ان الشرعية هي خلع الصفة القانونية على شيء ما وترتبط الشرعية بواحد من أقدم الجدالات السياسية وأكثرها أهمية وهو الجدل حول مشكلة الألتزام السياسي ومدى وجود احترام الدولة وطاعة قوانينها على المواطنين وكيفية ممارسة الحكومة للسلطة الشرعية في المجتمع .
في المجتمعات الحديثة تتجه بشكل متزايد الى ممارسة السلطة الرشيدة القانونية وتبني الشرعية النابعة من احترام القواعد الرسمية القانونية. ان الشرعية تعني التطابق مع القانون وليس بالتعارض معه او الخروج عن بنوده , ان السلطة تفقد شرعيتها عندما تفشل في توزيع الأدوار الأجتماعية وتوفير التسهيلات بصورة ديمقراطية وعادلة أوعدم مقدرتها على ضبط الأمن والنظام ., بيد ان فشل الحكام في المحافظة على شرعية النظام الذي أوجدوه أو الذي أسسوه يجعل نظامهم عرضة للنكسات والهزات التي تطيح به او تغيره , اذن الفشل في المحافظة على الشرعية أي شرعية النظام يزيد من احتمالية تغييره او تغيير الحكام الذين يتزعمونه . وتختلف الشرعية عن المشروعية في ان ألأخيرة لاتكفل بالضرورة تمتع الحكومة بالأحترام أو اعتراف للمواطنين بواجب الطاعة فالمشروعية بهذا المعنى مشتقة من التوافق مع القانون واتباعه, اما الشرعية فهي الأصل الذي يفترض ان يستند اليه القوانين ومن ثم المشروعية الا ان الواقع يعرف العديد من الأمثلة المخالفة لذلك حيث تنشأ فجوات بين الشرعية والمشروعية يكون من ابرز مظاهرها وجود قوانين لاتستند الى الأساس الرضائي المتفق عليه أو حتى تنتهك هذا الأساس وتتعارض معه .ان المشروعية يقصد بالسلطة أو الحكومة التي تتمتع بصفة المشروعية تارة تلك السلطة التي تتفق تصرفاتها ونشاطاتها مع مقتضيات تحقيق العدالة وتارة اخرى يقصد بها السلطة التي تستند الى رضا الشعب ومن ثم يمكن القول ان سلطة الحاكم المستبد غير مشروعة وان استندت الى نص الدستور القائم أي حتى لو كانت سلطة قانونية, وعلى العكس تكون الحكومة الثورية مشروعة ولو قامت على انقاض حكومة قانونية كانت تستند الى احكام الدستور . ان شرعية الحكام تنتهي عندما يهدر دم المواطنين وتسلب حقوقهم , تنتهي الشرعية عندما لايفون بوعودهم في تحسين حياة افراد مجتمعهم,تنتهي الشرعية عندما لايحافظون على امن المواطن ويحمون ممتلكاته ويصونون حقوقه, تنتهي الشرعية عندما لايحاسبون سارقي المال العام ومحاربة الفاسدين , تنتهي الشرعية عندما يختزلون الوطن بفئة او مذهب او قومية , تنتهي الشرعية عنما يغيبون العقل وينشرون الأفكار الظلامية المتخلفة, تنتهي الشرعية عندما يعجزون عن حماية الوطن والمواطن , تنتهي الشرعية عندما ينشرون الأوهام والخرافات بأسم الدين.
لن ينصركم الله لأنكم اول من خرق رسالته وتاجر بها.
|