الخزاعي بين سانت كوفي وحي التنك

 

 

 

 

 

 

أصابني الوجوم والأسى، رغم دعوة السيد المالكي لـ "العبد الفقير لله" للاحتفال بخروج العراق من الفصل السابع،، حين علمت أن نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي لن يحتفل معنا "على طريقته الخاصة " لأنه موجود في بلده " الله أعلم هل هو الأول أم الثاني.. واقصد كندا.. وسبب الاسى ليس لانه مسافر.. وإنما لأننا لم نتمكن حتى الآن من سماع خطبة ارشادية لواحد من سياسيينا " الرحالة ".. ولهذا اعتقد ان فرحتنا بالانجازات الكبيرة لم تتحقق، برغم دعوة السيد رئيس مجلس الوزراء لان "نحتفل برغم التشويش" والسبب لاننا لم نستمتع بحل احاجي وألغاز خطب بعض الساسة الذين افتقدناهم بسبب موسم الرحلات السياحية.
والان يمكنكم ان تراجعوا معي المواقع السياحية التي يزورها ساستنا " الأجانب " في العراق خلال وجودهم في وطنهم الثاني، وسوف نكتشف أنهم لم يزوروا أماكن كثيرة.. وأن جمعية " الدفاع عن كراسي المسؤولين " باعتبارها المنظمة لجولاتهم السياحية لابد أن تنتبه وهي ترتب لهم شؤونهم.. بحيث تعالج هذا القصور.. ساستنا الأفاضل يحتاجون إلى التعرف علي البلاد.. بما يتناسب مع تصريحاتهم " الكوميدية " حول النعم التي يتمتع بها العراقيون لان الله قيض لهم حكاما استطاعوا أن يتجاوزوا مرحلة الانجازات البشرية إلى كرامات ومعجزات الأولياء، فالعالم اليوم حسب ما اخبرنا الرحالة " الجعفري" ذات يوم: " يتطلع للعراق، عراق الكرامات إن لم تكن المعجزات، إنجاز بعد إنجاز، وكرامة بعد كرامة.. انظروا إلى ملفات الحرب العالمية الثانية، فكوريا واليابان حتى الآن تنوءان مما جرّته الحروب والأمر نفسه في ألمانيا، أليس هذا إنجازاً رائعاً يفخر به العالم كله".
وكون الدكتور الخزاعي زار مدينة سان كوفي ليشرح لمواطنيها حجم التغيير الذي حصل في وطنه الثاني "العراق، فإن هذا لا يعفي العراقيين من ان يرتبوا للسيد نائب رئيس الجمهورية مجموعة من الزيارات المختلفة في أنحاء بغداد.. مثلا: هل زار المتحف العراقي؟ هل تفقد معروضات المتحف البغدادي.. هل تجول في شارع الرشيد قبل ان يتحول الى مكب للنفايات، لو لم يكن قد فعل، يمكننا أن نستحضر له شريط فيديو حتى لا تفوته هذه المعلومات عن عاصمة موطنه الآخر " العراق". 
ثم أن الشعب العراقي مقصر جدا، لانه لم يتمكن من ان يرتب للسائح الشهير رحلة مشتركة ما بين المنطقة الخضراء، وحي التنك في اطراف بغداد.. بحيث يمكن اقتناص بضعة أيام من وقت السيد النائب المزدحم جدًا ما بين طهران وتورينتو وجزيرة كيبك.. ربما يقتنص وقتا لكي يقضيه في اطراف بغداد يشاهد فيها آثار التطور العمراني ويتمتع بالمناخ السياحي لهذه المناطق التي اخذت تنافس منتجعات دبي وسنغافورة وماليزيا.. وسوف نعتبر هذا إسهاماً من سيادته في الترويج السياحي لهذه المناطق.. على الأقل يجعله يقوم بشيء مفيد لوطنه "الثاني" الذي يحقق بفضل سياسييه طفرة عملاقة في المجالات كافة.. 
وما أن ينتهي الدكتور الخزاعي من هذه الرحلة العظيمة في حي التنك وحي طارق.. بدون أن ننسى منحه الفرصة للإدلاء ببعض التصريحات عن " مسؤولينا الذين يحكمون من خلال تكليف شرعي "... وبعد هذه الجولة السياحية، لابد من أن يمنح السيد الخزاعي فرصة لكي " يرفه عن نفسه " في شقته الفاخرة جنوب كندا، حتى يستعيد مذاق الحضارة الغربية التي لا يطيق الابتعاد عنها.. ثم بعدها يمكن أن نطلب منه أن يقوم بزيارة سياحية أخرى إلى أبو دشير وحي النصر.. وعلى اراضيها يمكن أن ينال وقتاً حراً.. يسترخي فيه بالطريقة التي يشاء
ولهذا اعتقد ان العراقيين امامهم طريق طويل لبذل مزيد من الجهد لكي يلبوا الاحتياجات السياحية لساستنا.. فأمر سيئ في حقهم أنهم لم يزوروا كل هذه الأماكن في العراق.. ويعتبر هذا تقصيرا من الشعب.. ولعل هذا هو السبب الذي يؤدي بالخزاعي والجعفري والدليمي ومثلهم العشرات من المسؤولين إلى أن يغادروا العراق كثيرا.. فما يكاد يصل احدهم حتى يسافر من جديد.. لانهم يجدون لدى شركات سياحية أخرى حول العالم ما يعوضهم عن الإجحاف والإهمال الذي يتعرضون له من قبل هذا الشعب الناكر للجميل. ولهذا ليس من حق أحد أن يطالب بمحاسبتهم بسبب موت العشرات في الشوارع كل 
يوم.. فساستنا " الاشاوس "مجرد" سياح " لم يتسن لهم التعرف على وطنهم الثاني "العراق" بشكل جيد!