بعد سبع سنوات... من أمر بتصفية الشاعر رحيم المالكي ؟ |
كم أتمنى آن اكتب لك يا رحيم هذه الساعة بعد عودتي ظهيرة هذا اليوم لاتلقى نبا استشهادك ضمن شريط الاخبار الاسود الذي ننعاه وينعانا كل يوم .......كم أتمنى آن اكتب لك لا آن اكتب عنك فالفرق كبير جدا لانني حين اكتب لك فهذا يعني آن رسالتي ستصل اليك ايها الاخ العزيز ولكن كيف وانت تبيت هذه الامسية في مضيف إمام المتقين وبين شهداء الوطن ورسل الرحمن بينما نحن نجاهد هنا لكي نطفي النار التي أشعلها الأفاقون والطائفيون في ديارنا وعجزنا آن نتسلق نخلة الوطن التي سبقنا بعض رؤساء ما يسمون( بالأحزاب الوطنية) الى قلبها الابيض يا كلون جمارها فأشعلوا جدائلها حتى لامس وهج النار أجنحة ملائكة السماء الذين بكوا على هذا الوطن المستباح النازف دوما وابدا وأي قدر هذا آن نشيع في أسبوع واحد في مملكة الشعر سيده ألقصيده الحرة (نازك الملائكة) ومن ثم رحيم المالكي . ثم كيف لي آن اكتب لك يا رحيم وسط حرقة الألم وشهقة الروح وحيره الملايين من العراقيين الذين يرفضون ارتداء جلباب الوطن الطائفي الذي يكشف عن عورة النظام السياسي المشوه الذي يراد له آن يحل محل نصب الجندي المجهول في ساحة التحرير وهم يفتقدوك هذه الأمسية ليسمعوا منك قصائد أصبحت وشما على أذرعهم وفوق صدورهم لأنها كتبت بأبجدية طين الفراتين وعذوبتهما فكانت شهية مثل رغيف خبز ساخن بيد جنوبي يتطلع نحو الأفق متوسلا للسماء واعدا بنذر لقمر بني هاشم الذي ما عاد بالماء ولا بالنصر لكنه صنع بالشهادة والموقف القدري أسطورة النداء الأزلي لملايين الفلاحين والفقراء في ارض السواد .
لن انسى تلك الرسائل القصيرة التي تبادلناها دون آن نعرف بعضنا بعضا وحين كتبت اخر مرة عن الطريق المؤدي الى سامراء الوحدة والتضامن الوطني والطائفي قلت لي آن الذين يحبون الحياة هم وحدهم الجديرون بها أما الذين لا يعرفون سوى ثقافة الزنزانات وقطع الرؤوس فهؤلاء تصالحوا مع عبوديتهم ومهانتهم وهم صناع الموت والمقابر المتسربلين بالخيبة والعار والمذلة الابدية ولا مكان لهم بيننا .....كم كنت اتمنى آن استمع الى قصيدتك التي كتبتها عن الاهوار التي استعادت ابنائها ومشاحيفها وطيورها .لكنني كنت واثقا يا رحيم آن الذين جففوا بالامس الاهوار لن يدعوك آن تكمل المشوار وان تبتهج بعودة الحياة الى شرايين قلب العراق ...هؤلاء القتلة المتمترسين خلف ثقافة الغدر واخلاقية الطلقة وصيحات التشفي والانتقام الطائفي العشوائي ومن باعوا كل شئ فلم تجد من تشتكي إليه سوى (حسنه ملص )!!!!!. كيف لشاعر مثلك آن يحيى في هذا الوطن المستباح الذي تتآمر فيه النخب الوطنية ليل نهار من اجل سرقة حاضره ومستقبله وغرس ركائز الدولة الطائفية البغيضة ومشروعها التقسيمي ويخلطون الاوراق مثلما تخلط الرؤوس المقطوعة من الجثث البريئة المعصوبة الأعين والمجهولة الهوية لكي تضيع هوية الموتى بعد آن اوشكت هوية الوطن آن تباع في مزاد النخاسة السياسية والتكتلات الوطنية الجديدة والقديمة وتناخى من كانوا بالأمس من جوقة العهر السياسي والدكتاتورية لتشكيل كيان لا يهدف الى احتواء الفتنة الطائفية او شد ازر العاملين من اجل إعادة أعمدة الكهرباء لتسبح بالنور بل لإجهاض ثمرة تضحيات الملايين من ابناء العراق والعودة بالوطن الى عرش القائد الضرورة . باغتوك يا رحيم فهذه هي أخلاقيتهم ألم يباغتوا المتنبي في الصحراء ويذبحوه بعد آن فشلوا في تكميم صوته او الرد عليه بنفس سلاحه وهو القصيدة ..؟؟باغتوك والذين حضروا هذه الجريمة عجبوا كيف امسكت بجانبي قميصك وفتحت صدرك وانت تهتف للعراق الذي احببته وعشقته أرضا.. وضميرا.. وقصيدة.. وحسينا..