السلطة ومطالب الشعوب بالتغيير |
احداث سريعة تجتاح المنطقة وتبقى نهاياتها غير معروفة، ومعها يتبادر الى الذهن التساؤل المهم ومفاده هل ان الرؤساء والحكام يفرضون على شعوبهم ما يريدون من افكار؟ ام ان الشعوب تريد ان تختار حكامها وفق طموحاتها؟، اكثر من بلد يشهد تظاهرات وقسم منها تحول الى اشتباكات غير معروفة الاتجاهات والنهايات، ولكن في اغلبها تدفع الشعوب الثمن الغالي دوما، بعض الرؤساء اصبحوا اعداء لشعوبهم طمعا بكرسي السلطة، والامثلة والشواهد كثيرة وقريبة من الساحة العراقية، احداث دموية والعنف بمختلف انواعه اصبح سائدا في اكثر من بلد، لا جدال فيه ان هناك من استلم سدة الحكم بالطرق الديمقراطية ويوجد انظمة غير ذلك، ولكن ليس كل نتاج ديمقراطي يكون صالحا، والغريب يؤمنون بالديمقراطية عند استلام السلطة ولايؤمنون بها في المغادرة، في اكثر الاحيان يكون الحكام سببا في الانشقاق بين مكونات شعوبهم حينما يحشدون الشارع لبقائهم في السلطة. اصرار التمسك بالسلطة حالة غريبة لدى بعض الرؤساء وتحتاج الى دراسة علمية دقيقة لفك رموز هذا الاصرار على البقاء في المنصب، المعادلة الغريبة لدى امثال هؤلاء الرؤساء لجوئهم للمواطن في الانتخابات وكيل المديح له والسعي لرفاهيته وعندما تزحف الارتال البشرية لصناديق الاقتراع وتحدي الصعوبات، يكون ذلك قمة الديمقراطية وتكون اصوات المواطنين هي الفيصل، والحاكم عندما يخرج من صوت له ويعلن رفضه لسياسات الرئيس او الحاكم المنتخب، يتهم بشتى الاتهامات من العمالة والى الاوصاف الاخرى، والحاكم لايعير اية اهمية للاصوات التي تطالب بازاحته لفشله في الادارة والحكم بل يقوم باستخدام القوة لاسكات صوت الشعب، ويفضل التضحية بابناء شعبه للبقاء على كرسي الحكم، وعندما كان يحلم بالوصول الى كرسي الرئاسة وعند تحقيق هدفه لايحلم بمغادرته مهما كان الثمن، وامثال هؤلاء القادة لايحق لهم البقاء، لان بقاءهم يزيد من معاناة شعوبهم ويعلمون جيدا ان بقاءهم يؤدي الى تمزيق شعوبهم واراقة الدماء، ويبدو ان هذه المشاهد الدموية لاتؤثر فيهم، احداث كثيرة ضمن هذا السياق في اكثر من بلد تجري امام الجميع، مصر وتركيا والبرازيل وسوريا وغيرها وشعوب هذه الدول تدفع الثمن غاليا، نعم ما يحدث يدخل في الشؤون الداخلية لهذه البلدان ولايحق لاي كان التدخل فيها وشعوبها ادرى باختياراتها، الغريب والمؤسف ان هناك حكام لايستوعبوا الدروس من الاحداث التي تجري امامهم لغيرهم من الرؤساء، ويتناسوا ان اصروا هم في البقاء في الحكم ان يجري لهم ما يجري للاخرين، وبالمقابل هناك الكثير من الحكام من يحترم ارادة شعبه ويغادر السلطة اذا لم يرغب ببقائه في السلطة هؤلاء هم من يريد مصلحة شعبه ووطنه هؤلاء يجب احترامهم لايمانهم بحرية شعوبهم وكونه فردا من هذا الشعب، ويجعل شعاره المصلحة العامة وتغليبها على المصالح الخاصة، امثال هؤلاء لهم صفحات مشرقة في التاريخ عكس من يسعى للبقاء في السلطة على حساب دماء شعبه وهؤلاء ايضا لهم صفحات في التاريخ ولكنها صفحات سوداء، ما يجري في هذه الدول هي رسائل الى بقية الرؤساء والحكام في السلطة، ومن يرى في نفسه بانه يسير على خلاف راي شعبه وهناك اصوات لاترغب ببقائه لاي سبب كان سواء لفشله في الادارة او اي سبب اخر وعدم تلبيته وايمانه بطموحات شعبه ان لايستبعد ما يجري في بلده عما يجري عند الاخرين، وعليهم مراجعة سياساتهم وسماع صوت الشعب وعدم الانجرار وراء المناصب والمكاسب لان الثمن يكون غاليا عليهم والشعوب حطمت حاجز الخوف. |