مهنية الأعلام .. قناتي الجزيرة والعربية انموذجاً

 

في تقاطع غريب اشهده لأول مرة في توجهات القناتين الخليجيتين المحترفتين صاحبتا الامكانية والتقنية الكبيرتين حول الملف المصري بالتحديد فالجزيرة تعارض ما قام به الجيش ضد الرئيس مرسي وتعرض ما لديها من ادلة وافلام ولقاءات تدعم رأيها وتوجها وشعاراتها بالحفاظ على الشرعية وميساندة احزان الشعب المصري نتيجة ( الانقلاب ) على الشرعية وموقفها جاء متناغماً مع رأي وتوجه الحكومة القطرية وعلى العكس من ذلك فترى قناة العربية فرحة بما جرى وتنقل لك صورة اخرى من فرحة الشعب المصري بما جرى من اعادة الثورة المصرية الى مسارها الصحيح والتخلص من كابوس الاخوان
المسلمين وسرقتهم للثورة في غفلة من الشعب واقصاءهم للاخرين وكذلك جاء موقف القناة متناغماً مع موقف الحكومة السعودية في معاداة الاخوان وازلامهم , ما يهمني في هذا كله كمتتبع اني حين اتابع الجزيرة لا اراها تكذب وهي تقنعني بسلاسة بمصداقيتها وانا ارى صورة الاقصاء والاعتقالات والقتل بحق الاخوان المسلمين كما اني اصدق قناة العربية حين ارى رمي الشباب من السطوح العالية من قبل جماعة الاخوان المتطرفة وكيف يهاجمون الجيش والمتظاهرين ضدهم !! 
قناتان تتواجدان في قلب الحدث دائماً وتجبرانك على متابعتهما لا يختلف اثنان على مدى تاثيرهما في الجمهور العربي استطاعتا بتحالفهما ان تسقطا حكومات وانظمة باكملها من خلال تأليب الشارع العربي على هذه الحكومات , لم اشك يوماً انهما تنسقان مواقفهما من الاحداث على مدار الساعة لتصل بنا امام صورة مقنعة وان كانت كاذبة .

ما الذي حدث هذه المرة ؟ 

وهل سنبقى مصدقين ان هناك اعلام محايد ولا يحمل اجندة سياسية من خلفه ؟

هل ثبت لنا اليوم ان الحكومات تسيطر على الاعلام وتوجهه وفقاً لمصالحها أم هناك من يزال يعتقد باستقلالية الاعلام ؟؟

والسؤال الاهم كيف سأتعامل انا المواطن العربي البسيط مع هاتين القناتين المقنعتين وكيف سأبني قناعاتي من الاحداث ؟؟؟

في الختام انا لا ادعي اني على مستوى عالي من الذكاء ولكن امتلك الحد الادنى من القدرة على التفكير والبحث , تخيل معي مدى تاثير هذا الاعلام على الطبقات غير المتعلمة في اوطاننا وما اكثرها ..