اختلاف الولاءات

 

 

 

 

 

 

اختلاف الولاءات هو سر حياتنا المأساوية التي سجل فيها الموت أرقاما قياسية ،ودون فيها الخراب وصيته، وطبع فيها الفساد بصمته ،ورسم الشك فيها بياناته الملعونة.

 

المشكلة ليست في حيرة من يستحق أن نواليه إنما المشكلة تكمن فينا نحن كعراقيين نخشى حتى من زخات المطر في نهاية الصيف وبداية الشتاء نخشى حتى من أوراق دفاترنا أن تملأ بحبر مدسوس صرنا ننقاد وراء شكوكنا ونشعر بالرعب من رؤية اللون الأحمر.

 

وبتوالي الأيام نبتت جذور الاختلاف في صلب الولاء الذي نعاني ونشتكي منه الآن فإلى من نولي وجوهنا نحن العراقيون ؟؟؟

 

في السابق وفي ظل الدولة العثمانية كنا ننظر إلى بريطانيا على الرغم من احتلالها لعدد من بلداننا إنها الأمل بعينه،وانه إذا أردنا أن نصل إلى أهدافنا فعلينا أن نتمسك بها كي تنتشلنا من بؤر اللاشيء إلى أي شيء.

 

لكننا صدمنا ببريطانيا وحاولنا أن نصل معها إلى حل وسط لكننا أيضا فشلنا فهب أجدادنا وفجروا ثورة العشرين التي سرعان ما انطفأت شعلتها بعد أن أغدق البريطانيين شيوخ القبائل بالأموال والهدايا وافهموهم إن الثورة آيلة للزوال بكل الأحوال وان نتائجها ستكون ذات مردود سلبي على واقع العراق.

 

بعدها جلبوا لنا فيصل الأول ونصبوه ملكا على العراق كنوع من المهدئات لنفوس العراقيين الذين لم يتغير حالهم طوال عهد النظام الملكي 1921-1958 .

 

ثم جاءت بعد ذلك ثورة الزعيم عبد الكريم قاسم فاحدث فعلا طفرة في واقع الشعب لكنه سرعان ما اصطدم بمن يدعون أنهم أنصار القومية العربية وفي الوقت نفسه احتضن الزعيم الشيوعيين فرجع العراق إلى الظلام من النور الذي لم يكتب له الكمال .

 

وسرعان ما دارت الدائرة على الزعيم فسقط عرشه ثم تدور الأيام فيسقط الغادر به وهو عبد السلام عارف ثم مرت الأيام من انقلاب إلى أخر حتى سنة 2003 عندما جاءت جحافل الإمبراطورية الأمريكية بكل قوتها فاغتصبت العراق جملة وتفصيلا.

 

أتعرفون لما كل هذه الأحداث المغطسة ببحر الدم ؟

 

أنها لسبب واحد وهو انعدام الولاءات الثابتة فالواحد منا في كل يوم يولي نفسه لمن يدفع له - لمن يوفر له شيء - لمن يرى انه سيقدم له شيء.

 

بعدها علق هذا الوطن الذي يقال له العراق على الصليب لكي يصلب وبعد أن صلب صار العراق بلدا تدحرجت فيه الآمال نحو الحضيض وحتى الأحلام تقاعست فيه عن بلوغ مرادها.

والرجال فيه أصبحوا ناكسي الرؤوس .

والزوجات فيه مرملات .

والأمهات ثكالى .

والأطفال فيه صار المجهول مستقبلهم .