فيلق عبد العال..! |
يتصور البعض أن موقعنا كعاملين بحقل الصحافة والإعلام، يوفر لنا شبكة علاقات مؤثرة مع أصحاب القرار بحكم التواصل المفترض، وهو تصور صحيح الى حد ما، وخاطيء في الحدود الباقية.. فالذين يتوفرون على هذا الحظ العظيم هم "بعض" العاملين في الوسط الإعلامي، وهم فقط حملة المباخر والمجامر وعاصري الليمون على صحون المقبلات في موائد المسؤولين..وبالتأكيد هؤلاء معروفين ومشخصين من الوسط الإعلامي، ومن القراء أيضا... لا علينا، ولكن هذه المقدمة سقتها فقط لأحدثكم فيما يلي من سطور عن واقعة وجدت نفسي طرفا فيها بناءا على تصور أني من بين اصحاب تلك العلاقات المؤثرة: أحد أولادي ممن لم أنجبهم لكنه ولد نجيب، جائني أول أمس وهو مثقل بالهم، ولم يفتني ملاحظة ذلك، وسألته عن غلالة الضيم التي غطت وجهه.. النجيب قال لي أنه ساخط ويشعر بالخيبة والخذلان، وطلب مني إستخدام "نفوذي..!" و"علاقاتي..!" مع المسؤولين كي أعين صديقه في مشكلته.. مشكلة صديق ولدي أنه كان يدرس على درجة الماجستير وعلى نفقته الخاصة، هندسة الصناعات النفطية في إحدى الجامعات الروسية، وأنه نال الدرجة المطلوبة، وبعد إنهاءه متطلبات الدراسة ونيله الشهادة، عرضت عليه إحدى الشركات العاملة في القطاع النفطي الروسي، العمل معها في واحد من مشاريعها في أفريقيا، وكان عرضها مغر جدا، فقد تضمن العرض راتبا شهريا يزيد على خمسة آلاف دولار شهريا ونفقات السفر وأجازة سنوية مدفوعة الأجر لمدة شهر، وسكن وإطعام..و...زوجة روسية ايضا وهذه الفقرة ليست ضمن العرض الرسمي، لكنها مؤكدة...! صاحبنا ولنسمه عبد العال، لم يقبل العرض وفضل العودة الى بلده العراق الذي يشهد نهضة كبيرة بالصناعات الأستخراجية والتحويلية في قطاع النفط، والمعلومات المتوفر ة لديه أن جولات التراخيص توفر له فرصا غير محدودة للعمل تجعله في حيرة من أمره ينتقي أيها أفضل..! المهم أن عبد العال عاد الى العراق، وبدأ بمشوار البحث عن عمل وممعادلة الشهادة و......وأنتهى به بحثه الى أن وجد فرصة مثالية جدا لتطبيق ما تعلمه هنا في بلده، فقد إنظم الى فيلق أصحاب البسطيات في مدينة بغداد، وحصل لقاء مبلغ كبير كان قد وفره على مساحة"چرباية" في شارع الكرادة داخل... كلام قبل السلام: غالبا ما يتدث محترفي السياسة بطيبة..مشكلتنا معهم أنهم ليسوا طيبين..!.. |