اردوغان وأحلام الخليفة

 

اردوغان وأحلام الخليفة السلطان بات أمر استعادة أمجاد الدولة العثمانية التي حفرت سنونها على وجه الشعب العربي أبشع الماسي من جهل و ظلم وقهر ومرض حلما لرئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان الخلافة العظيمة لدولة الرجل المريض التي أسسها عثمان ارطغرل وحكمت معظم الدول الإسلامية لمدة ستة قرون باسم (الخلافة) ولقب ( خليفة المسلمين ) كما كان يطلق عليها العثمانيين. دولة سيطرت باسم الدين على نصف العالم من يرفضها خرج عن شرع الله وخرج عن ملة الإسلام، بهذا الأسلوب مارس سلاطين هذه الدولة أبشع وأنكر الخدع والدجل من اجل أقهار الشعوب والسيطرة عليها فقد كان الخليفة العثماني يلبس عمامة وعباءة يدعي أنهما لرسولنا الكريم محمد (ص ) فيخرج إلى الناس بهما فلا يستطيع احد الخروج عن طاعته ولو رأينا قصور السلاطين لوجدنا عبارة كتــبت عليــــها ( السلطان ظل الله في الأرض ) وبذلك يحكم ويقرر مصير الشعوب وحده هو بذلك يعطى لنفسه الصفة الإلهية التي تمكنه من قهر الشعوب الحكم بالقوة. وبعد أن انعم الله على شعوبنا بالتحرر يعود رئيس وزراء تركيا ليحلم بهذا الحكم فيتدخل في الشعوب العربية كيف ما يشاء محاولا استغلال الفراغ الذي جاء به الربيع العربي وهو بجهله يظن إن هذه الشعوب تحررت من حكامها وفي الحقيقية إن هذه الشعوب تحررت في أفكارها فلم تعد تنطلي عليها الاعيب السلطة وأصبحت الشعوب تحاسب حكامها. هذه هي الديمقراطية التي تحلم بها الشعوب ولعل ما حققته تركيا من تقدم سياسي دفع اردوغان إلى التفكير في إعادة السيطرة التركية على العالم الإسلامي والعربي مستغلا العمق الإسلامي والعربي لتركيا ضانا إن ذلك يمكنه من استعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية من خلال التدخل السافر في الشؤون الداخلية للدول العربية وأخذ يعمل جاهدا على قلب أنظمة الحكم العربية وتعيين قادة جدد يكونون تابعيين للبلاط العثماني ولا يهمه ما تدفعه الشعوب من الدماء والأموال وما يحصل في سوريا دليل على ذلك. لو استقرأنا السياسة الخارجية لتركيا لوجدنا أنها تدعم أحزاب إسلامية من طائفة معينة وحركات تنادي بالخلافة الإسلامية وتنظيمات إرهابية تظن أنها تقيم شرع الله بسفك الدماء . لو نظرنا إلى خطاب وزير الخارجية التركي ( احمد داود اوغلو ) في 2/1/2013 إمام موتمر السفراء الذي عقد في أنقرة حيث قال ( إن السياسات التركية لا تقوم على الإحداث الحالية فقط ودائما تستند إلى جذور تاريخية تعود لقرون خلت وان الراغبين في فهم التاريخ سيأتون إلى تركيا لان إرادتها ستلعب من الآن وصاعدا دورا فاعلا ورئيسيا في تشكيل مجرى التاريخ . بهذه العنجهية والغرور تضع تركيا سياساتها الإقليمية ولا يهمها شي من اجل تحقيق إطماعها . ولكن تبقى الأحداث الأخيرة تطرح سؤالا مهماً هل إن الربيع التركي قد بدء فعلا بعد أحداث تقسيم وهل سيطيح بحزب العدالة والتنمية فقط أم تقلب النظام السياسي في تركيا برمته.