وما زالت الخروقات الامنية مستمرة !

 

الملف الامني يظل دوما هاجس المواطن العراقي ،واي تدهور يصيب هذا الملف يكون الثمن غاليا ويدفعه المواطن ،رغم مرور هذه السنوات الا ان الخشية من فقدان زمام الامور يبقى مخيفا ولايفارق الشارع العراقي ،الخروقات الامنية باتت يومية ليس في بغداد فقط بل في جميع المحافظات ،وعلى الاجهزة الامنية القيام بالكثير لعدم زعزعة الثقة بينهم وبن المواطن ،الملف الامني يلقي بظلاله على الشارع العراقي والخوف بدأ يتسلل الى نفوس المواطنين والخشية من العودة الى ذلك المربع الذي لايتمناه اي مواطن .الهدوء السياسي الذي تشهده الساحة العراقية يبدو بعيدا عن الملف الامني وتحديدا في العاصمة بغداد ،بين فترة واخرى تأتي موجة التفجيرات المسائية لتضرب متزامنة مناطق متفرقة من العاصمة ،ويبدو الاسواق والاماكن العامة اصبحت سهلة الاستهداف ،المفارقة في هذه التفجيرات انها تاتي متزامنة ونتيجتها العشرات من الابرياء واستمرار شلال الدم العراقي ،استمرار وتكرار هذه السلسلة من التفجيرات بالسيارات المفخخة لايعني سوى فشل الخطط الامنية التي يتم الاعلان عنها يوميا وبعد اية سلسلة من التفجيرات والا ماذا يعني استمرار الخروقات الامنية بعد دموية مساء بغداد يوم 24 حزيران الجاري وتكرارها في بغداد ذاتها واستهداف ملاعب كرة القدم الى المجزرة التي حصلت في خورماتو والسلسلة مستمرة؟ ،المعلومات الاستخبارية ما زالت ليست بالمستوى التي تمنع تكرار هذه الاعمال الاجرامية ،التساؤل الان عند الاعلان اليومي بالقاء القبض على مجاميع ارهابية وفي مناطق مختلفة لماذا لايتم التعرف على النوايا الاجرامية للعصابات التي تقتل العراقيين ؟الامر هنا يتعلق الاول بوسائل التحقيق مع الذين يتم القبض عليهم وامكانية المحققين في كيفية استحصال المعلومة ،واذا كانت الامكانيات محدودة فان نتائج التحقيق لاتاتي بما ينسجم مع الطموحات ،او ان المعتقلين لايملكون اية معلومة عن ما يحدث او باساليهم يقومون بالادلاء بمعلومات مضللة لاتتمكن الاجهزة التحقيقية من الوصول الى الاهداف المبتغاة .بعد تكرار هذه السلسلة من التفجيرات بين فترة واخرى ومتزامنة بعضها مع البعض ،اين السيطرات الامنية التي لم تتمكن من اعتراض اية سيارة مفخخة ؟اذن ما الفائدة من تواجد السيطرات في الشارع وماهي واجباتها؟بعد مرور هذه الفترة الطويلة مازالت الاجهزة المستخدمة في الكشف عن المتفجرات لم تتمكن من منع الارهابيين في تنفيذ اعمالهم الاجرامية ،ولاتوجد مؤشرات تجعل المواطن متفائلا ،المؤسف مايحدث بعد هذه الاعمال الاجرامية هو فقط زيادة السيطرات في الشوارع وزيادة زخم الازدحام المروري ،تغيير الاساليب والخطط الامنية ان لم تصاحبها تلك العقلية الامنية المتطورة واعتماد اهل الخبرة وزج العناصر الامنية في دورات تدريبية في الدول المتقدمة ،لايمكن حدوث تحسن في الملف الامني ،الاجهزة الامنية حققت انجازات كبيرة ونالت ثقة الشارع العراقي ،ولابد ان تقوم بالكثير للحفاظ على الانجازات وتحقيق الافضل في حماية امن المواطن .الشارع العراقي ليس بانتظار البيانات المستنسخة بعد كل عملية ارهابية ،لان العدو اصبح معروفا حسب البيانات الرسمية ولكن المطلوب في هذه المرحلة الحرجة والحساسة هو تحسين الخطط الامنية بعد فشل سابقاتها ويبدو ان تغيير القيادات الامنية لم يصل الى الهدف المنشود، الان يجب البحث عن الجديد في المجال الامني لتعزيز حماية امن المواطن وسحب البساط من تحت اقدام الارهابيين من خلال تعزيز العمليات الاستخبارية وتطويرها لجمع المعلومات والقيام بالعمليات الاستباقية لتفويت الفرصة على اعداء العراق والعراقيين .