نهاية العالم بمنظور طفولي |
العالم لاينتهي ,, كلا كلا ينتهي ,, كيف سينتهي العالم يا(علوش) ؟؟ ممكن افهامنا , اي ينتهي حينما تضرب هذه الدول تلك بالطائرات فترد تلك الدولة على هذه والاخرى تضرب هذه وتلك , عندها سينتهي العالم . كانت هذه المحاورة في بيتنا بين شقيقي الصغير(علوش) الذي يبلغ من العمر ثمانية ربيعا وشقيقتي التي تكبره ببضع سنوات. قال هذه الكلمات وهو يتابع معنا نشرة الاخبار التي اظهرت المشاهد المأساوية التي خلفتها اعمال العنف في العراق وتناثر اشلاء الضحايا على ضهور الطرقات وتبعثر اجساد الجرحى المخضبة بالدماء . تنبؤات الطفولة هذه مزجت في داخلي مشاعر الالم والنقص , التالم من قساوة الواقع البائس الذي تعيشه الطفولة , فشدة وقعه عليهم جعلهم ينطقون المعاناة بكل تجلياتها داحضين الفكرة العلمية التي تقول ان الاطفال عاجزين عن البوح عما يعتلج في صدورهم من ألم , بل نحن الكبار العاجزون والناقصون والمقصرون والمتوحشون , الكبار هم يفجرون ويقتلون ويغتصبون هم من يقصفون بالطائرات , ويقتل بعضهم بعضا , فلا اخالف شقيقي الرأي , فحتف العالم سيكون بايدينا , شئنا ام ابينا. وحشية الكبار هي من اغتالت حلم الطفولة وبددت مستقبلها , طمعهم هو من صنع الاسلحة البلاستيكية ووضعها في بين يدي الصغار , جشعهم هو من شغل الاطفال في اعمال شاقة لاتتناسب وعودهم الغض الناعم الرقيق , علم الكبار غير الاخلاقي واللامسؤول هو من صنع السلاح النووي ليفني به نفسه قبل غيره كما حصل في تشرنوبل وهوكوشيما . من المؤسف ان تتناقص طبائع الطفولة عندما يكبر الانسان شيئا فشيئا فيما تتنامى عناصر الشر في النفوس وتزداد شراسة كلما تقدم العمر , فمن اشتعل رأسهم ولحاهم شيبا ونخالهم منارات في الحكمة , غدوا يشرعون للشرور ويسوقون الشباب والاطفال لتفيذها , وينفثون السموم في العقول والنفوس . ان من بلغ من العمر عتيا لم يعد سداد الامان ورمزا للسلام , فكيف يبرر الصمت المطبق مقابل هذه الفضائع والكوارث التي يرتكبها الكبار قبل الصغار والمسؤول قبل البسيط والغني قبل الفقير. اين المسؤولية (الدينية والاخلاقية) لشيوخ الدين مما يطال الطفولة من استغلال لبراءتهم وقلة حيلتهم ,اوليس الاطفال هم شكل الامة المستقبلي وعدتها في القادم. أن البلاد التي تصفونها (بلاد الكفر) خلال احاديثكم المجلجلة وخطبكم الرنانة , انظروا الى حال اطفالها ثم قارنوها بأطفال بلادكم (بلاد الاسلام) عسى ان تحرك هذه المقارنة ضمائركم وتقولكم قول الحق. يا لمأل العالم ! (هذا وذاك واولاءك سيتضاربون وينهون العالم). |