على المالكي ان يعتذر لعائلة محمد عباس |
فاجعة كربلاء الرياضية , وآثار ركلات البوليس الحكومي الذي تنازل عن خدمة الشعب للحاكم , وبقايا الوان عصيهم على جسد محمد عباس مدرب كربلاء , تمثل صورة بشعة لتربية السلطة واجهزتها , وتؤشر بشكل لايقبل الشك مغادرة السلطة عن بناء الدولة المدنية , وتوحش المؤسسة الامنية ومحاولة ابقاءها كذراع ضارب بوجه الشعب , واعادة تكوين الدولة البوليسية بشكل جديد , المؤسسة الرياضية وبكل اشكالها لم تبتعد كثيرا عن محاولات السلطة والقوى السياسية للهيمنة على قرارها وعسكرتها حزبيا , ابتدأت بممارسات وسلوكيات لبعض من المسؤولين الحكوميين والسياسيين الذين تواجدوا في اروقة الملاعب بحماياتهم المدججة بالسلاح , بصورة لم تشهدها الملاعب الرياضية في اي بقعة ارض من العالم , ثم تطاولت ارادتهم لاستخدام الملاعب الرياضية كمراكز صراع انتخابي , لتختفي يافتات الحب والطاعة والاحترام وصور اللعب النبيل بصور المرشحين وشعاراتهم وهتافات جماهيرهم الخالية من اي بعد رياضي , وللاسف الشديد لم تحرك القيادات الرياضية في الاتحادات والاولمبية العراقية ساكنا لحماية المشروع الرياضي والحفاظ على استقلاليته , وعلى العكس فأن البعض من هذه القيادات الرياضية ارتمى بكل ثقله في احضان هذه القوى السياسية التي استعمرت المنشأ الرياضي بشكل قسري غير مسبوق , تمهيدا لضياع قيمته وفقدانه حرمته , آخر مسلسلات تلك السلوكيات هي الهجمة المتوحشة التي تعرض عليها المدرب الخلوق ابو سمية ( محمد عباس ) والطريقة التي لاتمت الى الانسانية بصلة , من قبل انفار يمثلون صورة المؤسسة الامنية المعلنة , والتي لا نعلم آليات سلوكياتها السرية , فاذا كانت هذه اساليب تعاملاتها المعلنة مع رياضي عراقي , فكيف تدار احكامها التحقيقية مع معتقل رأي أو صاحب فكر مناهض , ان حادثة محمد عباس تنذر بخوف كبير على بناء الدولة المدنية وحلم العيش بها , فهي على عكس ما تروج له السلطة الحاكمة من انها سلوكيات فردية لمنتسبي المؤسسة الامنية , بل هي نتاج تربية فاسدة لهذه المؤسسة تتحمل القيادات المسؤولة عن نتائجها المأساوية , ويتصدر قائمة المسؤولية السيد المالكي بصفته القائد العام للقوات المسلحة , وعليه ان يبادر اولا وقبل الجميع بالاعنذار لعائلة السيد محمد عباس , تلك واحدة من واجباته التي حكمها القسم الدستوري الذي الزم نفسه به عند توليه رئاسة الوزراء العراقي وقواته المسلحة , كما يتوجب مراجعة السلوكيات الامنية بالكامل في ما يخص التعامل مع المؤسسات الرياضية , وقبل كل هذا يقع الحساب والقصاص من حاملي العصي المجنونة وابطال اخامص البنادق من فاقدي الضمير والشرف المهني ليكونو عبرة للاخرين , ولتكون رسالة محمد عباس الاخلاقية درسا مستديما ومستكملا لدروسه الاخلاقية التي غرزها في محبيه منذ كان لاعبا يشهد له زملاؤه ولحد الان. |