الأسلام المحمدي ام الأسلام الأموي

 

لم یکن التطرف و التکفیر ولید لعصر الحاضر و مختص بما نراه الیوم في بعض المواقع الاسلامیة من قتل و أبادة و تنکیل علی الهویة، للحد الذي لم یسلم حتی الموتی من اصحاب هذا الفکر. فصار تهدیم المزارات و نبش قبور اصحابها سنّة یتقرب البعض بها الی الله و جزءاً اساسیاً من تعالیم هذه الجماعة، فالتکفیر و التطرف و القتل بدأ منذ القرن الاول لظهور الاسلام و استلام من هم غیر مؤهلین لقیادة زمام الامة... فتحولت الرحمة المحمدیة و السماحة العلویة الی بقر بطون و اغتیالات و قطع رووس، و کان أول من اسس لها بنوأمیة. لقدجاء الخطر من المنهج الاموي، هذا المنهج الذي عمل علی اکثر من صعید، فمن جهة قام بتحریف الفکر و العقل المسلم و استخدام في ذلك نخبة کبیرة من المحدثین و الفقهاء و المتکلمین و المؤرخین حتى اضحى من الصعب اليوم اتهام كثير منهم و قد دأب الكثير من المسلمین علی تقدیسهم، و من جهة اخری مارس القتل و الاقصاء الجسدي و الإنحراف عن تعالیم الاسلام، و قد تحول ذلک فیما بعد سنّة لبعض الإتجاهات الناشطة الیوم في سفك دماء المسلمین و تفرقتهم و تکفیرهم... و للأسف الشدید ان التراث الذي بین یدي المسلمین الیوم کتب اغلبه او استند في کتابته الی العصر الاموي، هذا العصر الذي حول حکومة الاسلام و خلافة النبي (ص) الی ملک عضوض تنزل فیه الحاکم المسلم الی مستوی یزید بن معاویة و الولید بن عبد الملك... فلیس غریباً ان یکون سلوك ابوسفیان و هند و معاویة هو التعبیر عن حجیة سیرة الصحابي و سیرة یزید مثال سیرة التابعي ، حتی لو قتل سید شباب أهل الجنة و ریحانة رسول الله (ص) واحد مصادیق اولي القربی الذین أمرالله بحبهم و مودتهم! و لاتتوقف خطورة النهج الاموي او کما عبر عنه احد المفکرین المعاصرین بـ"الاسلام الاموي" و وصفه آخر بـ " التسنن الاموي"، بل في قفزها علی اجتهادات المذاهب الاخری لدی أهل السنة و مصادرتها تحت عنوان السلفیة، التي هي في حقیقة الأمر وضع المنهج الاموي في قبال الاسلام المحمدي، و اسلام العترة و حتی اسلام الصحابة رضوان الله علیهم. و هو ماتجلی في تعالیم ابن تيمیة الذي أخذ من المذهب الحنبلي ما ینسجم مع نمط تفکیره و اشکل علی الامام احمد بن حنبل عندما وجده لا یلبي طموحه و لایتفق معه في الفکر! و مع هذا لم یکن ابن تمیمة خطراً لهذا الحدّ کما هو الیوم خاصة و ان هناك العدید من العلماء من رفض افکاره و هاجمه، بل ذهب بعضهم الی اعتباره مبتدعاً، حتی ظهرت الوهابیة، هذا الظهورالمرموز الذي حوّل الدعوة الی فتنة و اقتتال و سفک دماء بین المسلمین في وقت کان الاستعمار الاوروبي یحاول تثبیت اقدامه في منطقتنا الاسلامیة و الغریب اننا لم نشهد عبر تاریخ الوهابیة منذ نشوءها في نجد بالجزیرة العربیة موقفاً منها تجاه اعداء الامة، بل رکزت کل جهدها علی الخلافات الداخلیة و اعملت السیف في رقاب المسلمین، حتی ذهبت الی ابعد من ذلک، عندما تحالفت في اکثر من موطن مع المستعمرین و الغرب ضد ابناء امة الاسلام، فسیطرت علی بلاد الجزیرة العربیة من خلال تحالف دعوي- قبلي انطلق من الدرعیة. و قد استفاد هذا تحالف من ثروات جزیرة العرب لیبسط هیمنة علی حواضر الامة، لکنه اصطدم بالعلماء في الشام و مصر و شمال افریقیا و العراق و غیرها من البلاد الاسلامیة، لذلك تجد ان اغلب دعاته من انصاف المتعلمین و اتباعه من الغوغاء الذین لاوجود للعقل في منهح تفکیرهم. لقد تحول هولاء الی وسیلة و اداة بید علماء السلطان السعودي و القطري الذي ما هو الاّ ألعوبة بید السید الامیرکي یحرکه حیث اقتضت مصالحه، لذلك تراهم الیوم حطب المستعمر و ابواق دعایتة للتفریق بین ابناء الامة، لذلك تستغرب من شدة التشابه في الطروحات بینهما و کأنها تخرج من رحم واحد!! فالشیعة (المسلمون) اخطر من الیهود و ایران "الصفویة" اخطر من اسرائیل التي تغتصب ارض فلسطین و الناتو هو المنقذ من الضلال! ضلال الحکام الذین لا ینساقون مع المشروع الامیرکي، و الکل کافرون یجب قتالهم و قتلهم، فلا عیش مشترك في الشرق الاوسط و لایجب ان یعترف المسلم بالمسیحي و لا العکس! و الاسلام، هو اعفاء لحی و تقصیر شوارب و لبس خفین و ارتداء قمصان حتی الساق و هو سجن المرأة لانها من حبائل الشیطان و قتل کل من لایؤمن بالاسلام الوهابي، من المسلمین فقط. الوقائع الاخیرة التي شهدتها سوریا، کشفت دجل و فداحة هذا الفکر، فمن جهاد المناکحة الذي اعتبره علماء الامة زنی، الی نبش قبر الصحابي الجلیل حجر بن عدي الی مساندة العدوان الاسرائیلي علی سوریا، بل و التعاون مع الصهاینة في ذلك، اسقطت ماکانوا یرفعونه من شعارات و یتصارخون به من دعوات، فظهرت عوراتهم و لا ورق حتی لیسترها. کانت فضیحة شارکت في کشفها قنوات الاعلام المقاوم، فشکراً لکم في قناة العالم علی هذا الوسام الذي حصلتم علیه بجدراه، ألا و هو فضح عملاء هذا المخطط المنحرف لأتباع الاسلام الاموي الذي اصبح کل همه القضاء علی اسلام محمد (ص) و آل بیته و اصحابه.