حيلوا قاتل (محمد عباس) الى المصحة العقلية

 

حكى لي احد الاصدقاء نقلا عن اخصائي نفسي عراقي قوله : ان 90% من العراقيين هم (مرضى نفسيين) مع التباين في نسب ودرجات المرض , مرجعا ذلك الى غياب الاستقرار في مجمل مناحي الحياة :السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية , فضلا عن الضروف البيئية القاسية من حر شديد وزوابع ترابية يجتاحان العراق معظم ايام السنة . الحادث الاليم الذي طال مدرب نادي كربلاء وفارق على اثره الحياة هو من استدعاني الى تذكر حديث الصديق وشهادة الطبيب , فالايادي التي انهالت ضربا على جمجمة المدرب المرحوم حركتها ومن دون شك عقول جاهلة ونفوس مريضة , تتحين الفرص للافتراس وتتلذذ بايذاء الاخرين , فمهما كانت تلك القوات (سوات) السيئة الصيت تتمتع بالغطاء والحماية السياسيتين لكن يبقى ضمير الفرد واخلاقه وتربيته الاسرية والاجتماعية هي من تتحكم بممارساته وافعاله , فلم يقل احد للقتلة : ان لم تعتدوا على محمد عباس ستتهمون بتهمة عدم طاعة الاوامر او الخيانة العظمى , فالمعروف ان الانسان عندما يقدم على فعل الشر يحتاج الى الشحن النفسي المتمثل في جميع المشاعر السلبية من غضب وحقد وكره وانانية وحسد والاحساس بالدونية , فلا يمكن من دون توفر هذه العناصر ان يرتكب الانسان الفضائع والجرائم , استشراء هذه العناصر في النفس العراقية خاصة والبشرية عامة سواء كانت مكشوفة او مضمرة هي من قتلت (محمد عباس) هي الارهاب هي القتل والاغتصاب هي التهجير والتكفير والتعذيب والانتقام . النفس المريضة (السلبية) باستطاعتها ان تفعل ما لايفعله الحيوان من فضاعة ووضاعة , حتى الحيوانات المفترسة - وانا اتابع قناة (ناشيونال جيوغرافيك) روضت , لكن العراقي (الغالب لا الكل) لم يروض او يتأدب او يتأنسن . نحن اليوم بأمس الحاجة الى جيش من الاطباء النفسيين ومبان واسعة للمصحات العقلية والنفسية وفناءات خضراء شاسعة تهذب نفوسنا وتنور عقولنا وتطفئ نيران الحقد والكراهية المتاججة في داخلنا . علينا ان نلقي قتلة (محمد عباس) في المصحات -هذا ان وجدت في العراق !! فالسجون لم تعد اماكن للاصلاح وانما حقول لتفريخ اعتى المجرمين وابشع الارهابيين .