حلم الاكتفاء الذاتي

 

تتسابق الدول دوما على أن تحصل على الاكتفاء الذاتي في مختلف المجالات و تعريف الاكتفاء الذاتي المختصر هو بأن تتوفر مادة معينة تحتاجها البلاد و العباد و بهذا توفر الحكومة على نفسها الأموال الطائلة و الحاجة لاستيراد هذه المادة التي قد تكون مكلفة أو ذات اسعار مختلفة حسب حاجة السوق العالمية لها أو يكون الحصول عليها صعب بسبب كثرة العرض و الطلب و أن طالعنا عن كثب في العراق فمع شديد الاسف نحن لا نمتلك أي مادة تذكر قد اكتفينا ذاتيا منها فدول العالم و منها دول الجوار تعاني من أزمة مياه خطيرة و أذكر على سبيل المثال الأردن و التي تعتبر من الدول الفقيرة مائيا عالميا اما تركيا فمشاريع السدود مستمرة و غير متوقفة فهي تقطع شرايين الماء على العراق و في السنوات الماضية اكرمنا الباري عز وجل بأمطار كثيرة و لكن مياه الأمطار اختلطت بالمياه القذرة و كذلك حدثت كوارث و فيضانات ما زالت اضرارها واضحة حتى يومنا هذا و للأسف الإدارة الحكومية لأزمة المياه يكاد يكون لا يذكر فأين هي السدود و طرق تخزين و تصريف مياه الأمطار فأن كانت هناك إدارة جيدة لكن العراق احتل مكانة متميزة بالاحتياط المائي الذي لديه و حققنا اكتفاء ذاتي بالمياه النقية و لنتحدث الآن عن موضوع الزراعة في وطننا لماذا هو مهمل و تصحر و ملوحة التربة قد اجتاحت اراضينا لماذا العراق لم يحقق اكتفاء ذاتي لأي مادة غذائية مزروعة رغم أن في سنوات الحصار الاقتصادي كانت هناك نتائج طيبة لمحصول القمح و التمر و بعض الفواكه و الخضروات و حتى العلف الحيواني إلا يكفينا عشر سنوات و نحن نشتري المنتجات الزراعية من دول الجوار بأسعار لا تناسب دخل المواطن و ليست ذات جودة متى يتم دعم الفلاح عندنا وهو يتحمل الخسارة تلو الخسارة فهو لا يحصل على المشتقات النفطية و لا البذور و لا المبيدات ولا الأسمدة و رغم كل هذا نطالبه بالانتاج و بأن لا يترك عمله و ارضه و يتجه للمدينة لكي ينضم إلى صفوف العاطلين عن العمل و ألان لنتطرق إلى موضوع الطاقة الكهربائية لماذا الفشل يحيط بنا عندما نتحدث عن الطاقة الكهربائية رغم أنه بإمكاننا أن نحصل على الاكتفاء الذاتي من الطاقة الكهربائية فلكل يسأل ما الذي حدث لعدد كبير من مولدات الطاقة الكهربائية و التي هي مرمية هنا و هناك في مختلف المحافظات و لم يتم تركيبها و دائما وسائل الإعلام تتحدث عنها متى تنتهي الحرب الطاحنة بين وزارة الكهرباء و وزارة النفط فكل وزارة تضع اللوم على الأخرى فوزارة الكهرباء تذكر بأن وزارة النفط لا تزودها بالكمية الكافية من الوقود المشغل للمولدات و وزارة النفط تنفي هذا الأمر و المواطن المسكين هو الضحية فأن كانت وزارة الكهرباء عاجزة عن توفير الكهرباء فلماذا لا يتم تحويل الأمر برمته للقطاع الخاص و إقليم كوردستان نجح نجاح باهر بتوفير الطاقة الكهربائية لأن حكومة الإقليم ادخلت القطاع الخاص و اصبحت الطاقة الكهربائية متوفرة و انتهت الأزمة إلى الأبد فمتى نحصل على الاكتفاء الذاتي فحتى الهواء عندنا ليس لدينا اكتفاء ذاتي منه لأنه ملوث بالأتربة و بادخنة المولدات الكهربائية و ادخنة السيارات و الروائح القذرة الناتجة عن حرق النفايات و روائح المياه القذرة الخارجة من شبكة المجاري المدمرة.