حراك سياسي ولكن ....!

 

حراك سياسي تشهده الساحة العراقية هذه الايام، ولاسيما في أروقة مجلس النواب ،حيث مناقشات مستمرة بين اللجان البرلمانية وروساء الكتل للكثير من القوانين وتشريع اخرى،هذا الحراك ضروري جدا في هذه المرحلة كون الاجواء مهيئة له، وبغية الوصول بالحراك الى تحقيق اهدافه لابد ان يكون ممنهجا ومتوافقا مع الارادة السياسية التي يقول بها الجميع ،مجلس النواب بعد ماحدث من سجالات سياسية لم يكن موفقا في اداء دوره ،ولكن بعد التهدئة التي سادت في الايام القليلة الماضية، مجلس النواب امام مسؤولية كبيرة في مناقشة قوانين مهمة وضرورة حصول توافق بين الكتل والكيانات لغرض تمريرها ،هذا الحراك يتم تقييمه من عدة جوانب حسب المتابعين للملف العراقي ،هناك من يقول ان الارادة السياسة المتوفرة في هذه المرحلة جاءت بعد تدخلات وتحذيرات كثيرة سواء داخلية او خارجية واثمرت بلقاءات الكتل والكيانات سواء بعد مبادرة السيد عمار الحكيم والزيارة التي قام بها رئيس مجلس الوزراء الى اربيل لترؤس اجتماع مجلس الوزراء ولقائه مع رئيس اقليم كردستان وتشكيل لجان متعددة وتفعيلها لحلحلة العقد الخلافية، وهناك من يقول ان الاستعدادات للانتخابات التشريعية القادمة وما اسفرت عنها نتائج انتخابات مجالس المحافظات هي التي دفعت ببعض الكتل والكيانات الى الاسراع في هذا الحراك وانجاز مايمكن انجازه خلال الفترة القادمة ،وبالتالي ان مايجري يدخل ضمن الدعاية الانتخابية وتبقى مجرد لقاءات واجتماعات من دون الوصول الى نتيجة تذكر بما يخدم المواطن العراقي والبلد بصورة عامة، الغريب ان هناك قوانين لم يتم التوافق بشأنها منذ تشكيل مجلس النواب الحالي، وهناك قوانين تم ترحيلها في المجلس السابق اي مرور 8 سنوات عليها فما الذي جرى ليتم التوافق بهذه السرعة عليها وتناقش في اجتماعات اللجان البرلمانية؟ وفريق آخر يقول ان مايجري يدخل ضمن تبادل الصفقات السياسية بين الكتل والكيانات السياسية لان هناك كتلا تسعى لتمرير مشاريع قوانين سبق وان لم تحظ بتوافق الكتل داخل البرلمان، المرحلة تتطلب الجدية في اتخاذ القرار والارادة السياسية الحقيقية وعكس ذلك لايمكن الوصول الى توافقات ايجابية. ايجابية الحراك السياسي تكمن في ترجمتها على ارض الواقع وليس في ساحات الاعلام فقط ،المصلحة الخاصة يجب ان تركن جانبا وتكون الغلبة للمصلحة العامة، لان تحقيق المصالح الخاصة خلال السنوات التي مضت كانت سببا في شل الكثير من المفاصل، واصبحت معها المؤسسات التشريعية والتنفيذية مجرد هياكل من الابنية دون ان تحقق شيئا يذكر، الملفت في هذه الايام ان البعض من وعاظ السلاطين التزموا الصمت في اطلاق التصريحات التي عمقت الازمة العراقية السياسية ولذلك اسبابها وهي معروفة، الحراك ان كان يطلق عليه ايجابيا لابد ان تكون الايجابية في مفاصل كثيرة منها اعادة الثقة بين الكيانات والكتل السياسية وفقدانها من النقاط المهمة التي اخرت حلحلة الازمة السياسية ومازال الرأي العام بانتظار قطف ثمار ايجابية الحراك هذا ،الموجود حاليا فقط هدنة بين الكيانات لايقاف ماراثون السجالات .حسب المراقبين ان الحراك هذا لن يستمر طويلا بعد التحالفات التي ظهرت عند تشكيل مجالس المحافظات، ومن خلالها تم تبادل الاتهامات بين عدد من الكيانات نتيجة مواثيق الشرف والاتفاقيات التي حصلت قبل تشكيل الحكومات المحلية، واصبح الكل يتربص للاخر لاسقاطه سياسيا، المرحلة حساسة والدعاية الانتخابية تتسيد المواقف، والفرصة التي جاءت ضمن الهدوء والتهدئة قد لاتتكرر ثانية والمطلوب استغلال هذه الفرصة لتحتسب من الحسنات التي غابت فترة طويلة.