الفضائح الجنسية تهز كبار المسؤولين في بريطانيا وتهدد باسقاط كاميرون |
العراق تايمز / قالت الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" صباح اليوم بأن الجرائم الجنسية ارتفعت بنسبة 2ر9% منذ الفضيحة التي أحاطت الراحل جيمي سافيل مقدم البرامج التلفزيونية(الصررة). وقد عمل فيلم وثائقي عرض في أكتوبر الماضي على كشف اتهامات ضد سافيل ، الذي توفي عام 2011 بعدما ظل وجها مألوفا على شاشة التليفزيون البريطاني لعقود من الزمن ، بأنه اعتدى جنسيا على خمس نساء عندما كن في سن صغير. هيئة الإذاعة البريطانية ذكرت أنه خلال الستة شهور التالية لعرض الفيلم في الثالث من تشرين أول/أكتوبر الماضي على شبكة "آي.تي.في" المنافسة لبي.بي.سي ، سجلت الشرطة 33 ألف جريمة جنسية ، بزيادة 2ر9% عن الفترة نفسها قبل ذلك بعام . وحصلت بي.بي.سي على الإحصاء بعدما قدمت طلبا بذلك بموجب قانون حرية المعلومات. هذا وقالت صحيفة "لاراثون" الاسبانية أن الفضائح الجنسية تلاحق المسئولين في بريطانيا، ووصلت إلى مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وأصبحت مثل الشبح تطارده بكل مكان، على الرغم من الانفتاح المجتمعي الذي تعيشه دول أوربا. وأضافت ذات الصحيفة أن هذه ليست أول فضيحة بل بدأت الفضائح الجنسية تنتشر مؤخراً في الحياة السياسية، و أبرزها إلقاء القبض على عضو في مجلس العموم البريطاني، لاتهامه بالاغتصاب والاعتداء جنسيا على أحد الأشخاص داخل ساحة المجلس. إلى ذلك، كشفت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عن انتشار التكهنات والشائعات في الفترة الأخيرة حول هوية شخصين من داخل مكتب ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، يشتبه بتورطهم في علاقة جنسية سرية يمكن أن تكون لها آثار سياسية خطيرة على كاميرون وحكومته. وأكدت الصحيفة أن كاميرون أجرى مباحثات أزمة حول مضاعفات القضية المزعومة واحتمالات تأثيرها على عمله في تنفيذ الخطط السياسية. ووصفت مصادر حزبية بارزة هذه الفضيحة بأنها عبارة عن ديناميت ويمكن أن تثير الفوضى الكاملة في الحكومة. ومن المرجح أن تكون هذه القضية صداع آخر لكاميرون، الذي ينشغل حاليا بالعديد من القضايا الشائكة مثل الاتحاد الأوروبي وزواج مثلي الجنس وشائعات عن مؤامرات تحاك للاطاحة به. وتفصيلاً، أفرجت الشرطة البريطانية مؤخرا، عن نائب رئيس مجلس العموم البريطاني، النائب عن حزب المحافظين نايجل ايفانز، بكفالة حتى 19 يونيو المقبل بعد اعتقاله بشبهة الاغتصاب، ويصف مقربون من البرلماني انه «محبوب وصاحب كفاءة وطاقات عاليتين». وعُلم أن النائب ابفانز لن يواصل مهامه كنائب لرئيس مجلس العموم، كما سيتم استثناؤه من اللجنة البرلمانية الخاصة بوضع خطاب الملكة اليزابيث السنوي في افتتاح جلسات مجلس العموم. وتأتي هذه القضية الجديدة بينما تهز بريطانيا سلسلة من الفضائح الجنسية، وخصوصا تحقيق حول اعتداءات يشتبه في تورط النجم التلفزيوني جيمي سافيل الذي توفي عام 2011، وكذلك احد مقدمي البرامج المهمة في «بي بي سي». وكان تم إلقاء القبض