كنت قد ذكرت في مقال سابق ان الاحزاب الاسلامية تشكو من شحة الكفاءات فيها وهو امر لا يمكن انكاره او التغاضي عنه ولكن هذا لا يمنع انتكون هناك شخصيات كفؤة وحريصة على سمعة البلد اولا وسمعة الجهة التي تنتمي لها ثانيا في هذه الاحزاب ولنا في محافظ ميسان (الاستاذ علي دواي) خير دليل على ذلك حيث استطاع هذا الرجل الغيور ان يحتل مركز الصدارة بين المسؤولين في العراق بل واصبح مثالا يحتذى به ونموذجا يفتخر به التيار الصدري من جهة ومن جهة اخرى تتمنى الجهات الاخرى ان يكون عندها مثالا له او شبيها له فحرصت اغلب الجهات على ان تحث اعضائها على الاقتداء به وعقدت الكثير من الاجتماعات والندوات التوجيهية للمسؤولين بضرورة لبس البدلات الزرقاء والنزول للشارع وفعلا فقد تسابق الكثيرون من داخل التيار الصدري ومن خارجه على لبس البدلات الزرقاء ظنا منهم ان الامر يمكن اختصاره بهذا الاجراء والاقتصار عليه واما صحة ما أقدموا عليه من خطأه فاتركه للقارئ اللبيب اذاتمعنفي النقاط الاتية : 1. علي دواي لايفكر في عمله هذا بان يؤدي به الى البقاء في المنصب وانما هو يعمل ذلك احساسا منه ان تكليفه الشرعي يحتم عليه فعل ذلك . 2. ان كل مايفعله علي دواي في محافظته لايريد منه ان يشكره عليه احد او يزايد به على احد . 3. علي دواي عاش مرارة الايام السوداء للطاغية الهدام وشاهد بأم عينه كيف كانت محافظته ترزح تحت نير الظلم والاضطهاد والجهل لذلك فهو عندما استلم منصب المحافظ كان يتذكر تلك الايام العجاف فيدفعه ذلك الى الابداع والتفاني في العمل . 4. لم يجعل في حسابات ان مايفعله هو من أجل نيل رضى ابناء تياره وهو التيار الصدري فحسب وانما جعل هدفه مرضاة الله اولا واهل محافظتهعموما بل على العكس فان هناك الكثير من ابناء التيار لم يخرجوا للانتخابات لانتخابه وانما انتخبه الطيف الميساني بكافه اطيافه . 5. علي دواي ينطلق من قول امامنا السجاد (ع) في دعاء مكارم الاخلاق حيث يقول ( اللهم صلّ على محمد وآله، ولا ترفعني في الناس درجة إلاّ حططتني عند نفسي مثلها، ولا تحدث لي عزّاً ظاهراً إلا أحدثت لي ذلّة باطنة عند نفسي بقدرها( 6. علي دواي لم يرتدي البدلة الزرقاء حتى يقال انه يلبسها وانما هو يلبسها لان يريد ان يعمل بها في اماكن يكون الزي الرسمي عائقا للعمل فيها . 7. علي دواي يعيش في منطقة شعبية والذي يلاحظ الصور التي تنشر له يجد ان الشارع المؤدي الا بيته الى الان لم يعبد وانما ينتظر ان تعبد كل شوارع العمارة . 8. علي دواي ينطلق من الحديث القائل (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) فالرجل لايريد ان يلقى الله ويسأله عن مافعل وماذا انفق واين انفق . 9. علي دواي استلم المحافظة وقد ابلى المحافظ الذي سبقه الاستاذ عادل مهودربلاءا حسنا في تأسيس البنى التحتية فيها لذلك فهو حرص على استكمال ما بدأهمهودر بكل تفان واخلاص . 10. يحرص علي دواي على الإبداع والابتكار والتطور ومواكبة التطور الذي يشهده العالم ويرفض البقاء على الكلاسيكية والرتابة في ادارة شؤون المحافظة . اذن بعد هذه النقاط اعتقد انه بات جليا ان الموضوع ليس لبس بدلة زرقاء والتجول في شوارع المدينة لكي يكون المسؤول كعلي دواي وانما هناك امورا يجب عليه تطبيقها والسير عليها واخر تلك الامور هو لبس البدلة الزرقاء !!!! . |