مستقبل العراق السياسي.. بين المقاولين والتجّار

 






عاش العراق تاريخ سياسي زاخر بالأحداث التي كان معضمها يدور في فلك ومفهوم ومنهج العنف والدم والموت .

فلقد إستبشر العراقيون بسقوط الملكية الدموي وشاركوا فيه ، وإستبشروا بسقوط قاسم ، وبسقوط عارف ، والبكر ، وإستبشروا أخيرا بسقوط صدام ، وفي كل الحقب خاب أملهم ، لأنهم لم يجدوا مبتغاهم في حاكم او زعيم ينهض بالعراق وبهم لمراتب جيرانهم على الاقل .

قد تكون هناك لعنة ، وقد يكون قدر أعوج ، او حظ أهوج ، او لايوجد بالعراق من يحب هذا الوطن .

فبين العملاء والديكتاتوريات والمصالح والجهلة ، كان العراقيون يراوحون في مكانهم ، بينما العالم يتقدم بخطى سريعة وثابتة في كل الميادين .

لكن أن يقع العراقيون بأيدي التجار والمقاولين فهذه جديدة !!!!

يُدير الوطن اليوم بكل مفاصله السيادية من خارج الحدود مجموعة من التجار والمقاولين وأصحاب رؤوس الاموال والسماسرة ، بيدهم الأمر والحل والعقد ، فلا يمكن لأحد ان يكون وزيراً او سفيراً او مديراً،  إلّا بأموالهم ورضاهم ، بأموالهم يبيعون ويشترون المناصب لمن يرونه خادماً لمصالحهم ، وبأموالهم وبأيدي سماسرتهم يُقتّلون العراقيين باليل والنهار ، بالسر والعلن ، يقتلون ، ينهبون ، يحللون ، ويحرّمون . . كل شيئ مستباح ، كل شيئ بهواهم يكون او لا يكون .

ونحن اليوم ننبه أهلنا وشعبنا ، أن المرحلة القادمة هي مرحلة كشف الوجوه ، ونزع الأقنعة ، فالامور أصبحت واضحة للجميع ، للصغير والكبير ، وأصبح المثل (إن لم تستحي فإفعل ماشئت) هو السائد بين الأغلبية .

لقد تحوّل السياسيون الى تجار جملة ومفرد ، يبيعون الوطن ويشترون بثمنه مجد الدنيا الزائل ، وتحوّل التجار والمقاولين لسياسيين يشترون المناصب لتُدر عليهم خيرات الوطن ، إن الجميع يأخذو البلد بسياساتهم الرعناء لهاوية سحيقة لن تقوم له قائمة إن سقط فيها لا سمح الله .

علينا جميعاً كمثقفين ومتعلمين ومعلمين وطلاب وفقراء أن نوقف هذا الإنزلاق ، وإلّا سقطنا مع الوطن في ظلمة القبور التي لاتُفتح لأحد بعد أن يتم غلقها .

والله من وراء القصد .