مواقف الساسة العراقيين بين مصالح الوطن العليا والمصالح الحزبية

 

صرح السيد هادي العامري وزير النقل العراقي " إن آلاف الشيعة في العراق وخارجه سيحملون السلاح في وجه "وحوش" تنظيم القاعدة في سوريا إذا تعرض الشيعة أو أضرحتهم لهجوم جديد"
أننا نقف مع السيد العامري في ضرورة حماية قدسية الاضرحة والشعائر الدينية لجميع الاديان والشعوب  . واننا كذلك نقف ضد القوى الاصولية المسلحة التي تحرف النصوص لتبيح القتل على اساس الانتماء الديني او المذهبي او العرقي بغرض قمع مكون مذهبي معين لتسويغ احتكار السلطة والنهب الامسؤول من قبل مكون اخر كتنضيم القاعدة و عصائب أهل الحق وغيرها .وبنفس القدر فأننا نؤمن بان مهمة السياسيين هي ادارة الازمات وليس زج شعوبهم للوقوع بها وهم بذلك يتميزون عن قادة المليشيات وقادة العصابات الذين يرتزقون من الحروب فيزجون بمقاتليهم بها اينما كانت وكيفما كانت. 
أن الدعوات المتشنجة والتصعيدية لزج أبناء الوطن العراقي في حروب هنا وهناك تعيد الى ذاكرة ابناء الوطن العراقي تجارب مريرة مع عصابةصدام البعثية , في الذاكرة العراقية يوصف سلوك صدام على انه قائد العصابة أكثر منه قائدا السياسيا, لقد جعل من الشعب العراقي وثرواته رهينة له ولعصابته يطلقه على ايران مرة نيابة عن النظام السعودي وارضائا لامريكا, وعلى الكويت مرة اخرى. وهو بذلك خان مسؤوليته وواجباته كرجل سلطة  في موقع لادراة سياسات حقيقية تليق بالعراق وتاريخة وثرائة وحجمة الاقليمي وقيمته الدولية. فخان قضية وطنه وشعبة حين زج العراق في حرب لثمانية سنوات من اجل الغاء معاهدة  1975السيئة الصيت ليعود للموافقة عليها دون حتى أن يسعى ليبادل الاسرى العراقيين الذين لاتزال ايران تحتجزهم الى اليوم , خان قضية وطنة وشعبة حين  استباح حرمة دولة الكويت المجاورة ليعود ويعترف بها ثم ليهبها جزئا عزيزا  من ثروات ومنافذة العراق المائية الاستراييجية و ليلزم العراقيين الى اليوم بدفع تعويضات يستلونها من كفاف خبزهم تعويضا لسلوك العصابة هذا,خان قضية وطنةوشعبة حين  هدم بضعة ابنية اسرائيلية لاقيمة لها بصواريخ دفع ثمنها الشعب العراقي ولايزال العراقيون يدفعون ,من كفاف خبزهم, تعويضات لاسرائيل عن هذه الابنية,و ربما توضف هذه التعويضات لتكريس تدمير العراق ووتجويع اهلة واقتتال ابنائه. أقترنت هذه الخيانات بذكرى اليمة في الذاكرة الشعبية العراقية ليس فقط لانها تعبر عن خيانة صدام والبعث لقضيا العراق والعراقيين فحسب  بل لانها كانت تقول للعراقيين ,ان الدم العراقي رخيص الثمن يمكن ان يقدم هنا او هناك دفاعا عن قضايا ليست بقضاياكم لكن هذه القضايا تخدم البعث وقائد العصابة. 
