لماذا لم يفرح العراقيون برفع عقوبة البند السابع |
مع أنها لم تكن مفاجئة للكثير من المحللين والمتابعين فإن عدم ظهور علامات الفرح على العراقيين عامة.. بأستثناء نفر قليل من بعض السياسيين, يجب الوقوف عندها واعلان ماهية هذه الظاهرة الغريبة المنافية لما هو مفروض أن يحدث.. أنا أتذكر حالة رصدتها في بولونيا عام 1981 ذكرتني بما يشبه هذا الموقف فقد حدث أنفجار في أحد أنابيب النفط البولونية الواقعة على بحر البلطيق شمال بولونيا ( في عهد الاتحاد السوفيتي) فكان المشهد جد غريب بالنسبة لي.. ففي حين كانت محطات التلفزة تنقل على الهواء مباشرة ذلك الحريق الهائل للنفط البولوني المتدفق كان الشباب البولوني مبسوطا فرحا يطلق النكات والضحكات التي لا تخلوا من نبرة التشفي ولعلني كنت من الغرباء القلائل المندهشين من هذا المشهد.. لكن سرعان ما زال استغرابي حين سألت أحدهم فأجابني " لندع نفطنا يحترق أمامنا فذلك أفضل من ذهابه الى روسيا" .. إنه كلام مقنع مع أنه مؤلم ومؤثر.. اليوم عندنا في العراق كان المفروض والمتوقع أن نرى الفرحة في كل بيت وكل شارع بل وعلى وجه كل عراقي دون استثناء لكن المشهد مختلف تماما ..الناس محبطة والحسرة والالم بادية على وجوههم.. إنها خيبة أمل كسرت نفوس العراقيين الطيبين وحرمتهم هذه الفرحة..لكن يكفي أن نرى الفرحة المصطنعة على بعض الوجوه , فرحة تخفي ورائها الغازاً وتخفي ورائها هواجس وخوف على العراق والعراقيين..إن أنعدام الثقة وعدم الشفافية والتسيب وانتشار الفساد ليضرب اطنابه كافة المؤسسات وتنال شبهته أكابر الشخصيات المتسلطة على رقاب ابناء هذا البلد المستباح أفقد الامل بما كان يحلم به الشعب من مستقبل يرى فيه ثروات بلده تُصرف في اعماره واسعاد ابناءه المحرومين .. العراقيون اليوم لم يفرحوا برفع هذا البند أو العقوبة كما كان متوقعا لأنها لا تعود عليه بشيء إنما تعود الى خزانات من استباحوا حرمة هذا الشعب وهذا البلد تحت ذريعة الديمقراطية المزعزمة فلعنة الله على هكذا ديمقراطية لا تجلب سوى الدمار والخراب والفقر والحرمان لشعب يتربع على أغنى كنوز العالم وإنا لله وإنا اليه راجعون. |