لا تــذكــروا الله !!!

 

انطلاقاً من قوله تعالى (الأ بذكر الله تطمئن القلوب) ,هذا ما تعلمناه منذ الصغر . أن ذكر الباري عز وجل يجلب الراحة والسلام في النفوس ,ويجعل السكينة تحل محل الشك والاوهام . لكن عند الكبر وفي مشاق الحياة العصيبة عندما نقع في اول اختبار فعلي بالحياة ,وهو المحك او مفترق الطرق نجد ان الله يذكر بأماكن غير محبذة ,ولا في موضع مقرراً لهُ . هذا ما أثار حفيظتي وزاد من استهجان الجميع وجعلهم يرددون كلمة واحدة (لا تذكر الله .. لا تذكرو الله)!!! وهي لو اخذت بالمعنى الحرفي لأصبحت كفراً وضلالة . لكن هي تعبير مجازي لعراق مليء بالاوباش الذين يعملون باسم الدين لتشويهه, فتراهم يكبرون في اللعب واللهو والبدع والانحراف و ... الخ هذا ما نرفضه جملةً وتفصيلاً . لنذكر واقعة حقيقية حصلت مؤخراً توضح المغزى المراد من العنوان الذي هو غريب بعض الشيء . ففي ايام ماضية ليست بالبعيدة حصلت حادث في مسجد قرب جامعة الامام جعفر الصادق عليه السلام, في ايام الامتحانات تحديداً , ففي تمام الواحدة ضهراً تبدأ امتحانات كلية القانون ,اي بعد صلاة الظهر بساعة فقط. وكلنا يعلم ان الطلاب يذهبون للمساجد في سبيل القراءة على البرد او الصلاة في وقتها . حتى حصل ما حصل وجعل الطلاب تشمئز من هذا الواقع, حيث دخل ارهابي غاشم في المسجد مع الركعة الاولى لصلاة الظهر وكبر ثلاث تكبيرات وفجر نفسه داخل الجامع الذي يعج باصحاب القلم والقرطاس ,طلاب الغد رصيد الحاضر وامل المستقبل . فتقدم المنحط الى المسجد وقتل الحارس الامني بمسدس ثم وصل الى المحراب وقال (الله اكبر . الله اكبر . الله اكبر) وبعد التكبيرات الثلاث لا ترى الى الاشلاء تتطاير من بين رخام الارض.. ابرياء ذهبوا ليؤدوا الواجب الديني قبل ان يدخلوا بالواجب المعرفي حتى كتب مصيرهم الهلاك بتكبيرة وذكر الله سبحانه من قبل شذاذ الافاق . هم بين يدين الباري وفي حماه . والقاتل يذكر اسم الخالق ولا اعلم ما هذه المفارقة في تدنيس سمعة الاسلام.. ومن هذا الموقف قررت ومعي آلاف مؤلفة من البشرية الذين لاحهم الارهاب الغاشم بجملة تقول ... لا تذكروا الله الأ في مواقع السجود والعبادة .