ترقبوا الفضائح

 

في الأيام القليلة المقبلة ، سيكشف رئيس  مجلس الوزراء نوري المالكي،  وخلال لقاء متلفز مع قناة  فضائية تابعة لحزب متنفذ في الحكومة ، الشخصيات السياسية و المسؤولين المتورطين بالفساد ، و "سيشرهم على الحبل "  ويعطي كل واحد من هؤلاء من سراق المال العام كتابه في يمينه، يوم لا ينفع لا مال ولا بنون ،  واللقاء لم يقتصر على فضح  ملفات  الفساد ، حسبما ذكرت ذلك وسائل إعلام محلية ،  بل  سيتناول  أيضا ،  جهات متورطة في دعم وتمويل المجاميع الإرهابية ، تنفيذا لأجندات خارجية   للإطاحة بالعملية السياسية .
 وسائل الإعلام ، واستناداً  إلى مصادرها ،  وصفت اللقاء،  بانه  سيكون "خطوة تاريخية شجاعة"  ستوفر للعراقيين فرصة الاطلاع على حقائق غامضة طيلة السنوات العشر الماضية ، والوصف جاء قبل عرض اللقاء ، ومن المرجح  كما هو الحال في المشهد العراقي ،  أن يكون بداية لعملية نشر غسيل الخصوم  والمنافسين لحين حلول موعد إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة .
 مصادر وسائل الإعلام سربت المعلومات عن إجراء اللقاء ، فتحقق جزء من الهدف ، وبقي الآخر لحين  استكمال إجراءات نصب وضع  حبل الغسيل ، ومن المتوقع أن يكون طوله بمسافة اكثر من 100 كيلو متر ليضاف إلى خطوط الطول والعرض  .
في اكثر من مناسبة وفي اطار الجهود الرسمية ،  لمكافحة الفساد ، لوح مسؤولون كبار بفضح المفسدين ،  وكشف ملفات تورط قادة سياسيين ووزراء وأصحاب مناصب كبيرة  بسرقة المال العام ، وإقامة مشاريع استثمارية في عواصم عربية ، وينسب إلى رئيس كتلة نيابية  قوله  أن رئيس الحكومة،  يمتلك ملفات في حال الكشف عنها سيحصل زلزال سياسي  في العراق بقوة عشر درجات على مقياس ريختر ، ولكن وعلى حد تصريح  رئيس الكتلة "تراجع دولة رئيس الوزراء عن كشف الملفات ،  لتفادي حصول عواقب وخيمة لا تخدم مسار العملية السياسية " وكأنها تحافظ على مسارها الصحيح  بالفساد وسرقة أموال العراقيين.
على ذمة ما ذكرته وسائل الإعلام المحلية ، سيكون العراقيون على موعد مع صحة التسريبات بخصوص اللقاء المتلفز ،  وهل يتم فعلا الكشف عن ملفات خطيرة ، بالأرقام والأسماء الصريحة ، أم القضية لا تتعدى توجيه رسالة إلى جهات معينة تفيد بان صانع القرار،  يمتلك من الوثائق الدامغة لإدانتها وتقديم قادتها للقضاء لينالوا العقاب العادل ، ولاسيما أن الأوضاع  في العراق ،  شهدت حالات كثيرة تندرج ضمن ما يعرف بالتسقيط السياسي ، بوجود فريق ماهر  يمتلك خبرات فنية في إعداد سيناريوهات  لتسويق أفلام  سينمائية ،  تتناول قصص  قادة سياسيين،  تحولوا إلى "قجقجية" فهربوا ثروات البلاد إلى دول الجوار مقابل الحصول على حفنة من الدولارات ، ومن فضائل هذا السيناريو  انه جاهز للعرض في أي وقت ،  وخاصة حينما تحتدم الأزمة  ويتسع الخلاف  ، ويبدأ العد التنازلي لخوض استحقاق انتخابي جديد ، بالمشهد الأول تحت عنوان" ترقبوا الفضائح " بنشر أسماء أبطالها  على حبل الغسيل وخطوط الطول والعرض .