مرسي يفجر المعتصمين !!

 

يتسائل العاقلون والقارئون الجيدون للتحولات في المنطقة عن سر  توقيت اقتحام تجمعات المعتصمين في الانبار و سامراء بسيارات مفخخة وليس بقوات "سوات" كما توقعه كثيرون، و علاقة  ذلك ب" فهلوة" خلط اوراق بايدي لا عبين غير محترفين!!، ولماذا تنقلب الموازين بهذه السرعة،  ولماذا هذا التحول بعد ساعات من انهيار عرش الأخوان المسلمين في مصر، وكأن هناك جهة  تلعب على كل الحبال، وتريد اقحام العراقيين بهذا الانهيار من باب التقارب في الفكر الديني المؤدلج سياسيا، وهو بحد ذاته مغامرة أمنية بعواقب سياسية ، خاصة وأنهم باتوا في عروش مهزوزة، بعد نشوة انتصار غير طبيعية.
رسالة سامراء و الانبار كتبت على عجل ، فوقعت في المحظور، من خلال الايحاء بارادة تقول " ننهزم هنا و نقاتل هناك"، و ان تغيير مرسي خطوة متقدمة على طريق تفجير كل الألغام في العراق، وهي من وجهة نظر العقلاء قراءة خاطئة لكل الأولويات في المنطقة، حيث لم يترك الاسلام السياسي ميدانا الا و أقتحمه بسوء تقدير، فيما يفكر الشعب بطريقة مختلفة يحاول من خلالها استنشاق الهواء في فضاء غير مشحون بكل اللاوعي!!.
االتغيير في مصر يستحق الثناء و الاحترام، لكن أن يضع البعض الغاما متفجرة خوفا من تسلله الى العراق فتلك قضية أخرى، لأن التعكز على الانغلاق المذهبي لا يؤسس لدولة مدنية، وهو سر الانهيار غير المنتظر في مصر، وقد يحدث في العراق لأن الأرضية متشابهة جدا، فلا العدل أساس الحكم ، ولا الصدق اقصر الطرق الى قلوب المؤمنين، بينما تحول العبث بكل شيء الى انتحار جماعي ، لان بعضهم يصر على استغفال ارادة الشعوب بقيود الدين، فيما تعلمنا من نعومة أظافرنا أن " حب الوطن من الايمان".

تفجيرات سامراء و الانبار ليست عملية مسلحة فحسب انها انتحار سياسي في غير محله، انها خيانة ضمير الشعب في دهاليز السلطة، و ان الذي يجري في مصر لن يكون أخر العنقود، فهناك ممرات غير آمنة، وقراءات غير واقعية، سببها المباشر مؤامرة اقحام الدين في مغالطات السياسة على كل المستويات، مثلما يجري في العراق منذ 2003 تباعا، حيث لم يكن هناك معارضا دينيا بالمعنى المتداول اليوم، ، لكن ضعف الشعبية و الخوف من من كشف المستور دفعهم لخيار فتنة لا تعرف الحدود، لذلك يستمرقتل الشعب بلا وجه حق، مقابل  مرافعات قضائية تقود دائما الى المجهول، و ربما يخرج علينا أحدهم فيحمل مرسي مسؤولية اقتحام  خيم المعتصمين، في محاولة لحرف الحقيقة عن مسارها الصحيح، بينما الخلل عراقي بامتياز، وهناك مشاريع فتنة ولا اثر للتوجه الوطني عند جميع المتزاحيمن على المشهد في أخر " بروفة " قبل اسدال الستار.
ويتحدث مراقبون عن محاولة جهات عراقية خلط الأوراق الأمنية واحراج الحكومة سياسيا، واثارة انتفاضة شعبية تضع الفساد والخدمات على رأس مطالباتها،فيما تشكل جرس أنذار لنهاية خلط الدين بالسياسة، و العمل على احياء المشروع الوطني من ناحية وقتل روح التوافقات و المحاصصات من أجل فضاء عراقي يتسع للجميع من الناحية الأخرى ، مشيرين الى أن الدم العراق أصبح " مضاربة سياسية" غير مقبولة على الاطلاق، فكلما أحتقنت نفوس المتخاصمين على الحكم " اتسعت دائرة العنف ضد المواطنين".
مصر بعيدة عن العراق و ما يجري فيها ثورة شعبية لا " مناقصة" سياسية واقتصادية مثلما هو في العراق، وهناك مشروع جامع لا أجندات تفرقة و مماحكات تقترب من الخيانة الوطنية، على غرار الدفع باتجاه اعادة ترسيم حدود المحافظات العراقية مجاملة لمطالب الأكراد فيما يسمونه " المتنازع  عليها"، أو مساعدة ايران في خلخلة قيود الحصار المفروض عليها بتضحيات اقتصادية عراقية، أو استعداد بعضهم لحمل راية الكويت في شن " حرب كونية " لا بتلاع العراق على مراحل، أو التضحية بكل خصوصية عراقية من أجل البقاء في منأي عن الملاحقات القضائية، أنها ببساطة أسطورة الفشل السياسي في العراق، وفي زحمة الخوف من سوء التقديرات و " موضة " انتفاضة الشعوب فانه ليس من قبيل المصادفة استهداف تجمعات الاعتصام بسيارت مفخخة بظلم وحقد و كراهية و منافع سياسية، خاصة وأنها تتزامن مع تحولات مصيرية في المنطقة بانهيار عرش " ألأخوان المسلمين" في مصر و قلق " الأخوة  الأعداء" في الأحزاب الدينية من انتقال العدوى الى العراق،  عندها سيأتي الطوفان بنتائج عكسية فيها من أحترام خصوصية البشر ما هو كثير، و سنبقى ندعو من الله القدير الا يرحم كل من يريد تدمير العراق وذبح أهله بخناجر غدر على مقصلة الطائفية والانتماءات غير العراقية، وغياب أخر قطرات الحياء ى الوطن و مستقبل أهله من جيوبهم المثقوبة!!