ثورة العشرين وانتفاضة الواحد والتسعين !!!

 

قال أحد ساسة الغرب ، و ربما نسبت ل( برنادشو ) ، ( أن قال لك السياسي سنبني جسرا ففتش المكان فسوف لن تجد نهرا ) ، عجيبة هذه السياسة اللعينة القذرة التي لا يصدقها متبنوها ومتتبعوها ، لا صديق تستمر معه ، ولا عدو واضح تقاتله ، وربما أخلص أن كل السياسيون هم نسخة تتشابه مع بعضها إلا ما ندر ، ولي رأي بخصوص ثورة العشرين الخالدة التي سيمر ذكراها ال( 94 ) يوم 30 / 6 ، ورأيي لو كانت هناك سياسة ما وأحزاب كما هذه الأيام لما نجحت ثورة العشرين وأسست للدولة العراقية ، وانتفاضة آذار الخالدة تشبه ثورة العشرين من هذا الباب ، بمعنى أن الانتفاضة وثورة العشرين أيضا جاءتا عفويتان بلا أدعاء سياسي لجهة ما ، ولا لطائفة دون أخرى ، ولا لرجال عشائر بعينهم ، نعم أتت هاتان الثورتان لدرء الحيف والظلم اللذان وقعا على الشعب العراقي بكل أطيافه وأجناسه ، وكما نقرأ أن الرجل الفلاني في المدينة ( س ) هو من قاد الانتفاضة في تلك المنطقة ، وكذلك ثورة العشرين لكل محافظة عراقية كردية أو عربية أو تركمانية لها رجالها وقادتها ورجال دينها ، ويروى أن منطقة ( السوير ) هجرها أهلها بعد حادثة جسر السوير الشهيرة ، التي تعرض فيها ثوار العشائر لقطار المؤن العسكرية الإنكليزية ، وقتل الجنود الإنكليز فيها ، وانكسار الجيش الغازي ، خافت النسوة وكبار السن والأطفال من عقوبة الإنكليز لسكان ( السوير ) ، وهجروا بيوتهم خوفا من الهجوم المقابل المتوقع ، وصل الخبر للشيخ ( شعلان أبو الجون ) ، وهو من شيوخ عشائر ( الظوالم ) ، ورصاصة انطلاق الثورة في ( الرميثة ) ، فركب فرسه مع رجال عشيرته ومن هب لنجدة ( السوير ) ، وأطلق للسانه العنان ليقول أرجوزته الشهيرة ، التي مثل بها ( السوير ) على أنها فتاة جميلة جمعت كل محاسن وجمال النساء فيها فقال ، ( أكنللج يجامعة الحسن عيناج / فن ( كوكس ) و( ديلي ) بعسكره تعناج / أنجان أهلج جفوج أحنه بطرب جيناج (( خل يا من كلبج يرعيعه )) ، ( كوكس وديلي القائدان الإنكليزيان المعروفان ) ، و ( الرعيع ) الخائف ، أي لا تخاف يا جميلتي فنحن حراس وفداء لك ، ويذكر ما حدث بعد انتفاضة آذار الخالدة عام 1990 م التي قوضت أركان الطاغية ونظامه ، فهب لنجدته أسياده وأعوانه ومواليه لقمع انتفاضة الفقراء والتي أسموها ( الغوغاء ) ، بعد قمع الثوار بدأت وفود الحزب والعشائر تقدم ولاء الطاعة مجددا لسيدها المهزوم ، ومن تلك الوفود وفد مدينة ( السماوة ) الذين اصطحبوا معهم ( مهوالا) فاقد البصر ( أعمى ) ، وكانت تلك الأيام يعرض فيها فلم المسألة الكبرى التي أريد فيه طمس الحقائق وإبراز جهة على أخرى وطائفة على طائفة ، سأل الأعمى لمن يجلس جنبه عن مكان جلوس الشيوخ ؟ ، والمكان المفترض لجلوس القائد المهزوم ؟ ، دخل صدام القاعة وبدأ التصفيق والتهليل فانبرى الأعمى واقفا وهو يحرك عصاه يمنة ويسرة ، نظر صدام لذلك الأعمى وقال لرجال حمايته خذوا عصاه وأعطوه بندقية ( برنو ) فنفذ أمره ، هزج الأعمى وسط الجمع قائلا ، ( لوّن شعلان يدري نباكت الثورة / جا فج التراب وطلع من كبره / عدنه ع(السوير ) المسألة الكبره / ( الشاهد عندي الشاهد / ذوله أيتام من العشرين ) ) ، و (ذوله أيتام ) والأعمى يشير لمكان جلوس شيوخ العشائر ، والذين هم أحفاد وأبناء رجالات ثورة العشرين وشيوخها الشرفاء ، ويقال أن الطاغية عرف ما أراده ( المهوال ) وأوقف عرض فلم المسألة الكبرى ، ما أحوجنا اليوم ( لمهوال ) بصير أو أعمى ، وساسة البلاد يتلذذون بتقديم ولائهم لمحتل قاتل يدعي الإنسانية والديمقراطية ، وسأسجل نهاية إضاءتي هذه الأهزوجة علها تصل لمواضع القرار فأقول ، ( لوّن شعلان يدري نوصل الهل حال ، جا فلش مضيفه ولا لبسلّه عكال / عمت عين السياسة الفرهدت للمال / ( نحارب بيش نحارب / لا فالتنه ولا مكوار ) ، للإضاءة ...... فقط .