شعوب حية شعوب ميته.. من اي الشعوب نحن ؟ |
مشهد ميدان التحرير يشد قلب وعقل كل من يبحث عن حريته من ابناء الشعوب المضطهدة قبل عام كان الميدان ساحة التغيير واسقاط نظام حكم تميز بالتماسك وبسطوة الدكتاتورية .. بالامس تجمع مليونا متظاهر مصري في الميدان فاستقال الدكتاتور الذي حكم لاكثر من ثلاثين عاما واقتيد الى السجن واليوم يتظاهر اكثر من 20 مليون منهم سبعة في ميدان التحرير يرفعون ذات الشعار الذي رفعوه بوجه الدكتاتور لكنهم اليوم يرفعونه بوجه رئيس منتخب قال مرة لو تظاهر عشرة انفار سأستقيل لكنه يرفض الاستقالة رغم الملايين التي تصرخ بوجهه ارحل .. يبدو ان الديمقراطية تفرز لنا وجوها اشد دكتاتورية من ستالين وصدام وامثالهم ربما لذة الحكم اكبر من كل تصورات هؤلاء فتدفعهم للتمسك بالكرسي بسلاح اني منتخب من الشعب ولا ندري ان كان الملايين المحتشدة والتي سقط منهم ضحايا هم من شعوب عوالم اخرى .. ام ان الحكام لا يرون في الشعوب الباحثة عن كرامتها والمدافعة عن قضيتها والمطالبة بحقوقها الا عبثيين وغوغاء وهمج رعاع وينسون ان هؤلاء هم من اوصلهم الى كراسي الحكم عبر صناديق الانتخاب التي صارت تتقترب لان تكون توابيت للديمقراطية في بلدننا التي ارتبط قدرهابالدكتاتورية فتحت حكم تلك الدكتاتوريات ظلت البلدان موحدة والطوائف مستسلمة والكل خاضع لهيمنة القانون ولا تصنيف حقيقيا لشعوب ميتة واخرى حية فالامر نسبي , نعم ما نشاهده اليوم في مصر ثورة حقيقية لشعب حي صنع التغيير الاول فلما رى ثورته سرقت وتسلط اشباه الاميين نزل للشارع وملأ الساحات مطالبا بحقوقه مستمرا في حراكه لا يفكر برغيف العيش ولا يتحجج بتقية ولا يتعكز على ان الخروج سيجعله يفقد العمل وغيرها من اعذار العاجزين .. انه شعب من عالم يبدو غريبا عن عالمنا العربي . لقد رفض المصريون كل التسويفات ورفض كل حماقات الاخوانجية وكل بدعهم فهب لاسقاطهم رغم انهم اتوا عن طريق الانتخاب فكم الفارق بيننا وبينهم ننام على تعسف ونسكت على الجور ونقبل بالقليل وتضيع الحقوق فنصبر حد الخنوع ونسرق برابعة النهار فنغض البصر ويفسد بيننا من هو دون الوزير ودون السفير بل يفسد ويتجبر حتى الخفير فنرضح . نخشى على وظيفتنا ونخاف ان تجرحنا رصاصات الشرطة او تهشم قوات سوات لاحد منا جمجمته استمرءنا انقطاع الكهرباء وحين تطول ساعات انقطاعها نشتم اصحاب المولدات الاهلية ونذهب ( لنكاومهم) تعسا لنا وترحا اننتظر ان تاتي ملائكة تخلصنا .. السبب اننا شعب لا قضية له واننا لا زلنا نريد غيرنا يقضي حوائجنا ربما تعلمنا ذلك من كثرة فرائتنا للادعية .. لازلنا لا نحسن الا الكلام .. ولازلنا نصنع طواغيتنا ونخضع لهم يبدو ان في داخل كل واحد منا عبد صغير يقودنا الى حيث ذلتنا .. اننا شعب ميت وانا من اولئك المتى فليترحم بعضنا على بعض بالفاتحة ..علنا نأمن عذاب الاخرة ...
|