الفوضى الخلاقة |
قد لا يكون للعنوان معنى مقبول لدى الكثيرين لكن واقع الحال يبرهن أن السياسة الأمريكية ومن خلفها المطبخ الصهيوني بعد عام 2003 اعتمدت هذه المنهجية لتمرير مخططاتها وتحقيق أهدافها والوصول لغايات بعيدة فقد اعتمدت الإستراتيجية الخارجية لدول الاستعمار الجديد على أفكار نشرها الكاتب الأمريكي دان براون يوضح فيها أدبيات الماسونية القديمة لتتم بلورتها وتعديلها لتواكب الواقع العربي الممتعض من دكتاتورياته الأزلية . فبعد عقود القائد الأوحد وملك الملوك وفرعون العصر ، اعتمدت أمريكا سياسة تحريك الشعوب وإسقاط الأنظمة وزعزعت الوضع ليس بدافع الحرص والحب لهذه الشعوب أنما لهدف اكبر مما يستوعبه المواطن البسيط الراغب بالتغيير والمندفع للخلاص من واقع حاله المرير. ان حقيقة الفوضى الخلاقة تهدف لحماية المصالح الإستراتيجية الأمريكية وتوفير الاستقرار الأمني للكيان الصهيوني في ارض فلسطين ، إضافة لتطبيق مبدأ تقسيم المقسم وتجزيء المجزأ وخلق دمار وعداء وتناحر طائفي ديني فئوي يستنزف المال والأنفس دون تحقيق ظفر ونجاح لاي طرف على حساب طرف اخر. لقد تناست الدول العربية وأنظمتها شيء أسمة فلسطين وأغفلت معانات شعبها وتحولت الى مدافع في خندق وجودها وبقاءها لا يهمها ما يحدث في الخارج لان داخلها أكثر لهيباً واشد استعاراً من غيرها ، وتحول ذلك السلاح والجهد والاستعداد للتصدي للعدو الصهيوني الى سلاح يوجه لصدور أبناء الوطن وأخوة الدين لتصبح يومياتنا افلام اكشن مستمرة العرض على شاشات الفضائيات تستمتع بمشاهدتها امريكا وأسرائيل ونكون دائماً وأبداً الخاسرين . أن ما تشهده الساحة المصرية هذا اليوم هو جزء من سيناريو يسير حسب المتفق ويضمن خلق حالة التذمر والفوضى المستمرة ويضعف ويستنزف القوة المصرية الاقتصادية والسياسية والامنية بعد ان اضعف العراق وأشعلت الفتن والفوضى في سوريا ليستكمل المخطط بإيصال الأخوان لسدة الحكم المصرية ويتقنوا ويطبقوا الخطة الإسرائيلية ويجعلوا الفرد المصري تائهاً في بحر الأزمات لا يفكر بشيء الا الخلاص منها ولن تنتهي أزمة مصر الا بالاقتتال والتقسيم وإراقة الدم البريء لتنتفض الإرادة الدولية وتطبق المتبقي من خطط الفوضى الخلاقة . |