مرسي يقود مصر الى المجهول

 

انتظر الكثير من المتابعين في الشأن الاحداث والازمة المصرية , ان يتصف الخطاب الذي انتظره الكثيرين , بان يسوده العقل والحكمة للخروج من الازمة السياسية الطاحنة . ويعمل على تخفيف حدة الاحتقان والغليان الشعبي الساخن , وتهدئة التوتر السياسي , وامتصاص النقمة الشعبية , بتقديم برنامج سياسي عملي ومرن للفترة القادمة , بحيث يخرج مصر من عنق الزجاجة , ويبعد الاخطار التي تهدد البلاد , ويقدم حلولا واقعية للانفراج السياسي , ويطفيء بؤر التوتر في الشارع المصري , لكنه لم يقدم شيئا لا من العقل ولا من الحكمة , سوى تكريس الازمة , وحالة الانقسام الحادة في صفوف الشعب , لقد اخفق اخفاقا ضريعا , واظهار لغة التشنج المتطرفة والانتقادات اللاذعة وجملة من التهديدات الخطيرة الى قوى المعارضة بمختلف فصائلها السياسية وكذلك القضاة ( ان تعودوا الى جحوركم , وسأواجهكم بالقانون , والقانون العسكري متسع لعقابكم ) بمعنى اختار طريق التصادم والعنف , بحجة وجود مؤامرة يخطط لها من قبل اعوان النظام السابق , ان هذه التهديدات والذرائع الواهية , تصب في توحيد المعارضة وتوسيع رقعتها بمختلف اطيافها السياسية , وتشدد نضالها , في المطالبة في ابعاد مرسي وحزبه , بشكل ثابت لا رجعة عنه ( لن نتنازل عن مطلب اسقاط هذا النظام الفاشل , ولن نقبل بديلا عن رحيل مرسي وجماعته عن الحكم ) ان كل الاحتمالات انفتحت بعد الخطاب , وقابلة للتحقيق , طالما مرسي وضع مصير مصر على برميل من البارود , قد ينفجر في اية لحظة , وتعم الفوضى وتقود الاحتقان السياسي الى المجهول , واثارة الفتنة والاستقطاب والعنف الدموي , اذا ظل مرسي متمسك بالمواقف المتصلبة والمتزمتة , وايهام نفسه بوهم زائف , بانه يملك القوة والشرعية لفرض النظام والقانون , طالما حزبه والتيارات الاسلامية المتحالفة معه , قادرة على حشد وتجنيد المظاهرات الضخمة المؤيدة له , وطالما يملك مجموعات من البلطجية المرتبطة بحزب الاخوان , باطلاق يدها , والتي بدأت تنزل فعلا الى الشوارع لترعب وتفزع المواطنين , وترسل رسائل تهديد ووعيد , حتى تطاول بعض المهوسين والمجانين بسفك الدماء , وتلويح صراحة باستخدام اسلوب السيارات المفخفخة والعبوات الناسفة , في حالة سقوط مرسي , ان هذه المخاوف التي تثير الرعب والفزع , قد تقود مصر الى المجهول , والى الهاوية السحيقة وتحول حزب الاخوان الى حزب فاشي , سوية مع اقرانه في بعض الدول العربية , ان حزب الاخوان اخطأ في تقديراته وحساباته السياسية , باستاعته خنق الارادة الشعبية بالحرية والديموقراطية, والقصور في الرؤية السياسية بما تحمله من عواقب وخيمة , ان الشعب المصري بما يملك من النضج والوعي السياسي , قادر على افشال مخططات مرسي وحزبه , وباستطاعته انقاذ مصر من المصير المجهول , وقادر على حماية الثورة التي اسقطت حكم حسني مبارك من الانحراف , لقد بانت وانكشفت حقيقة الاخوان والاحزاب الاسلامية , التي اتخذت شماعة الديموقراطية ومناصرة المظلوم وبناء دولة الحق والعدل والقانون , فقد كانت شعاراتهم مزيفة لخداع الشعب . وان عملهم منذ مجيئهم الى الحكم عكس ذلك بدرجة 180 درجة , فقد حاولوا ابتلاع الدولة ومؤسساتها , وتقديمها هدية على طبق من ذهب الى مرشدهم العام , ولم يقدموا برهان واحد , على انهم رجال دولة وقادرين على قيادة مصر الى شاطئ السلامة , ومعالجة الازمة الاقتصادية التي تغوص في الاعماق , بنظرة سياسية واقعية , واخر دليل على فشلهم , جاء من ( عبد المنعم ابو الفتوح ) المرشح السابق للرئاسة الجمهورية , وقضى اكثر عمره في صفوف الاخوان المسلمين وتركهم , بعدما كشف زيفهم بأنهم يؤمنون بالديموقراطية , صرح بان مرسي فاشل في قيادة الدولة.