على النائب ايفانز 55 عاما وهو عضو في حزب المحافظين الذي ينتمي له رئيس الوزراء ديفيد كاميرون يوم السبت فيما يتصل بمزاعم بأنه ارتكب اعتداءات في منزله بلانكشير في شمال انجلترا بين يوليو تموز 2009 ومارس من هذا العام. وقال محامي النائب انه لا ينوي الاستقالة من منصبه، وبعد الإفراج عنه بكفالة قال ايفانز للصحافيين «استجوبتني الشرطة وكنت أعتبرهما صديقين». وأضاف: «الشكويان عاريتان عن الصحة تماما ولا أستطيع أن أفهم السبب في تقديمهما خاصة وأنني التقيت بأحدهما في مناسبة اجتماعية الأسبوع الماضي». واصدر ايفانز بيان بعد يوم واحد من تحقيق الشرطة البريطانية معه بالتهم المذكورة، ولم تكشف شرطة لانكشير تفاصيل عن مقدمي الشكويين. وصرح ايفانز في بيان صدر عنه أن اتهامه باغتصاب رجل والاعتداء على آخر لا أساس له من الصحة، وأضاف أنه كان يعتبر الشخصين من أصدقائه، وانه كان على صلة بأحدهما حتى قبل أسبوعين ولا يدري لماذا قدما ضده البلاغ. وقد شغل ايفانز مناصب مهمة في حزب المحافظين على مدى أكثر من عقدين من الزمان، حيث شغل من 1999 إلى 2001 منصب نائب أمين حزب المحافظين، ثم، حين أصبح ايان دنكان سميث زعيما للحزب عام 2001 أصبح وزير شؤون ويلز في حكومة الظل، وبقي في المنصب لمدة سنتين. إلى ذلك، قال وزير الخارجية وليام هيغ لتلفزيون سكاي نيوز:«يجب علي كصديق لايفانز منذ فترة طويلة أن أقول انه يحظى بشعبية واحترام كبيرين كعضو في البرلمان ونائب لرئيس البرلمان». إلا أن وزير الدفاع فيليب هاموند قال انه سيكون «من الصعب جدا» على ايفانز القيام بـ«دوره الحساس والمهم» كنائب للبرلمان في الوقت الذي يواجه فيه هذه الاتهامات. ومن جهته، وقال مايكل رانسون رئيس رابطة المحافظين في ريبل فالي أن الناس في المنطقة «مصدومون»، وقال لمحطة سكاي نيوز: «انه يحظى بشعبية، وقد ساعد الكثيرين في المقاطعة على مدى سنوات»، ووصفه صديقه النائب عن حزب المحافظين برايان بينلي بأنه «طيب القلب ولطيف». يشار إلى أن الجمهور البريطاني اكتشف في ديسمبر من العام 2010 أن إيفانز «مثلي»، واعترف إيفانز نفسه بذلك قائلاً في إحدى المقالات: «أنا متعب من حياة الكذب»، وذلك في إشارة إلى أنه كان يخفي هذه الحقيقة عن الناس طيلة السنوات الماضية. ويحصل إيفانز على راتب سنوي مقداره 102 ألف جنيه إسترليني، وهو أحد أعلى الرواتب في الدولة البريطانية، ويخضع لضريبة دخل تتجاوز 35%. وذكرت صحيفة «تايمز» البريطانية في مايو الماضي أنه قام بإخفاء حقائق تتعلق بإقدام القس الراحل، روبرت وادنغتون، على استغلال أطفال في المدارس وفرق الترتيل الديني والاعتداء عليهم. وأشارت الصحيفة إلى أن هوب لم يبلغ الأجهزة الرسمية أو الشرطة عن الانتهاكات المنسوبة إلى وادنغتون - الذي مات عام 2007 - رغم معرفته بها خلال الفترة ما بين عامي 1999 و2003. ودافع هوب عن نفسه قائلا:إن قوانين الكنيسة الإنجليزية، وحتى عام 1999، لن تكن تنص على التحويل المباشر لمثل هذه القضايا إلى الشرطة أو الأجهزة الأمنية. وكان التقرير الصحفي قد اتهم وادنغتون باستغلال شخص يدعى إيلي ورد عندما كان الأخير طفلا يبلغ من العمر 11 سنة عام 1984، وقد استمر الاستغلال لعدة سنوات، كما تقدم عدد من طلاب مدرسة أدارها وادنغتون في أستراليا بشهادات مماثلة وعلى جانب أخر أصدرت محكمة بريطانية في 19 مارس الماضي، حكماً بالسجن 9 أشهر بحق شرطي يخدم في وحدة الحماية الدبلوماسية المسلحة، لممارسته الجنس مع امرأة أثناء الخدمة. