العراقي بين الفصل السابع وفصل الصيف

 

سألني احد اقاربي عن الفائدة العائدة من قرار اخراج العراق من احكام الفصل السابع قائلا: (اشرح ايخش ابجيبنة) ؟ لاسيما بعد الزخم الاعلامي الايجابي الذي حظي به القرار واتفاق الغريم والشريك في السياسة ولأول مرة على موقف موحد بشأن حدث معين , ماعدا زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر الذي ابدى تخوفا من التنازلات غير المعلنة الممنوحة للجانب الكويتي . هذه الامور للاشارة فقط , واعود الى اقاربي الذي اجبته: ان هذا الفصل هو بمثابة الاصفاد القابضة على ايادي العراق المالية والاقتصادية وعلى ثرواته اجمالا, وتمنعه من التصرف بها بحرية وارادة وطنيتين , حينها تحول مسار الحديث الى شجون , فأين الايادي الامينة التي تحفظ المال العام لتجعلنا نفرح بالقرار ؟ واين العقول الراجحة التي تستطيع توظيف هذا الانجاز لمقتضيات المصلحة الوطنية ؟ خاصة ان مراكب معظم السياسيين مبحرة في بحور الفساد ومثقلة بأموال الشعب المسلوب الحقوق والمجرد من ابسط اساسيات العيش الكريم . فالخروج من الفصل السابع جاء تزامنا مع فصل الصيف , فصل المأسي والمعاناة بالنسبة للعراقيين الذين يرزحون تحت وطأة حره اللاهب في ظل ازمة كهربائية باتت عصية على المسؤولين الفرحين بالقرار . كيف يرحب العراقيون بهذا القرار؟ وهم يكتوون بهذا الهجير الحارق من جهة وتلسعهم حرارة وعود (الشهرستاني) المكهربة من جهة اخرى . مثل هكذا قرارات وعلى الرغم من اهميتها على المستوى الوطني بيد انها تبقى مجرد محاولات للفت انظار الناس عن همومهم واشغالهم بقضايا لا تلامس مفردات حياتهم اليومية , مثلما كان نظام صدام حسين يخترع المشاكل ويسوقها اعلاميا على انها من صنع الطامعين ليمررها على الجائعين والمحرومين , فتارة تأميم النفط , وقرب انهاء الحصار(الجائر) تارة اخرى . الناس تريد الخبز والامان والتعليم والصحة والكهرباء , فلا يهمها ان خرجنا من الفصل السابع او السادس او الخامس بقدر ما يعنيها ان تنعم بفصول اربعة خالية من الازمات ومفعمة بالحياة .