وإماما.. وتأريخا..وتشبثوا به سلطة وكرسيا (تسيل الدماء على السلم الصاعد اليه) وهم يلعقونه بألسنتهم القذرة . باغتوك يا رحيم متناسين آن القصيدة هي التي تكتب شاعرها عندما تكون وطنية صادقة شريفه وانسانيه تتدفق كالينبوع من بين اظلعه فتكون انشودة يتغنى بها الاطفال حتى قبل آن ينطقوا وهم في المهد بينما يجلجل صوت الذباحين البغيض في سراديب الموت كنعيق البوم في وطن نرفض آن يتحول الى مقصلة للتأريخ ومسلخ لغسل العار الطائفي ونبش القبور بل وطن تسكنه النوارس وتحط على شواهد قبور شعرائه السنونو القادمة من أقصى بقاع الأرض لتغرد مع أطفاله أنشودة حزينة خالدة أحلى من كل مزامير داوود ومعلقات الشعر العربي . باغتوك غيلة وماذا كنت تتوقع غير ذلك لانها اللغة الوحيدة التي يعرفونها لأنهم أميون لم تمسك مقابضهم سوى السواطير وضمائرهم قاحلة بربرية,ولانهم ليسوا ابدا جزءا من تراب هذه الارض اقسم على ذلك ولا هم من عشائرها ولا من ملح أرضها ولا من نخوة أهلها الطيبين ولم يمروا يوما من تحت أقواس المستنصرية او مدارس ال البيت ولم يكونوا ابدا من اتباع أبا حنيفة النعمان ولم يقرئوا اي رسالة لاهل الصفا والسهروردي او كتابا لعلي الوردي وحسين مردان والحصيري بل قفلت قلوبهم على رسائل الظواهري ومشايخ التكفير ......قاتلوك لم يعرفوا واصل ابن عطاء او الحلاج ولم يمروا يوما على قبر البدري لم تدمع عيونهم مع (الريل وحمد) ولم يطربهم ناظم الغزالي ولا زهور حسين هؤلاء هم ورثة من اسقط الجنسية العراقية بالأمس عن وتد خيمة الشعر العربي محمد مهدي الجواهري وعبد الوهاب البياتي والذين طاردوا بلند الحيدري ومصطفى جمال الدين والوائلي واتهموهم بانهم عملاء وجواسيس وعجم . الذين باغتوك هم من بقايا التتار و السلاجقة والمشردين من المغول وضباع الارض وضواريها الذين يتوارثون الجريمة بجيناتهم ...وقد أغضبهم انك جلست في كل مضايف عشائر العراق ورفضت آن تنشد في اي ركن او تهزج في ديوان اي شيخ الا الذي يجبر الضلوع المرضوظة ويوحد ما كسر منها كالجبيرة فدفعت دية ذلك من دمك الطاهر ...ولانك رفضت الخنوع والاستسلام رغم الكارثة الوطنية وفضحت من تباكوا على ما اسموه (بدكتاتورية الأغلبية) رغم انها من استحقاقات صناديق الانتخابات واشرت باصبعك للذين ذبحوا ثلاثة عشر وساما ونشيدا وطنيا وعلما عراقيا رفعه ابطال منتخب التايكواندو الصغار المغدورين في صحراء الربع الخالي من الشروكيه... اغتالوك لأنك صرخت بأعلى صوتك ضد لصوص الحرية والنفط والمتاجرين بجثث الموتى وملابس الأطفال المرضى المربوطين الى أسرتهم بالسلاسل فجعلتهم والوطن في صورة واحدة تدمي القلوب ,ولأنك حللت لغز الجنائن المعلقة وطلاسم الزقورات في أور واطفات نار النمرود وتمنيت آن يجعلها الله بشفاعة اهل البيت وبركاتهم بردا وسلاما على وطنك وشعبك الجريح الكسيح . اغتالوك لأنك أصبت بكلماتك العفوية الشعبية الصادقة بلا رتوش ورياء كبد مخاتلتهم وزيف منابرهم وانتزعت بعضا من أنيابهم ومددت حبل المودة بين ابناء العشيرة والمصير المشترك سنة وشيعة لتنقذ العراق كما توهمت من جب مظلم القوه فيه دون آن تخفض بصرك عن هلال اطل فوق ركام التفجيرات والأشلاء المتناثرة ... اغتالوك لأنك حملت لواء الشعر بلهجة الجنوب ساعيا لاكمال أغنية النواب وعريان السيد خلف وابراهيم الشيخ حسون وكريم العراقي والأروع كاظم إسماعيل كاطع... لانك هزجت حاملا بيرغ الحسين في عاشوراء فدبك حولك ابطال حركة الجهاد وفرسان ثورة العشرين والانتفاضة الشعبانية ورجال الصحوات فأشعلت في شراييننا روح الصولة حتى امست قهوة دلالنا من بعدك مرة ابدا يا رحيم .
سلام عليك يوم ولدت |