أرشح هذه القصيدة كنشيد وطني جديد

 

ماخذ وياي العراق بجنـــــطه

ما كفت الجنــــطه طالعه منها مناره وعثك نخلـــه

وشعله من عيون نفطه وراح نوصل…

ذاك حد السيطرات وذيج ضوايات المحطه وين اضمها.

لا هوه اكتاب ويخليه المسافر جوّه أبطـــه

الحمد لله.. الدنيا ليل.. ونقطة التفتيش سنطه

هاي نقطه ويمها واحد نقطتين. ثلاثة. خمسه ست نقاط ويمها واحد!!

تنحسب مليون نقطــه وصاح مسؤول النقاط بصوت عالي هاي ما معقوله جنطـه

(بصيحته انزرعت الساحــــه رجال أمن ورجال سلطه)

بجرة السَحَاب شافت عينه نجمـه وطكته ريحة الحنطــه ما لكه غير العلم..

كلي شيـفيدك كتله غربه إحنه غربه ومن نموت هناك..جا بيش انتغطه؟

أخذ للجنطه تحيه..وكلي توصل بالسلامه وهاي أول مره أفوت بسيطره… وما انطي رشوه وتستعد كدامي شرطه!! •

لا احد يختلف على شاعرية الضخم كاظم إسماعيل الكاطع؛ وكونه علامة فارقة في القصيدة الشعبية؛ بل ويمكنني القول انه الصوت المتفرد في إنشاء (الصورة) والتي يتقاصر عند تخومها الكثير والكثير من الشعراء الشعبيين (وحين اذكر هنا “الشعراء الشعبيين” فانا لا اعني بهم المتردية والنطيحة؛ وإنما الشعراء الذين لهم اسمهم) لكنه الكاطع. • في هذه القصيدة (التي غناها الفنان العذب كريم منصور) يجتمع العراق كله؛ وبقدرة عجيبة تتحرك المفردات والأبيات وعلى إيقاع قافية تنساب كما تنساب (مويجة نهر) لتشكل فسيفساء وطنية بقدر ما تدعوك إلى الحنين تدعوك إلى التفكير بعظمة البلد الذي تنتمي إليه. • أمس.. وأنا أراقب الجموع المغتربة التي ساندت منتخب الشباب العراقي أمام تشيلي؛ تشجيعها المميز بكل عفوية العراقيين.. بكامل لحمتهم وباختلاف لهجاتهم الجنوبية والبغدادية والغربية والموصلية وبالعربية التي لا تخطئ لكنتها الكردية؛ الجموع التي جاءت من أمريكا واستراليا ومن مدن العالم البعيدة؛ أطفالهم يرسمون على وجوههم العلم العراقي؛ ونساؤهم يضعن على الأكتاف العلم العراقي؛ يدورون أمام الكاميرات بالعلم العراقي؛أما في الملعب..فكلنا رأينا قماش العلم العراقي وهو يمتد على طول كراسي الجمهور ومرفوعا على رؤوسهم؛ وكأنهم يريدون أن يوصلوا رسالتهم السياسية والثقافية غير المباشرة: بان ليس لنا إلا وطننا. • الكاطع يصور هذه الحالة تماما.. يصور كيف يضع العراقي علم بلاده في حقيبة السفر قبل ان يضع ملابسه وعطوره وكتب الشعر المختارة... ماخذ وياي العراق بجنـــــطه ما كفت الجنــــطه طالعه منها مناره وعثك نخلـــه وشعله من عيون نفطه وفي تسلسل منطقي للأحداث؛ وبسرد متناسق يصوّر الكاطع العراقيين حين توقفهم نقاط التفتيش؛ وتبدأ الأسئلة المرتابة بهم عند الحدود عن: ماذا وكيف وأين؛ لكن هناك هذه المرة حقيقة لا يمكن نكرانها حتى من قبل حراس الحدود وضباطهم.. وصاح مسؤول النقاط بصوت عالٍ هاي ما معقوله جنطـه بصيحته انزرعت الساحــــه رجال أمن ورجال سلطه بجرة السَحَاب شافت عينه نجمـه وطكته ريحة الحنطــه ما لكه غير العلم..كلي شيـفيدك كتله غربه إحنه غربه ومن نموت هناك جا بيش انتغطه؟) هؤلاء المغتربون رأيناهم من على شاشات الفضائيات ومعهم أعلامهم؛ يتغطون بها..ويقبلونها وكأنهم يقبلون من خلالها أقدام أمهاتهم.. كأنها جبين آبائهم؛ فهي كل ارثهم العراقي النبيل؛ جواز المرور الذي لا يمكن أن يضع ضابط الجوازات علية طمغة المنع.. أخذ للجنطه تحيه.. وكلي توصل بالسلامه وهاي أول مره أفوت بسيطره وما انطي رشوه وتستعد كدامي شرطه!! • من ناحيتي: أرشح هذه القصيدة لأن تكون(نشيدا شعبيا) تردده جماهيرنا في كل مناسباتها المختلفة؛ورحم الله شاعرها الضخم: كاظم الكاطع.