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إن الشرطي ريتشي غيف، البالغ من العمر 38 عاماً، يعمل في وحدة الحماية الدبلوماسية بشرطة العاصمة لندن المعروفة باسم «إس أو 6»، والتي تشمل واجباتها أيضاً تأمين الحماية لمكتب رئاسة الحكومة البريطانية «10 داوننغ ستريت»، اختفى 3 مرات أثناء الخدمة في أواخر عام 2011. وأضافت أن محكمة التاج في منطقة ساذاك جنوب شرق لندن استمعت إلى أن الشرطي غيف التقى صديقته، ميليسا رامسدن 37 عاماً في المرات الـ 3 التي غاب فيها عن الخدمة. وأشارت إلى أن الشرطي اعترف أمام المحكمة بـ 3 تهم من جرائم إساءة السلوك في المناصب العامة، وتم ضبطه حين وجد زملاء له دراجته النارية تقف خارج الشقة التي أقامت فيها عشيقته ميليسا، والتي عُثر عليها ميتة في شقتها بعد أيام من لقائها الأخير مع غيف. كما حظي الوسط الفني البريطاني بحلقة من مسلسل الفضائح الجنسية، حين أصبح ماكس كليفورد أحد أشهر وكلاء أعمال النجوم أول شخصية بارزة تتهم في تحقيق واسع في فضيحة جنسية شغلت الرأي العام في بريطانيا في الأشهر القليلة الماضية. واتهم الادعاء كليفورد 70 عاما بارتكاب 11 جريمة فعل فاحش من بينها الاعتداء على فتاتين قاصرتين وذلك بعد إلقاء القبض عليه في ديسمبر الماضي في إطار تحقيق في مزاعم بارتكاب جرائم جنسية من جانب الراحل جيمي سافيل. وتبين بعد وفاة سافيل -احد ابرز نجوم التلفزيون البريطاني في السبعينات والثمانينات- انه ارتكب جرائم جنسية على نطاق غير مسبوق على مدى ستة عقود مما أدى إلى فتح تحقيق طال العديد من المشاهير؛ وكليفورد معروف في بريطانيا ببيعه لأسرار النجوم للصحف النصفية الشغوفة بنشر الفضائح. وقال اليسون سوندرز من هيئة الادعاء الملكية “بعد ان استكملنا تحقيقنا توصلنا إلى ان هناك ما يكفي من الادلة ومن المصلحة العامة ان يتهم السيد كليفورد باحدى عشرة تهمة بارتكاب فعل فاحش تتعلق بسبعة شاكين.” ومن المتوقع أن يمثل كليفورد الذي يعتقد انه ارتكب جرائمه بين عامي 1966 و1985 أمام محكمة وستمينستر في 28 مايو، ويتعلق احد الاتهامات بفتاة تبلغ من العمر 14 عاما بينما يتعلق اتهام اخر بفتاة تبلغ 15 عاما. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من محامي كليفورد لكن بيانا عن وكيل النجوم نقلته قناة «سكاي نيوز» قال انه يعيش «كابوسا دائما»، وقال لم يسبق أبدا أن اعتديت على احد طوال حياتي وهذا ما سيتضح خلال سير المحاكمة. ومن بين المشاهير الذين قبض عليهم في تحقيق سافيل مغني الروك جاري جليتر والممثل الكوميدي فريدي ستار ومقدم برامج الأطفال التلفزيوني رولف هاريس وقد نفى جميعهم الاتهامات الموجهة إليهم. |