يحتفل السياسيون بنصف الخروج من عبثية البند السابع الدولي، وينسون أن الخلل بين ظهرانيهم جميعا، و أن اصلاح ذات البين أهم من كل القرارات الدولية، وطالما لم يطبق مبدأ العقاب والثواب على الجميع لن تستعيد المناصب هيبتها، ولن يتحقق الأمن أو الخدمات مهما تنوعت دوائر الشعارات، و سنشيع بقايا الدولة المدنية العراقية في مراسيم تخلو من البكاء، لأن السياسيين زرعوا اليأس والقنوط وأشعلوا التنافس بين " كتاب التقارير الأمنية " الذين يستنسخون نفس المضمون " يعارض مسيرة الحزب و غير مقتنع بقرارات الحكومة، لارتباطات أجنبية"، مفردات كان يذيلها الرفيق بالأمس، واليوم تختم بأسم السيد أو الشيخ أو الاثنين معا. لم يتغير أي شيء على أرض الواقع فقد حلت العباءة والعمامة مكان الزيتوني و أقلام الجاف على الذراع، فيما تغيرت فقط ديباجة كتاب التقارير الأمنية، الذين يمارسون نفس دور الرفيق بالأمس، يجمعون المعلومات عن تحركات المسؤول لتخويفه و تعطيل قراراته، مع فارق بسيط في التوجهات، فبالأمس خوفا من انحرافه عن المسار الوطني، واليوم تحسبا من انغلاقه الطائفي، لأن العلاقات الأجنبية أضحت من أساسيات الوجاهة، و تم تعديل مفهوم العمالة ليصبح " صداقة تفرضها ضروريات العمل". وضمن حقائق من هذا النوع فلأ أمل يرتجى من عبثية اتخاذ القرار في العراق،من خلال نفس الوجوه، يقررون فيفشلون يقترحون و لا من مجيب، والسبب غياب المشروع الوطني، لأن كل الأحزاب أو الكتل تتصرف بمزاج عرقي وطائفي و مصلحي، لذلك يستمر جريان الذبح العراقي بلا رحمة، و تستمر لعنة تطاير جثث الأبرياء بين لحظة وأخرى، يقابلها اهمال رسمي يقترب من وصف الأشتراك في الجريمة، التي تحصد أرواح المئات يوميا، والمسؤول يجتر ثلاثية" النظام السابق مع التكفيريين والأجندات الخارجية، ثلاثية هي الفشل بأم عينه، في ظل غياب مؤسسات مهنية تجتهد في تنفيذ الخطط الاستراتيجية، عوضا عن مجاميع غير متزنة تتصرف بردود الأفعال. و ما يزيد الطين بلة أن مسؤولا لم يراجع تصريحاته منذ 6 أشهر مثلا، فهو يقع دائما في ذات الخطا" خرق أمني مدعوم بأجندة خارجية"، طيب لماذا أنت موجود أصلا، وما سبب بقائك في منصب أكبر من كفائتك، و كيف لا تستحي من تراكم الفشل، و تتصرف و كأنك المنتصر!، مفارقة تدعو الى النحيب و لطم الخدود بوصفها سبب البلاء و سلاح النكبة في وقت واحد، بينما ينشغل المسؤول في الحصول على شهادات عليا من جامعات عراقية لا يستطيع الوصول اليها، مثل أحدهم الذي يطلب من وزير محترم و مهني، تعديل شهادته العليا، ويكتشف الوزير أنه لم ينتهي من أمتحان الأبتدائية!! خلل أصبح أمرا مفروضا، فالمسؤول في واد والمواطن في أخر بعيد جدا. هذا الكلام سببه المباشر التفجيرات من طوزخورماتو الى بعقوبة مرورا بالأعظمية و مدينة الصدر والغزالية، أبرياء يقتلون بدم بارد و" الأخوان" يجلسون على التل تحيط بهم أفواج الحماية، شعب يزحف على بطنه ومصارف أجنبية تضيق بمليارات المسؤولين، مال سياسي يوظف للذبح اليومي، ولا مرجعيات تنتفض ولا مؤسسة تنفيذية تنتصر بعزل هذا أو ذاك و ملاحقته قضائيا، متناسين أن دم العراقي هو أطهر من كل أجنداتهم السياسية، التي تتناوب عليها وجوه عابسة بالفطرة و جيوب متعطشة لمزيد من النهب، حتى لو تطلب ذلك التدخل في شؤون الأخرين، على غرار ما يحدث في سوريا و مصر ولبنان، فيما الصحيح تأمين حدود العراق و محاولة بعث الأمل من جديد في نفوس العراقيين!
ان الابقاء على سياسة " صدمة التخويف" لن تخرج العراق من نكبته، و النحت في الصخر لقهر المشروع الوطني سيكون شهادة وفاة مؤجلة للأحزاب الدينية، مثلما أن دبلوماسية حيادهم " فهلوة" سياسية مكشوفة، فخلط الأوراق والتهميش، ماركة مسجلة لأغلب سياسيي الصدفة في العراق، الذين يتخفون وراء لعبة غش و أختباء ترتجف منها حتى معالم بغداد، فكل شاهد عن بغداد ما قبل الأحتلال، لا يمثلالوجه المشرق للعراق، حسب وصفهم، وكأن ما ينشرونه اليوم من صور وطقوس ، هو العراق الذي أنتظره الشعب بعد طول مخاضات، وقبل أن يجف الحبل السري لأحلامه، شعب بات يكره نفسه بسبب ازدواجية عمل المسؤولين، الذي يجيدون فقط النظر اليه من ثقب باب فشلهم الكبير، لذلك لن ينهض العراق طالما يواصل " أصحاب مشاريع الفتنة والتقسيم" الاشراف على تحديد اتجاه بوصلته، بتوافقات طائفية و تحالفات مرحلية، يرفضون التفكير بطي صفحة الماضي، بسبب أنانية حزبية و رغبة انتقام لا تعرف الحدود، وهو سر اضافي لفشل مشروع أسس على الخوف و الظنون!! |