تحديات مابعد القرار(2108)

 

 

 

 

 

 

القرار الذي طالما أنتظره العراقيون طويلا اكثر من عقدين من الزمن وبالضبط (23) عام منذ اصدار مجلس الامن قرارات متتالية  جعلت العراق يرضح تحت نير بنود الفصل السابع الصارم بالتزاماته واشتراطاته من ميثاق الامم المتحدة والذي  يتيح التدخل الدولي في شؤون العراق ومنها التدخل العسكري و فرض العقوبات الصارمة على مختلف عناوينها وادخاله النفق المظلم  تحت  مقصلات  التزامات ذلك البند الاجبارية القسرية التي ارهنت سيادة العراق وارادته السياسية  في طوق صدئ من التبعية التامة  للقرارات الاممية ذات الصلة والتي اغلبها  حاصرت العراق وافقدته مكانته الاقلمية والدولية بفرض قيود العزلة عليه وارهقت اقتصاد ه بالتعويضات الفلكية المليارية من قوت الشعب العراقي وبذلك عطلت  تماما عجلة تنميته ، لذا يعتبر  اصدار مجلس الامن قراره  (2108) في (27 )  حزيران( 2013) بعد التصويت باغلبية اعضاءه الـ(15)  باخراج العراق من تحت طائلة ذلك البند حدثا تاريخيا مفصليا مهما في حياة العراقيين و يعطي دلالات يقينية بالاعتراف الدولي  لتنفيذ العراق الالتزامات الدولية كافة  ، لم يكن ذلك بالامر الهين وفق الظروف الانية التي تعيشها منطقتنا والتداعيات الخطيرة للاحداث المتصاعدة  التي تشهدها  مع ضبابية المواقف المتناقضة وكثرة التشكيك بقدرة الدبلوماسية العراقية في اقناع المجتمع الدولي باتخاذ مثل ذلك القرار وخصوصا في قراءة المواقف العدائية  للعديد من دول الاقليم اوتقاطع مصالحها مع النظام السياسي في العراق، الا ان الجهود والمساعي الحثيث بذلك الاتجاه قد اثمرت بكسر قيود تكبيل العراق وفتح باب الحجر والعزل الاجباري عن انطلاقته التنموية الكبرى بما يمتلك من امكانات اقتصادية هائلة  بامكانها احداث تغيرات جذرية ابتداءا من البنى التحتية الى اخذ زمام التطور التقني الهائل في عالم اليوم ، ولن تكون تلك امنيات من باب اضغاث احلام حينما تتوفر الارادة الوطنية الخالصة بالتخلص من اورام الفساد السرطاني اللعين وخلاياه الخبيثة في جسد مؤسسات الدولة وتتسامى الكتل السياسية على خلافاتها وصراعاتها وتناقضاتها التي طال عليها الزمن وجعلت الدولة لاتحرك ساكن بل احيانا تسحبها الى الخلف  في موجات من العنف  حيث يوميا تزهق ارواح العشرات من الابرياء ، وعليه ان تمتع العراق بسيادته الكاملة يمنحه زخما وتصميما وطنيا  للوحدة وتجاوز الخلافات السياسية ووضع اسس اللحمة والمواطنة لابنائه لأسترجاع موقعه الريادي والحضاري اقليميا ودوليا ويتجاوز التحديات الصعبة بالابتعاد والنأي عن الاصطفافات والاستقطابات الدولية الطاغية على العلاقات الدولية الراهنة والتي تقسم دول المنطقة الى محاور  متصارعة وعلى اسس خطيرة جدا وفي مقدمتها (الطائفية ) .