ماذا حصل في كربلاء؟! |
عند اقامة اية فعالية يتم التنسيق بين الجهة المنظمة لها والاجهزة الامنية لتوفير الامن للمشاركين قبل بدء الفعالية ولحين الانتهاء منها، الفعاليات تختلف عن بعضها من حيث عناوينها، ولكل عنوان هناك قوة مدربة لها، واجهزتها المستخدمة تختلف حسب نوع الفعالية، وهذا يمكن ملاحظته عبر الفضائيات في جميع دول العالم، مثال على ذلك لايجوز اقحام قوة مدججة بانواع الاسلحة لمكافحة الارهاب في توفير الامن في ملاعب كرة القدم، وهذا ماحصل في كربلاء بعد مباراة بين فريقي كربلاء والقوة الجوية، لم يحصل اي احتكاك بين جمهور الفريقين ولا بين مشجعي نادي كربلاء وفريقهم الذي خسر المباراة، القوات الامنية استخدمت القوة المفرطة بعد نهاية المباراة ومغادرة الجميع ارض الملعب باستثناء الهيئة الادارية والفريق الكروي مع فريق كربلاء ومدربه محمد عباس الذي تم اعلان وفاته سريريا نتيجة تعرضه للضرب من قبل القوات الامنية وحسب شهود عيان عبر الفضائيات ووسائل الاعلام الاخرى وتعرضه لـ13 كسر وتهشيم في الجمجمة، في هذه الحادثة التي ربما تتكرر في مناسبات اخرى فان القوات الامنية تجاوزت حدود واجباتها، وانتهكت حقوق الانسان وتجاوزت على المفاهيم والاخلاق الرياضية، والقوات الامنية واجبها تنفيذ القوانين وليس خرقها، وبهذه الفعلة سجلت نقطة سوداء في سجلها. كان حريا باللجنة الاولمبية العراقية والاتحاد العراقي لكرة القدم اعلان اعتصام وايقاف نشاطاتها ولو مؤقتا احتجاجا على ماجرى ولم يسمع الشارع الرياضي اي اجراء من قبل الاولمبية والاتحاد المركزي حال وقوع الحادث. الان وبعد مرور ثلاثة ايام يطالبون بفتح تحقيق، ومن دون هذه المطالبة التحقيق مطلوب حتما لمعرفة المقصر، ومن يناشد رئيس مجلس الوزراء بنقله الى خارج العراق للعلاج، ومما لاشك فيه ان رئيس مجلس الوزراء لايقبل مطلقا بمثل هذه الافعال ومعه كافة القيادات الامنية، وهذا لابد ان يحدث دون مطالبة، العبرة ليست بمن يرسله لخارج العراق للعلاج، الحكومة او اللجنة الاولمبية او الاتحاد المركزي او الحكومة المحلية، وليست في تشكيل لجان تحقيقية العبرة في كيفية عدم تكرار هذه الحالة مع الاخرين وفي مناسبات اخرى. محمد عباس كان يرتدي ملابسه الرياضية تعرض الى هكذا افراط في استخدام القوة التي ستؤدي بحياته، فهو لم ارتد حزاما ناسفا ولايحمل يحمل مسدسا بيديه؟ ومازال رغم كل التصريحات الرسمية لايوجد ما يبرر هذا الفعل، ولو كان قد تجاوز القانون يفترض استدعائه الى الاجهزة الامنية واحالته الى القضاء ليس المدرب فقط بل وجميع من تعرض الى الضرب المبرح غير المبرر. المطلوب الان من اللجنة الاولمبية والاتحاد المركزي ووزارة الرياضة ومجلس النواب عدم السكوت لان اية مجاملة في هذا الموضوع يعني قراءة السلام على الرياضة العراقية، الصورة التي تناقلتها الفضائيات اعطت مؤشرا سلبيا عن الاوضاع الرياضية في العراق ومعاناة الرياضيين ولاسيما العراق الذي سينظم بطولة الخليج او اية فعاليات اخرى، الثقافة العامة ضرورية لرجال الامن، وكيفية احترام المواطن والتعامل مع من يتجاوز القانون باساليب حضارية لتعكس الوجه المشرق للحضارة العراقية والرياضة العراقية العريقة في تقاليدها، لان التعامل الحضاري يدفع حتما الى احترام رجل الامن من قبل المواطنين وليس العكس، على الاجهزة الامنية توجيه منتسبيها بكيفية التعامل، لان التعامل مع الرياضي يختلف عن التعامل مع من يتعاطى المخدرات مثلا ويختلف مع الارهابي الذي يستهدف العراقيين الابرياء. الامنيات ان لاتتكرر مثل هذه الحوادث المؤلمة، والاجهزة الامنية عليها تقصي الحقائق واعلان النتائج للراي العام لتحافظ على انجازاتها الامنية التي تحققت بتعاون المواطنين معها. |