هل سقطت نظرية الاسلام هو الحل؟

 

ما حصل في المنطقة العربية في السنوات القلائل الماضية أختبار وفرصة تأريخية ليس للاخوان المسلمين فحسب بل لكافة التيارات التي كانت تراهن على ان – الاسلام هو الحل.. والمتابع لمجريات الاحداث وبالخصوص ما حصل في مصر خلال هذه الايام وما آلت اليه الامور بعد فشل التجربة الاخوانية في حكم مصر لدليل قاطع على فشل هذه النظرية التي دوخوا العالم بها منذ مطلع القرن الماضي والى اليوم.. إنها تجربة كبيرة وخطيرة على الباحثين أن يشبعوها تمحيصا وتدقيقا لتكون عبرة لمن تستهويه الشعارات الدينية التي طالما تخبيء ورائها مافيات الفساد والخراب ..لقد ظلموا الدين والمثل العليا وكل القيم والاخلاق السماوية فما أن تسلموا زمام الامورفي بلدانهم وتسلطوا على رقاب شعبهم وابناء جلتهم حتى كشّروا عن أنيابهم وبانت عوراتهم فتسارعوا فرادا وجماعات يتسابقون على نهب المال العام والخاص ويقضمون مال الله قضم الابل نبتة الربيع سراً وعلانية وكأنهم يتحدون شعوبهم بعد ان فقدوا قطرة الحياء من فوق جباههم..
خذ عندك العراق كنموذج من حقول هذه التجارب التي قهرت الشعوب وهددت امنهم وسلامة حاضرهم ومستقبلهم فماذا أفرزت تجربة أصحاب اللحى والمحابس والمتاجرين بالدين وشعاراته؟ .. أنهيار في كافة انواع الخدمات وأنتشار الرشوة والفساد بكل أنواعه وأصنافه ولاسيما بين كبار المسؤولين ولا من رقيب ولا من حسيب والبطالة الضاربة بين القوى العاملة وتوقف حركة البناء والاعمار والتعليم والخدمات الصحية وغيرها الكثير والحكومة تعلق كل هذه المفاسد على شماعة البعث والتكفيريين والارهاب وزادوا عليها مؤخرا البند السابع سيء الصيت حتى كفّروا الناس بكل المباديء والقيم والشعارات وما عادوا يميزوا بين المخلص والوطني والفاسد والامين والمشكلة الكبرى ضياع بوصلة الخلاص فأصبح سلاحنا الوحيد هو سلاح العاجز المتواكل المنتظر..أنه الافيون المخدر فالكل بأنتظار معجزة العصر: - المهدي المنتظر.
لا نسبق الاحداث فنحكم كيف سيكون سيناريوا إزاحة هذه الاطقم الفاسدة من المسرح السياسي العراقي ولكن للذكرى فعسىى أن تنفع إن كان منهم مؤمنين أصلا.. ولكن بالتأكيد هي زائلة الى مزبلة التأريخ غير مأسوف عليها وليعلموا أنهم لم يجنوا على أنفسهم فحسب وإنما على الدين وعلى كل القيم السماوية العظيمة..إنهم أسقطوا بإديهم نظرية الاسلام هو الحل بل أعطوا انطباعا بأن الاسلام كدين سماوي عظيم لا يصلح لأدارة الدولة وعلى الشعوب أن تبحث بكامل حريتها عمن ينقذها كما لا أظن أحدا سيذكرهم ويذكر تجربتهم بخير أبدا ..إنهم سجلوا للتأريخ وللاجيال القادمة تجربة غير مشرفة للحكم الديني وسلطة رجال الدين ورافعي لوائه.. ولا أظن أحدا سيأسف عليهم فما جنوه من فعل أيديهم وبكامل إرادتهم " وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون".