الثقافة و المثقف و المفكر

 

الثقافة و المثقف مفردتان غير واضحتي المعنى و يرددها الكثيرون في وسائل الاعلام. الثقافة و المثقف و جمعها المثقفون لا مرادف لها في اللغات الانكليزية و الفرنسية و اخمن في اكثرية بقية اللغات. من صفات العربي الكتابة و التحدث بجمل وعبارات شمولية تفتقر الى الدقة في المعنى و المقصد. هذا الاسلوب يشمل الادب و العلوم بفروعها مما يسبب سوء فهم عند غير العرب و خاصة الغربيين.  المثقفون يطالبون بالامتيازات و المناصب و الحرية المطلقة لنشر افكارهم و اعمالهم على الرغم من عدم وضوح صناعتهم. في اللغات الاخرى يسمى الذي يكتب في الادب اديبا و الذي ينظم الشعر شاعرا و الذي يمارس الفن فنانا ومن يتفلسف فيلسوفا فتكون الصورة واضحة اذا فرضنا ان كلمة المثقف تشمل كل هذه المهارات لماذا يطالب المثقفون ان يعاملوا معاملة خاصة و كأنهم ذوو فضل على الاخرين.ا ذا كانوا اكفاء في صناعاتهم فلماذا لا توفر لهم الرزق الكريم كأمثالهم في بقية البلدان؟  في العهد الملكي كانت هناك نخب صغيرة العدد و لكنها مؤثرة تكتب في الادب و العلوم الفنون و الاقتصاد و التوجيه الاجتماعي و السياسي و لكنها كانت تكسب ارزاقهم كبقية الناس. بعد غياب هذه النخب انتشرت الثقافة السطحية و الذين يمارسونها يمكن وصف غالبيتهم الساحقة بالذين يكتبون ويقرؤون و ليس بالمثقفين. بسبب قلة او عدم كفاءتهم تحولوا الى وعاظ سلاطين يطبلون و يزمرون في المناسبات و بدونها فحصلوا على المال و الجاه المزيف و شهادات الدكتوراه. بعد 2003 هاجر الكثير منهم الى دول الجوار للقيام بنفس الدور و بعضهم انشأ فضائيات تلفزيونية لها الغرض. ان كلمة مفكر هي الاخرى غير محددة المعنى و ليس لها نظير في اللغات الاخرى فهي بدعة. كلمة مفكر لا تعني سوى عملية التفكير و يشترك فيها الانسان و الحيوانات و يقال حتى النباتات. الانسان و القرد و الارنب و النملة يفكرون و لكن كل حسب متطلبات بيئته و كل منهم كفء في تلك البيئة. ان الملاحظ ان المفكرين عندما يشاركون في الندوات التليفزيونية او المجالس الثقافية يتكلمون و كأنهم في شبه غيبوبة من جراء تفكيرهم. آن الاوان لتسمية الاشياء بأسمائها و الاعتراف بان العراق بلد فقير في كل شيء إلا ما ندر و يشمل ذلك الثقافة و المثقفين و المفكرين.