سلاح الوعظ الديني |
عندما يحين وقت الحرب تصبح كل الأسلحة مطلوبة و يجب استخدامها المهم ان توقع اكبر قدر من الضرر و كذلك تصبح المحضورات المحرمة مباحة لكل من هب و دب ما دامت موجهة فقط للعدو و دائما كان الوعظ الديني يستخدم في الحروب فهو سلاح مهم و حساس و هناك امثلة كثيرة في تاريخنا منذ فجر الإسلام و حتى يومنا هذا و قد يستغرب البعض أن قلت بأن سلاح الوعظ الديني هو اخطر انواع الاسلحة لأنه غير مكلف ماديا و سريع الانتشار و تستقبله النفس البشرية لأنه مغلف بغطاء الدين ولا يقع احد ضحية لهذا السلاح إلا إذا كان عارف لعلوم دينه و ذا عقلية متنورة يعرف منها الخطأ و الصواب و هذه الشريحة هي كبيرة في مجتمعنا و الحمد الله و لكن الفئة القليلة هذه لها تأثير مخيف لأنها تأخذ كل انواع الدعم من العدو الذي يستغلها و في الماضي هذا السلاح استخدم في افغانستان حيث كانت دول كثيرة تدعم ممن يسمون انفسهم بالمجاهدين لكي يوجهوا صفعة قوية لكيان الاتحاد السوفيتي السابق و استمرت هذه الحرب لمدة عشر سنوات حتى اعلن الاتحاد السوفيتي في عام الف و تسعمائة و تسع و ثمانين انسحاب كافة قواته من افغانستان مخلفا وراءه فشل و خسارة ليس لها مثيل و هذه السنوات العشر في افغانستان شكلت كيان تنظيم القاعدة و تنظيم طالبان و الذي انتشر بعد ذلك في جسد كل الدول الاسلامية قادما من افغانستان التي ما زالت حتى هذه اللحظة مسقط راسهم و تحتوي على كبار قادتهم و لإيقاف سلاح الوعظ الديني فعلينا استخدام الوعظ الديني المعتدل و الذي هو مظلوم في وقتنا الحاضر للأسف الشديد فواعظي الفضائيات دعاة الحروب و الطائفية ولن اطلق عليهم لقب رجال دين لان الدين بريء منهم فهم يلفون دول العالم و ينشرون سمومهم و هم متسلحين بالمال و سفاراتهم تستقبلهم و تجهز لهم كل شيء و تطبع كتبهم بمختلف اللغات و تبث برامجهم في عشرات القنوات و حاليا قاربوا على احتلال شبكة الانترنيت لأنهم يمتلكون كادر متطور أما جهود البعض في شبكة الانترنيت فهي جهود شخصية و بسيطة و متواضعة للغاية فلهذا ان اتوقع انتشار لسلاح الوعظ الديني لأن العالم العربي و الاسلامي يعيش ازمة حقيقة في كافة الاصعدة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية فالربيع العربي مثلما جاء بالتغيير فأنه جاء بالتسيب و الانفلات الأمني و البطالة و الفقر و الأمية و انحلال الاخلاق الانسانية و كل هذه العوامل تساعد على خلق بيئة جيدة لاستخدام سلاح الوعظ الديني و خلق جيل من الارهابيين الذين سوف يصبحون كفأر التجارب في المستقبل القريب |