نجل القرضاوي يقلب الطاولة على والده ويقول:" عفوا أبى الحبيب ..مرسى لا شرعية له " |
وقال أنه في ظل هذه السياية التي دامت عاما كاملا لم تجن مصر من حكم الإخوان سوى المزيد من الاضطراب والفوضى وتراجع في كل مناحي الحياة العامة. القرضاوي عبر عن رأيه عبر رسالة وجهها لابيه لا تخلو من مظاهر الاحترام والتقدير مبرزا فيها عمق تقديره للجيل السابق الذي عانى سنوات طويلة من القهر والفساد والحرمان دون أن يكل أو يمل، بل ظل صابرا على ابتلاء الله له، مشيرا إلى أن الجيل الحالي ما عادت لديه تلك الطاقة الكبيرة من الصبر على الفساد والظلم، وأنه ينتفض فور شعوره بأي تجني على حقوقه ومكتسباته. وأضاف أن ثورة 25 يناير كانت الفيصل بين تاريخ الصمت والخنوع وبين انتفاضة الشباب الرافض لكل سارق لأحلامه ومجهض لآماله وطموحاته. وقال عبد الرحمان القرضاوي ان مرسي كشف كل اوراقه دون أي إيجابية واحدة تعود على المواطن المصري طوال عام كامل من الحكم.معبرا عن تأييده لإقالة مرسي من منصبه، ومشيرا في الوقت ذاته إلى أن إقالته جاءت نتيجة إرادة الشعب الذي انتفض رافضا لتلك السياسات التي ثبت فشلها. قد توجه نجل القرضاوي في حديثه لوالده، قائلا "ألست القائل "إن الإمام إذا التزم بالنزول على رأي الأغلبية وبويع على هذا الأساس، فإنه يلزمه شرعا ما التزم به، ولا يجوز له بعد أن يتولى السلطة أن يضرب بهذا العهد والالتزام عرض الحائط، ويقول إن رأيي في الشورى إنها معلمة وليست ملزمة، فليكن رأيه ما يكون، ولكنه إذا اختاره أهل الحل والعقد على شرط وبايعوه عليه فلا يسعه إلا أن ينفذه ولا يخرج عنه، فالمسلمون عند شروطهم، والوفاء بالعهد فريضة، وهو من أخلاق المؤمنين". وأكد نجل القرضاوي أنه منذ تولي مرسي مقاليد الأمور في مصر، كان يتمنى استمرار مرسي في منصبه ودورته الكاملة، لكن عناد الرئيس كان السبب فيما حدث له، قائلا "لقد جلسنا مع كل الأطراف في أوقات صعبة، ولم يكن أحد يشكك في شرعية الرئيس، وكان من الممكن لم الشمل بتنازلات بسيطة، ولكن – وللأسف – لم نر رجال دولة على قدر المسؤولية، بل رأينا مجموعة من الطامعين في الاستحواذ مهما كان الثمن". "لقد كنا نتمنى جميعا لو أكمل الرئيس مدته، وأن تنجح أول تجربة لرئيس مدني منتخب، ولكنه أصر على إسقاط شرعيته بنفسه، وذلك بانقياده لمن يحركه، وبتبعيته لمن لا شرعية لهم ولا بيعة ولا ميثاق، ثم هم الآن يبتزون أتباعهم ورموزهم عاطفيا لكي يقعوا في هذا الشرك بدعوى حماية الشرعية والشريعة". واستعرض ابن القرضاوي كل الفرص التي أهدرها الرئيس المصري المعزول "لقد عاهدنا الرجل ووعدنا بالتوافق على الدستور، ولم يف، وبالتوافق على الوزارة، ولم يف، وبالمشاركة لا المغالبة في حكم البلاد، ولم يف، وبأن يكون رئيسا لكل المصريين، ولم يف..". وزاد الشاعر بالقول "كنتُ وما زلتُ من الثائرين الذين يطالبون بالحرية للناس جميعا، بهذه الكلمة كنت في الميدان يوم الخامس والعشرين من يناير، ويوم الثلاثين من يونيو أيضا، ولم أشغل نفسي بالمطالبة بإقامة شرع الله، ولم أر أن من حقي فرض الشريعة على أحد، بل شغلت نفسي بتحريض الناس أن يكونوا أحرارا، فالحرية والشريعة عندي سواء". وتابع "نحن جيل تعلم أن لا يسمح لبذرة الاستبداد بالاستقرار في الأرض، وقرر أن يقتلعها من عامها الأول قبل أن تنمو"، مردفا بأنه "لو أن مرسي قد ارتكب واحدا في المئة مما ارتكبه سابقوه، فما كان لنا أن نسكت عليه، وهذا حقنا، ولن نقع في فخ المقارنة بستين عاما مضت، لأننا إذا انجرفنا لهذا الفخ فلن نخرج من الماضي أبدا". |