نحن لا نشكو ..أنما نكتب و نكتب فقط. !.

 

 

 

 

 

 

عملتُ و لا زلتُ أعمل في مجال الصحافة و الإعلام و الثقافة منذ ثلاثين ، و قد كتبتُ منذ ذلك الحين و حتى الآن بضعة إلاف من نصوص بين قصة و شعر و مقالة ، و كان للأخيرة نصيبها الأكبر و الأكثر ، ولا سيما بعد حلول عصر النهب المنظم للمال العام و أزمنة الفوضى الخلاقة التدميرية في العراق ، لكونها اي المقالة ، تناول مظاهر الفساد و الهموم و المشاغل و الشجون العراقية و الأزمات ىالسياسية و الأمنية و الاجتماعية و البيئية و المعيشية و الخدمية غيرها ..
ولا زلنا نكتب يوميا دون أي كلل أو ملل ، و دون أن ننتظر من أحد أو من جهة رسمية أو ثقافية أو إعلامية رسالة دعوة أو تثمينا أو تقديرا أو مكافأة ، لأننا أصلا لا نكتب من أجل هذا قطعا ..
بل نحن ممتنين لهذه الجهة أو تلك لأنهم لا يقتلوننا أو يحطموننا بسبب ما نكتبه من مقالات نقدية بناءة ..
لو كنا ننتظر شيئا من هذا القبيل ، أو نسعى إليه لاهثين و طبّالين و زمّارين ، لكتبنا مقالات تثمين و تمجيد و تعظيم ، نشيد و نتملق من خلالها بهذا المسئول و الزعيم أو بذلك المهيب و النقيب !!..
لنحصل على بعض فتات و بقايا عظام ..
مثلما فعل غيرنا ، مادحا ، مُشيدا و متدافعا بالمناكب نحو الموائد و الصدارة !! .
وواقفا بكل بلادة وجه و قتامة سحنة عكرة أمام ألات التصوير ليصبح في واجهة الواجهات بشكل مُثير للشفقة و الازدراء ..
فنحن نكتب فقط ..نكتب و نكتب و سوف نكتب طالما نحن قادرين على ذلك ..
أجل نكتب و نكتب دون أن نشكو أو نتذمر لكون مقالنا اليومي لم يفز بجائزة أو بدرع أو بشروى نقير ّ..
أو لكون السيد النقيب لم يصطحبنا إلى مؤتمراته و اجتماعاته في القاهرة أو إلى دبلن أو إلى صحراء الربع الخالي !!..
فنحن تكتب لوجه العراق فحسب ..
و الذي يكتب لوجه العراق فقط لا ينتظر جائزة أو تثمينا في هذا الزمن العراقي الشائك والملغوم بالشبهات ..