 من ذات المنطلق فان تصريح السيد العامري يعيد الى اذهان العراقيين هذه التجارب المؤلمة بمايمثله من زج للعراق والعراقيين في صراع داخلي لدولة شقيقة لايجب ان يكون ألعراق طرفا فية . بل على العراق أن يكون قائدا لصنع سياسة دولية لحل الازمة ,سياسة تكون حريصة على صيانة كرامة وحرمات الاحياء من السوريين بمختلف خلفياتهم بنفس القدر من حرصها على حفظ كرامة الاموات وصيانة قدسية الاضرحة .أن العراق بأمكانيته الجغرافية والسكانية والاقتصادية وثراء نسيجه الاجتماعي ولكونه اكبر دولة عربية في المشرق العربي هو في موقع متميز لأن يبادر الى خلق سياسات دولية وتشكيل رأي عام دولي لتسوية وتهدئة الاقتتال الطائفي في سوريا لما فية مصلحة الشعب السوري ومصالح العراق الامنية . هذا النوع من التحرك السياسي تقوم به اليوم  دول في الخليج العربي لا تمتلك مقومات العراق السياسية والتاريخية والحضارية, ولاهداف ابعد ما تكون عن صيانة مصالح الاشقاء السوريين بل تسببت بزجهم في اتون صراع تقسيم نفوذ في المنطقة بين ايران والسعودية اصبحت فيها  سورية هي ارض المعركة والسوريون بكامل مكوناتهم وقودها , ويمولها  البترو دولار الايراني والسعودي الذي كان يجب ان يستثمر فيما فية خير شعوب هذين البلدين والرفاه الاقتصادي للمنطقة لا في اقتتال لامسؤول بينهما بما يؤجج المنطقة ويجيع شعوبها . 
 أن الانظمة المتأسلمة في السعودية وايران خلقت جيوشا من الشباب العاطل عن العمل نتيجة سياساتها الاقتصادية الامسؤولة , وهذا الشباب ملئ بمشاعر العنف نتيجة التثقيف الاقصائي المتطرف التي تمارسة هذه الانظمة. ولما باتت هذه الجيوش من الشباب تشكل تهديدا لاستقرار هذه الانظمة ومصالحها ,عكفت هذه الانظمة على تهرب هذه المجاميع من الشباب المحتقن لتحرقة في حروب طائفية تخلقها هي في صراعها من اجل مناطق النفوذ, واستنفرت ابواقها من الدعاة ووعاظ السلاطيين للتغرير بهذا الشباب ليصبح وقود هذا الصراع تحت شعارات حماية المذهب والذود عن العقيدة ومقاتلة المجوس ومقاتلة النواصب وحماية المقدسات والاضرحة. 
لقد ذاق العراقيون الآم ومرارة صراع النفوذ هذا لذات الدولتين اذ كانوا ضحية له  منذ 2007, لذا يجدر بالسياسين العراقيين أن يقفوا امام مسؤولياتهم اتجاه شعبهم بدرء عودة التجربة المريرة مرة ثانية وتجنب الانزلاق بنفس المنزلق . هكذا فأن  هذا تصريح للسيد العامري هو مؤشر سئ على اختفاء سياسة دولية عراقية حقيقية بسبب انصياع السلطة العراقية لارادة المصالح الايرانية في المنطقة واعتبار العراق فنائا خلفيا لايران تكب فية مخلفات ازاماتها الاقتصادية, واعتبار العراقيين جنود بدم رخيص يسفحون دمائهم هنا وهناك من اجل قضايا كان الاجدر بسياسيييهم على حلها سياسيا. 
لقد كان نتيجة خيانة البعث وصدام  لمسؤوياتهم اتجاه الدم العراقي والمصالح العراقية العليا ان ادموا العراق وبخسوا قيمته الدولية ودورة الاقليمي , وكانت النتيجة أن لفضهم العراقيون حتى ضاقت بهم الارض فلم يجد قائد العصابة عراقيا واحد يأويه فآوى لحفرة يختبئ بها , وبذلك دخل صدام وعصابتة البعثية التأريخ ...لا من بوابته ولكن من بالوعة المجاري, وظل الوطن العراقي  يتعافى من جروحة ليقف مرة اخرى قائدا للمنطقة. على السلطة العراقية وأحزبها الحاكمة  أن تتعض من دروس التأريخ وأن يرتقوا بمواقفهم السياسية الى مستوى المصالح العليا للعراق والعراقيين وبما يليق بقيمة العراق وارثه السياسي وتاثيرة الستراتيجي. أن اختيارهم لموقفهم بين ان يتصرفوا كقادة سياسيين أو كقادة مليشيات , هو الذي سيحدد المدخل الذي سيدخلون منه التاريخ .