الخارجية وبس.. والباقي خس !! |
من نتائج عصر الحرية الجديد الذي نزل علينا بعد عقود من الحيف والظلم هو خلق الفوارق الاجتماعية بين طبقات المتجمع العراقي، وهذه الفوارق كانت موجودة في عهد النظام المباد ، فالسلطة التشريعية والتنفيذية الحالية لم تعمل على القضاء عليها او حتى التقليل منها، وانما عملت بالضد وقامت بتوسعتها بايجادها وزارات ذهبية واخرى نحاسية فسلم الرواتب المعمول به في العراق يختلف من وزارة الى اخرى ، فموظف مثلا يعمل في وزارة الصناعة لا يتعدى راتبه الـ (400) الف دينار وتعد هذه من الوزارات النحاسية اما وزارات كالخارجية والنفط واخواتها المدلالات يستلم موظفيها راتبا لا يقل عن المليون دينار، طبعا هذا اضافة الى الحوافز والايفادات والمكافأت و...و...الى اخره وهذه هي الوزارات الذهبية! وتعتبر وزارة الخاريجة المدللة بين اخواتها الاخريات ومن وجد فرصة عمل فيها فهو ذو حظ عظيم بسبب الامتيازات الكثيرة التي سيحصل عليها، وانا على يقين ان من يقودها ويعمل فيها هم من الطبقة الاستقراطية العليا التي تحكم البلاد من الحاليين والسابقين ،فاغلب سفراء العراق الذين كانوا يعملون ايام النظام البائد ما زالوا تحت نطاق التغطية، اي ما زالوا في العمل، وحتى من احيل منهم على التقاعد قاموا بخلق جيل جديد تابع لهم من ابناءهم واقاربهم، حيث قاموا بتعيينهم في سفارات العراق المنتشرة في جميع بقاع الارض ولن ابالغ ان قلت حتى على كوكب المريخ حتى تتسع وتشمل جميع ابناء المسؤولين واقاربهم واحبابهم! اضف الى هذا ان الحكومة عملت على معاقبة سفراء النظام المباد باعطائهم قصورا و(فلل) وتركت الاختيار لهم في اي بلد يريدون فيه قضاء تقاعدهم! فهم ينعمون بدفء اشعة شمس اوروبا وجمال انوثتها ويتمتعون بجميع الامتيازات من جواز سفر دبلوماسي وبيت فخم ذو تصميم شرقي وسيارة كاديلاك كلاسيكية وجميع الحقوق الاخرى . وزارة الخارجية تعد من اهم مؤسسات الدولة لما لها من دور في صنع ورسم سياسة البلد الخارجية وهي من الوزارات السيادية ويقع على كاهلها ايضا توطيد العلاقت مع الدول الاخرى والتعاون فيما بينها على اساس المصالح المشتركة، ورد كل من يحاول المساس بالبلد بالوسائل الدبلوماسية المتاحة، اضف الى ذلك تقديم التسهيلات والمعونة للمغتربين العراقيين في البلدان الاخرى ورعاية مصالحهم ، وهذا على عكس ما موجود عندنا فتدخلات دول الجوار حدث ولا حرج! وتوتر العلاقات مع الدول الاخرى لا مثيل له، وعدم احترام العراقيين المغتربين امر اعتدنا عليه، وكل هذه المشاهد لم تحرك ساكنا خارجيتنا ، وبعد ذلك يطل علينا الوزير هوشيار زيباري بتصريحاته ويقول انه نجح في رسم السياسة الخارجية للعراق! نعم بالفعل انه نجح في رسم سياسته ،فما ان تطأ قدميك بناية الخارجية حتى تجد الحسناوات يتمايلن في اروقة الوزارة وستجد ايضا قصصا لم ترها في المسلسلات التركية المدبلجة. (فالعشق الممنوع) و(أمرأة بين رجلين) واخرى تعرض جسدها على مديرها من اجل الحاقاها باحدى الملحقيات، قصص واقعية وامر متوارد لا غرابة فيها! فالوزارة اصبحت مركزا لتصدير الحسناوات الى الخارج ؟! ولا اعرف ما هو دور الفاتنات في الملحقيات الاوروبية؟ ايعقل ان يقمن برسم السياسة الخارجية للبلد؟، او المراد منهن عكس صورة جميلة عن العراق ويكونّ مشاهد جذب للسياح، او هن يد يمنى للسفراء لمساعدتهم على نسيان الغربة! الحقيقة الواضحة في هذه الوزارة ان الوظائف فيها اصبحت حكرا لاقرباء المسؤولين والحسناوات لا غير. اما وزير الخاريجة هوشيار زيباري فلم يكن عرقيا ولا طائفيا ،فقد خلت الوزارة من اخواننا (الكرد) حيث انه قام بتعيينهم جميعا في سفارات العراق في الخارج !! فجملة (يعين وينقل) في احدى ملحقيات العراق في اوروبا هي السائدة حاليا في الكتب الادارية للوزير المبجل. الخارجية وبس والباقي خس .. على حد قول صديقي فاما هي او لا هكذا دائما ما ينادي في اي مجلس يفتح فيه موضوع التعيينات والبطالة فهو صائم عن وظائف الدولة منذ ان حصل على شهادته ما يقارب (السبع اعوام) وهو لا يريد غيرها مسترشدا بمثل شعبي (اصوم اصوم وافطر على زورية) اشارة الى الوزارات النحاسية! اتمنى ان لا يقرأ المتخرجون الجدد ومن يضع نصب عينيه التعيين في وزارة الخارجية هذه الكلمات حتى لا يصابوا بالاحباط وتكون جميع ايامهم (خس) مع حبنا العميق (للخس) والذي اثبتت الدراسات العلمية ان كل ورقة منه تعتبر مخزن للفيتامينات والاملاح المعدنية المفيدة للجسم ، عكس وزارة الخارجية التي تحتوي على مخزونا بشريا من الاستقراطيين والفاتنات المضرة بالمجتمع الذين لا فائدة منهم سوى الاستيلاء على الوظائف ونهب ثروات البلاد. |