كفاية سيبونا.. |
بعد سقوط الحقبة الدكتاتورية , ومجيء الاحزاب الاسلامية الى الحكم , كبديل لعهد المنقرض , ولكن هذا البديل الجديد بما يحز في النفس والقلب من احباط ويأس وقهر وغضب , بانه لم يعط العلاج الشافي للجروح العميقة , ولم يكن المؤهل والقادر على انقاذ الشعب الذي اثقلت بكاهلها السنين العجاف , ولم يكن التغيير المناسب ليعيد البسمة وفرحة ويمسح الاحزان , فقد اخطأ الوليد الجديد , الذي جاء بعد مخاض عسير , , اخطأ في قراءة الواقع السياسي بشكل دقيق ورصين وموضوعي , سوى وضع الطائفية ومسبباتها الشريرة , في مقدمة الواجهة السياسية , وعبرها يتم التعامل السياسي وتقسيم الحصص والغنائم , فبدلا من ان يكون الوليد الجديد يعبر عن ارادة الشعب وتطلعاته بالحرية والديموقراطية والاستقرار , ويعمق التغيير بالاصلاحات الشاملة , ليكون بحق انتصار للشعب والوطن , ومدعاة فرح وسرور , ويتخذ المسلك الديموقراطي للعملية السياسية التي تقود البلاد الى شاطئ الامان والسلامة , ويصفي التركة الثقيلة التي خلفتها الحقبة المظلمة , بما تتناسب مع طموحات وتطلعات الشعب , لكنها اتجهت الى طريق اخر مغاير وبالضد من هذه الطموحات الكبيرة . وانغمرت في سياسة الاستحواذ والتهميش والاقصاء وابعاد الاخرين في عملية صنع القرار السياسي , واستخدام نهج الشيطنة في سبيل الحصول على اكبر قدر ممكن من المكاسب في السلطة والنفوذ والمال , وشرعت الفساد المالي ليحتل الدولة ومؤسساتها . وبذلك دخلت العملية السياسية في دهاليز مظلمة , وصارت المواقف السياسية , ماكنة لصنع الازمات بشتى جوانب الحياة العامة . مما اثر بشكل سلبي على الاوضاع الامنية والمعاشية , وصارت الطائفية مصدر القرار السياسي وبوصلته السياسية , واصبح الولاء للطائفية اكبر قدر ومكانة , من الولاء للوطن . وبهذا الشكل تمزقت وحدة صفوف الشعب ونسيجه الوطني , ودخل الوطن في تناحرات طائفية خطيرة , قد تجر الى عواقب وخيمة . مما زاد الطين بلة دخول جمهرة من المنافقين والنفعيين والانتهازيين والمتلونيين بالف لون , على خط المواجهة السياسية , وصارت لهم القدرة والمكانة والمنزلة , في التحكم بالقرار السياسي ومصير الوطن , ان القصور والجهل السياسي وغموض الرؤية , ساعد على الفوضى والبلبلة والتخبط , مما عرض الوطن ان يغوص في الاعماق , في مستنقع الازمات المستديمة والطاحنة , لاشك ان السيد رئيس الوزراء وحزبه يتحمل القسط الاكبر من المسؤولية , في الاخفاق في قيادة البلاد , وفشل في حل المشاكل العويصة التي ترهق المواطن , ولم يساعد على خروج العراق من شرنقة الفوضى . . لذا فان الحل المناسب بيد الشعب , يتمثل بنهوضه من غفوته التي طالت عشرة اعوام , وعليه ان ياخذ زمام المبادرة , ويعيد كتابة التاريخ بحروفه الشعبية , وليس الاكتفاء بموجات التذمر والسخط والغضب , عليه ان يترجمها في الساحات والمدن , في هبة شعبية عارمة , حتى تدق ناقوس الخطر على النخب السياسية الحاكمة , ان تسمع وتنتبه الى صوت الشعب المدوي , وعليها إما ان تختار طريق الاصلاح الشامل وإما ان ترحل غير مأسوف عليها , كفاية سيبونا. |