـة آلـاف دينار فدفعها إِليه ورده إِلى منزله مكرماً وكانت ولادة علي المذكور فـي رجـب سنـة أربـع عشرة ومائتين وقيل ثلاث عشرة وتوفي لخمس بقين من جمادى الآخرة من هذه السنة أعني سنة أربع وخمسين ومائتين بسر من رأى ويقـال لعلـي المذكـور العسكـري لسكنـاه بسر مـن رأى يقال لها العسكري لسكنى العسكر بها وعلي المذكور عاشر الأئمة الاثني عشر وهو والد الحسن العسكري والحسن العسكري هو حادي عشر الأئمةالاثني عشر وهو الحسن بن علي الزكي المذكور بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسن بن علي بن أبي طالب المقدم ذكرهم رضي الله عنهم

وكانـت ولادة الحسـن العسكـري المذكـور فـي سنـة ثلاثيـن ومائتيـن وتوفـي فـي سنـة ستيـن ومائتيـن فـي ربيع الأولوقيل في جمادى الأولى بسر من رأى ودفن إِلى جانب أبيه علي الزكـي المذكـور والحسن العسكري المذكور هو والد محمد المنتظر صاحب السرداب ومحمد المنتظر المذكور هو ثاني عشر الأئمة الاثني عشر على رأي الإِمامية ويقال له القائم والمهدي والحجة‏.‏وولد المنتظر المذكور في سنة خمس وخمسين ومائتين والشيعة يقولون‏:‏ دخل السرداب في دار أبيه بسر من رأى وأمه تنظر إِليه فلم يعد يخرج إِليها وكان عمره حينئذ تسع سنين وذلك في سنة خمس وستين ومائتين وفيه خلاف‏.‏وفيها توفي أحمد بن الرشيد وهو عم الواثق‏.‏وفي هذه السنة ولي أحمد بن طولون على مصر‏.‏ثم دخلت سنة خمس وخمسين ومائتين .

وعلى مر العصور كانت عقيدة الامام بقية الله (عجل)  من العقائد الثابتة المتسالم عليها عند علماء السنة وجمهورهم ، فإن ظهر رأي شاد ينكرها أو يشكك فيها ، تصدى له العلماء والمحققون وردوه وأنكروا عليه أن يشكك في واحدة من عقائد الإسلام ثبتت بالأحاديث المتواترة عن النبي صلى الله عليه وآله .

وخير مثال على ذلك بحث ابن الصديق المغربي في الرد على ابن خلدون كتاب( الوهم المكنون من كلام ابن خلدون) للعالم المحدث أحمد بن الصديق المغربي في أكثرمن مئة وخمسين صفحة، قدم له مقدمة وافية ذكر فيها جملة من آراء أئمة الحديث في صحة أحاديث المهدي المنتظر وتواترها ، ثم فند مناقشات ابن خلدون واحدة واحدة لأسانيد الأحاديث الثمان والعشرين التي ذكرها ، ثم أكمل أحاديث المهدي عليه السلام إلى مئة حديث ومع أن ابن خلدون لم يجزم بنفي عقيدة المهدي المنتظر ولكنه استبعدها وناقش في عدد من أحاديثها ، فقد اعتبر العلماء ذلك منه شذوذاً وتكذيباً لعقيدة إسلامية استفاضت أحاديثها وتواترت ، وانتقدوه بأنه مؤرخ وليس من أهل الإختصاص في الحديث حتى يحق له الجرح والتعديل والإجتهاد.

 

والنموذج الثاني: كتاب(لامهدي ينتظر بعد الرسول خبر البشر) الذي نشره مؤلفه الشيخ عبدالله محمود رئيس المحاكم الشرعية في قطر ، على أثر حركة المسجد الحرام وادعاء قائدها محمد عبد الله القرشي أنه المهدي المنتظر . فتصدى لعبدالله محمود عدد من علماء الحجاز وردوا عليه ، ومنهم العالم المحدث الشيخ عبد المحسن العباد المدرس بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ، الذي رد عليه في بحث واف في أكثر من خمسين صفحة باسم:

ـ الرد على من كذب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي (عجل ) ـ ونشره في العدد 45 من مجلة الجامعة الإسلامية- محرم 1400 هـ . وأشار في مقدمته إلى بحثه الذي كان نشره في نفس المجلة .

واختم مقالي بقول الشاعر :ـ

سقينا الردى من ظلم أعدائكم جهرا ... يابن الهدى عجل إلينا فإننا

غياثاً لنا يا خير من وطأ الغبرا ....... أغثنا رعاك الله إنك لم تزل

وسبطيه والغر الميامين والزهرا ..... فنقسم بالهادي عليك وصهره

شتات ووجه العدل أصبح مغبرا ..... تحنن علينا وارفع الجور فالهدى

وطوعك ما في هذه الدار والأخرى .. اتهضمنا الأعداء وأنت إمامنا

أيا بن الهداة الغر من قد سموا قدرا .. فأندبه والدمع يسبق منطقي

غريباً ومنه القوم قد هشموا الصدرا .. أما آن أخذ الثار للسبط إذ قضى

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

المصادر

 

 

 

 

(1) سنن أبي داوود: 2 / 309 الحديث 4282، سنن الترمذي: 3 / 343 الحديث 2331 _ 2332، الدر المنثور للسيوطي: 6 / 58، كنز العمال: 14 / 264 الحديث 38661..

 

(2) انظر: سنن أبي داوود: 2 / 310 الحديث 4285، المستدرك على الصحيحين للحاكم: 4 / 557، البيان للشافعي: 515 الباب 19، الفتن لابن حمّاد: 101، وغير ذلك الكثير.

 

(3) المستدرك على الصحيحين: 4 / 558، مسند أحمد: 3 / 37، مجمع الزوائد للهيثمي: 7 / 313.

 

(4) انظر: البداية والنهاية لابن كثير: 8 / 217، الإصابة لابن حجر: 1 / 371، تأريخ دمشق: 14 / 223

 

(5) انظر: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 20 / 326، تأريخ البخاري: 2 / 174، تذكرة الحفاظ للذهبي: 3 / 995.

 

(6) انظر: المستدرك على الصحيحين للحاكم: 3 / 139.

 

(7) انظر: مجمع الزوائد للهيثمي: 9 / 136، كنز العمال للمتقي الهندي: 13 / 192 الحديث 36571 .

 

(8) الصحيح عندنا هو ربيع الثاني .

 

(9) منتخب الأثر في الإمام المهدي الثاني عشر : للعلامة الشيخ لطف الله الصافي : 327، الهامش ، الطبعة الثانية، سنة : 1403 هجرية / 1983ميلادية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت/ لبنان .