لم يسجل التاريخ حتى اليوم بان مجموعة من البشر قامت بتنظيم نفسها دونما هدف تسعى الى تحقيقه. ولم تأت فكرة تأسيس الاحزاب السياسية لغاية تنظيمية فقط. بل جعلت لنفسها وحسب ايديولوجية متبعة اهداف تروم تحقيقها. وبأبسط تعريف لمصطلح الحزب : يعني ( تنظيم سياسي يضم اناسا حصلت عندهم نفس القناعات الايديولوجية والسياسية ويعملون في افق الوصول الى السلطة أو المحافظة على السلطة القائمة في حال كانت شريكة فيها(. الاتحاد الوطني الكردستاني, حزب سياسي كردي, تأسس سنة 1975 وهو حزب جماهيري عريق تمتد جذوره الى منتصف سبعينيات القرن الماضي. وهو صاحب نضالات ومسيرة طويلة روى جبال كردستان الشامخة بدماء اكثر من (10.000) الف شهيد في سبيل تحقيق اهدافه التي منها, حرية واستقلال الشعب الكردي, والتي تناغمت مع اهداف ومصالح الشعب الكردي. للأسف الشديد وبعد مضي اكثر من (38) عاما على تأسيسه, اصبح من الواضح بأن قيادات هذا الحزب اصابهم ترهلا فكريا, عمليا ناجما عن ابتعادهم عن القاعدة الجماهيرية وانجذابهم نحو البذخ والترفيه, بل انحرفوا عن الاهداف التي تناضل من اجلها كل الاحزاب السياسية. نعم بعد ان اعلنت مفوضية الانتخابات ببغداد عن فوز مرشحتهم (وداد رجب) عن مقعد كوتا الكرد الفيليين لمجلس محافظة بغداد, قام حليفهم الاستراتيجي وهو عينه شريكهم في القائمة (الحزب الديمقراطي الكوردستاني) بتقديم طعن للمفوضية متجاوزا الاتفاقية الستراتيجية المنعقدة في تسعينيات القرن المنصرم وعلى اثرها صادقت محكمة التمييز القضائية للانتخابات بتغيير المقعد لصالح منافسهم مرشح الحزب الديمقراطي (فؤاد علي). نعم بعد ان تجاوزت المفوضية على الاتحاد الوطني الكردستاني بسحب المقعد من مرشحتهم وداد رجب, لم يقم الاتحاد باي خطوة عملية من اجل اعادة المقعد. فهل هذه غلطة ام خيانة ام اهانة؟؟ فاذا كانت غلطة فعليهم ان يحاسبوا ويفضحوا المقصرين داخل صفوف الاتحاد الوطني الكردستاني وممثليهم داخل المفوضية فضلا عن محاسبة مركز تنظيماتهم ببغداد ليكشفوا الذين قصروا او تباطؤا وتسببوا بتغيير المقعد ويخبروا اعضائهم وناخبيهم وجماهيرهم في بغداد بحقيقة ما حصل, حتى يعيدوا ماء وجههم وهيبتهم امام الشارع الكوردي فضلا عن رفع الظلم والحيف الذي وقع على مرشحتهم نتيجة لسحب المقعد منها ودعمها معنويا من خلال اعطائها دورا بارزا في المجتمع البغدادي لكي تفوت الفرصة على الذين يرومون النيل من سمعة الاتحاد, ولكي يحافظوا على مصوتيهم في بغداد. لكنهم الى اليوم ورغم تجاوز المفوضية على الاتحاد الوطني وعلى مرشحتهم, لم يعلنوا تشكيكهم بنزاهة المفوضية ولم يقوموا برفع دعوى وان شكلية على المفوضية لرد الاعتبار هذا فضلا عن انهم اذا ما فتشوا للوصول الى خيط يدلهم هل حصل تلاعب وتزوير داخل المفوضية؟ اتخذوا الصمت المهين والسكوت الرخيص المطبق والوضيع موقفا على ما جرى, بل وصل الامر حد القرح والقدح والجرح والاستهزاء بهم في بغداد ورغم هذا لم نشاهد ولم نقرأ اي تصريح من قياداتهم. واما اذا كانت خيانة من قياداتهم أو اهانة بحق ناخبيهم في بغداد, وهنا المصيبة الكبرى, فعلى الجماهير الكوردية ان تعي حقيقة الامر ولا تعاود اعطاء مرشحي الاتحاد الوطني الكوردستاني ببغداد اي صوت انتخابي. مخافة ان تذهب اصواتهم سدى. يا “مام جلال” ان مكتبك السياسي والذين تركتهم لقيادة الاتحاد من بعدك يأكلون من خيراتك ويرون فضلك عليهم بيد انهم اغشى الدولار ابصارهم واللجاجة قلوبهم ويعتزمون ان يستئصلوا الاتحاد وجماهير الاتحاد من بغداد. عالج الاتحادي الوطني الكوردستاني الموقف من خلال اعلانهم وعلى لسان مسؤول مكتبهم الانتخابي بأنهم سوف يشتركون في الانتخابات القادمة بقائمة لوحدهم دون مشاركة حليفهم الستراتيجي الحزب البارزاني وبهذا الشكل يكونوا قد ابعدوا التزوير والتلاعب عن اصوات ناخبيهم ومرشحيهم, متناسيا بان المفوضية لم تشاهد منهم اية ردت فعل حينما سحبت منهم المقعد, فهل هذه الخطوة تقف كفيلة امام المفوضية وامام الاحزاب المنافسة كي لا يكرروا ما حصل؟؟؟ وكأنهم على قناعة بأن الخيانة حصلت من داخل صفوف الاتحاد او ان هنالك تباطؤ من قيادات في الاتحاد الوطني الكردستاني مع الحزب البارزاني, وهذا ما نسمعه وبكثرة من الشارع الكردي ببغداد. لماذا لم يعالجوا موقف مرشحتهم امام ناخبيها؟ ما هو موقف مرشحتهم اليوم بعد ان قطعت وعود وعهود امام شريحة الكورد الفيليين ببغداد؟ يذكر بان الاتحاد الوطني الكوردستاني لم يقم برد الاعتبار لمرشحته؟ بل حتى لم يساندها وان معنويا رغم انها عضوة عاملة في الاتحاد. على عكس منافسهم مرشح مستقل ولاقاه كل الدعم من قبل الحزب البارزاني... فهل هذه رسالة الى المرشحين بان يكونوا مستقلين كي يأخذوا دعم مادي ومعنوي من الاحزاب؟؟؟ هل هذه اخلاقيات عملكم الحزبي واهداف اتحادكم بان تقفوا مكتوفي الايدي و مرشحتكم تفقد مقعدها داخل المجلس وتكونوا معقودين اللسان تجاه حقوق ناخبيكم؟؟؟
|