القرضاوي يحرض على الفتنة والقتل |
تتسارع الاحداث الساخنة في الساحة السياسية المصرية . وتشير كل الدلائل بتلقي جماعة الاخوان , هزيمة منكرة بسقوط رئيسهم مرسي عن رئاسة الجمهورية , وجاءت نتيجة منطقية لتماديهم في الحكم بنزعة الغرور والعنجهية , والقراءة الخاطئة للواقع السياسي ومتطلبات الظرف الراهن . فقد ظنوا في اوهامهم بان باستطاعتهم تحويل الدولة ومؤسساتها الى جيب مرشدهم العام , ولم يحسبوا تبعيات قرارهم وحجم المعارضة وحجم الصوت الشعبي الرافض , ولاعمق الازمات الخانقة التي زادت تضخمها وكبرحجمها بسياستهم القاصرة والمتخبطة , التي جلبت الفوضى والبلبلة وغياب العقل السياسي المجرب , في معالجة الاوضاع المتدهورة والازمة الاقتصادية الخانقة تغوص بكل جوانبها الى الاعماق , فقد ركزوا في شهيتهم نحو السلطة والنفوذ , وتركوا مشاكل الشعب والفئات المسحوقة , ان تدعيات هذا الفشل الصاعق , سيؤثر بكل تأكيد على مستقبلهم السياسي , وسيضعهم امام معضلة كبيرة . اما ان يعيدوا الى رشدهم وبصرهم وبصيرتهم , والتحكم بالعقل والحكمة ازاء الواقع السياسي الجديد , بعودة ثورة 25 يناير الى احضان الشعب من جديد , ويختاروا الصراع السياسي السلمي كبقية القوى السياسية , او اختيارطريق اخر يقودهم الى المجهول والعواقب الوخيمة , وقد بدأت ملامح هذا الطريق تتوضح عبر صقورهم المهوسين بالعنف وسفك الدماء , , وتتجلى خطوات هذا النهج , من خلال ظهور مرشدهم العام ( محمد بديع ) الذي اعلتى منصة ميدان رابعة العدوية , وحث انصاره المحتشدين , في البقاء في الشارع حتى عودة مرسي محمولا على الاعناق , وانه متيقن من وعد الله بالنصر . ثم يهتف بالجموع الحاشدة ( نموت . نموت ويحيا مرسي ) وسار على هذا المنوال من التحريض بالعنف والخطاب المتشنج بعض صقورهم , بالدعوة الى العنف الدموي والقتال وحمل السلاح والمتفجرات حتى اعادة الرئيس المخلوع الى القصر او الموت في سبيل نصرة الاسلام والجهاد . ودخلت على النار الحامية والملتهبة وعلى خط المواجهة الساخنة , دولة قطر باعتبارها الراعي والام الحنون لجماعات الاسلامية , وهي تصرف الاموال بجنون وبالمليارات لهذه الاحزاب الاسلامية , اضافة الى الدعم الاعلامي الكبير عبر قناتها الفضائية ( الجزيرة ) مما يذكر ان دولة قطر دفعت اموال منذ مجي مرسي الى الحكم تقدر قيمتها ب ( 8 ) مليار دولار , في سبيل تقوية حكم الاخوان , ولكن قطر الان تتجرع وتجر اذيال الخيبة والخذلان والخسارة المهلكة , وتفقد بريقها ورصيدها ونفوذها . في ليبيا وتونس وسوريا والعراق , وجاء الدور لمصر ليوجه لها صفعة ماحقة , ولهذا جندت خادمها المطيع والذليل السيد القرضاوي , قد يحفظ بعض ماء الوجه ويبعدها من الفشل الكامل والهزيمة الموجعة , , وتطوع القرضاوي صاحب فتوى ( جهاد المناكحة ) في سعيره المجنون باصدر الفتوى تلو الاخرى , من اجل حشد الدعم والاسناد , وتجنب الاخوان الهزيمة المنكرة , وراح يدعو في خطاباته الدينية الحماسية , الى اعطاء صك الغفران الى الرئيس المخلوع مرسي , وحث الشعب المصري الى مناصرته بكل الطرق , حتى يجبر القوات المسلحة ان تنصاع وتنسحب وتسلم القيادة البلاد الى المؤمن مرسي , ويذهب بعيدا في هذيانه ومهاترته ,التي اصبحت بضاعة فاسدة , عفا عليها الزمن , ولم تعد تصلح بسقمها وهشاشتها وجدبها , سوى النفور والتهكم والسخرية , وليس انها عامل قوة ودفع واقناع , وصارت من علامات الشؤم والهذيان , حين يقول ( ان المصريين عاشوا لعقود دون ان تتاح لهم انتخاب رئيس شرعي ,حتى هيأ الله لهم لاول مرة رئيسا , وهو الرئيس المؤمن محمد مرسي , وان القوات المسلحة خرجت عن الشرعية , وخالفوا ونقضوا عهد الله , ان هذا العمل حرام وكفر ومعصية لا يغفرها الله ) ودعا كل التيارات الاسلامية الى التوحيد وتجنيد طاقاتها وتحشيد قوتها الجماهيرية صفا واحدا بالوقوف وراء الرئيس المؤمن محمد مرسي وارجاعه الى قصر الرئاسة بكل الطرق , وهذا واجب المسلمين الذين يخافون عاقبة الله . ان هذا الهذيان الرخيص , لم يمنع الملايين عن التعبير عن فرحتها وابتهاجها بالنصر , وعودة الوجه الحقيقي لثورة 25 يناير بوجها الناص , , وما على الاخوان المسلمين إلا الرضوخ الى ارادة الشعب , او الخروج عن هذه الارادة والعودة الى تاريخهم القديم المعروف بالعنف وسفك الدماء. |